الرئيسية الشخصيات لماذا يعد نجيب محفوظ علامة مؤثرة في الأدب العالمي؟

لماذا يعد نجيب محفوظ علامة مؤثرة في الأدب العالمي؟

0

نجيب محفوظ من أنجب الأدباء العرب والعالميين. وتُعد مكانته الكبيرة جدًا في عالم العرب لأنه الأديب العربي الوحيد الناطق والكاتب باللغة العربية الذي حاز على جائزة نوبل للآداب عن الثلاثية الشهيرة “قصر الشوق، وبين القصرين، والسكرية”، مع رواية أولاد حارتنا التي مُنعت من النشر لفترة طويلة. وتُعد جائزة نوبل من أكبر وأعرق الجوائز العالمية على الإطلاق. وتُعد أيضًا تكريمًا وتخليدًا لكتابات وأدب نجيب محفوظ خصوصًا. وما لا يعلمه البعض أن اسم “نجيب محفوظ” هو اسم مركب أي اسمه هو فقط، وليس اسمه واسم والده. كما أنه تم تحويل العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية شهيرة مثل بين القصرين والسكرية، وغيرهم الكثير.

حياته البسيطة أثرت على إبداعه العظيم

ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر من العام 1911، في حي الجمالية. وكان والده عبد العزيز أحمد الباشا ينتظر قدومه، ولكن حدثت في ولاداته أزمة غير متوقعة. كانت إما ستودي بحياته أو بحياة والدته. ولكن لأجل الحظ السعيد كان هناك طبيب يدعى نجيب محفوظ. قد قام بتوليد المرأة بطريقة طبيعية ولم يتأذى أحد سواء الطفل أو الأم ولذلك صمم والد نجيب محفوظ أن يسمي ابنه “نجيب محفوظ” على اسم الطبيب ليكون اسم مركب. نجيب محفوظ كان أصغر إخوته، وفرق السنوات بينه وبين أقرب أخ له كان عشر سنوات. ولذلك كان يُعامل نجيب محفوظ الطفل على أنه وحيد. وله الكثير من المسئولين به.

دراسة نجيب محفوظ للفلسفة وتأثيرها على أدبه

في عمر السبع سنوات قامت ثورة 1919 في مصر. وأثرت فيه هذه الفترة تأثيرًا ظهر جليًا في رواية بين القصرين. التحق في العام 1930 إلى كلية الآداب قسم الفلسفة. وحصل على شهادة الليسانس فيها. ثم قام بعمل ماجستير في الفلسفة الإسلامية.

الوظائف التي شغرها من البداية للنهاية

بعدما حصل على الليسانس كان في هذا الزمن نسبة كبيرة من الأمية. والمتعلمين وخصوصًا في كلية مثل الآداب مطلوبين جدًا في الوظائف الحكومية. ولذلك بدأ نجيب محفوظ في العمل داخل وزارة الأوقاف كسكرتير برلماني. ثم شغر منصب مدير مؤسسة القرض الحسن في وزارة الأوقاف. ثم وصل ليصبح مدير مكتب وزير الإرشاد. ولكن بعدها تحول إلى وزارة الثقافة ليكون مدير للرقابة على المصنفات الفنية في الوزارة. ثم في العام 1960 كان يعمل كمدير مؤسسة دعم السينما. ثم آخر عمل حكومي قام بالعمل فيه هو رئيس مجلس الإدارة العامة للسينما. ثم قام بالتقاعد المبكر واستقر على أن يكون كاتب في مؤسسة الأهرام.

زواجه الغريب متزامنًا مع بداية حياته السينمائية

كانت هناك فترة قد توقف فيها نجيب محفوظ عن الكتابة الأدبية وهذه الفترة كانت قد تزامنت مع زواجه. حتى يجد مصدر رزق أكثر ربحًا. والغريب أنه لم يكتشف أحد أن نجيب محفوظ متزوج وله أولاد إلا بعد عشر سنوات من زواجه. وكان عندما يسأله الناس عن سبب عدم زواجه يتعلل لهم بمرض أمه وأنه لا يريد أن يتركها وحيدة. ولكن في هذا الوقت كان نجيب محفوظ قد عمل في مجال السيناريوهات السينمائية. وقد بدأ المال يتوفر معه بصورة تسمح له بأن يقوم بإعالة أسرة كاملة. وتم اكتشاف زواجه بالصدفة البحتة عندما تمت مشاجرة بين ابنته “أم كلثوم” وفتاة أخرى في المدرسة. وقالت أم كلثوم أن والدها هو نجيب محفوظ المؤلف. وقد عرف صلاح جاهين الشعار من والد الفتاة الأخرى وتم تداول الخبر بعدها. ولكن في النهاية هذه الفترة جعلت منه واحد من أعظم كاتبي السيناريوهات. وله أفلام ثقيلة القيمة في السينما المصرية. والتي كانت هي السينما المسيطرة في العالم العربي في ذلك الوقت. مما جعله واحد من الكتاب المرموقين رفقة العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي.

مسيرته الأدبية

بدأ نجيب محفوظ مسيرته الأدبية في منتصف الثلاثينات. وكانت البداية الأدبية عن طريق نشره لعدة قصص قصيرة في مجلة الرسالة وكان هذا بالتحديد في العام 1939، ولكن هذا لم يكن نهاية الشاب والموظف نجيب محفوظ. فكتب أول رواياته وهي “عبث الأقدار” التي كانت رواية تقليدية جدًا، وتندرج تحت التصنيف التاريخي. وربما هذه الرواية لم تنل شهرتها سوى بعد تحويلها لمسلسل تلفزيوني عام 1989. من بطولة الفنان المصري عزت العلايلي. ثم بعد ذلك تبع هذه الرواية بروايتين على نفس النمط. آلا وهما “رادوبيس” و”كفاح طيبة”. وكانت المواضيع متشابهة وتتكلم عن الظلم والكفاح والاستبداد، وقدرية الحياة رغم حرية البشر.

بداية مشروع الواقعية الروائية

من ضمن الأشياء التي جعلت من نجيب محفوظ أهم الأدباء العرب هو مشروعه الأدبي الواقعي الذي رأي النقاد في كل العالم أنه تفوق فيه بصورة غير مسبوقة بين أبناء جيله في الكتاب العالميين. أيضًا من خلال التأثير التي صنعته هذه الروايات في المجتمع المصري. حيث أن قيمة الأدب والأديب في جائزة نوبل تُقاس بقدر التغير الذي أحدثه الروائي في المجتمع المحيط به. وما جعل محفوظ ينال جائزة نوبل التي أكدت ووثقت عظمته كروائي هو أن أعماله أثرت في المجتمع والناس سواء من خلال السينما أو من خلال الروايات.

في عام 1945 كتب نجيب محفوظ رواية “القاهرة الجديدة” والتي كانت باكورة أعماله الروائية الواقعية. ثم بعدها “خان الخليلي” و”زقاق المدق”. وهنا أيضًا إطار واقعي نفسي جربه نجيب محفوظ في رواية “السراب”. وهذا جعله نوعًا ما مشهور ومعروف في الوسط الثقافي والفني بجوار السيناريوهات التي كان يكتبها للسينما. ثم كتب رواية “بداية ونهاية” وبعدها كتب أشهر ثلاثية عربية في تاريخ الأدب العربي وهم، “قصر الشوق وبين القصرين والسكرية”. وهذه الروايات كانت واقعية ولكنها ذات إسقاطات اجتماعية عظيمة الشأن. ففيها السياسة والمجتمع وشعب الحارة. مما جعل هذه الروايات من أكثر الروايات اكتمالًا من حيث أسلوب الكتابة والمغزى من الحكي.

أولاد حارتنا والكتابة الرمزية

بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب عام 1988 تم التنويه عن رواية “أولاد حارتنا“. ولكن المشكلة أن الكتابة الرمزية لدى نجيب محفوظ كانت لها جدل كبير أدى إلى انتشار الرواية أكثر مما كان متوقع لها. ولا سيما أنها كانت تتعرض لمسلمات وأعراف شعبية وكانت تُنشر مسلسلة في جريدة الأهرام. مما جعل هذه الرواية لا تنال استحسان مؤسسة الأزهر. ولكن هذا لم يسني “محمد حسنين هيكل” رئيس تحرير الأهرام في إكمال الرواية. ولذلك اتفق رئيس مصر السابق “جمال عبد الناصر” ألا ينشر نجيب محفوظ هذه الرواية لئلا يتم العداء بين نجيب محفوظ ومؤسسة الأزهر العريقة. ولكن هذا لم يمنع نشر الرواية في دار الأدب اللبنانية عام 1962 خارج مصر. وهذا ما جعل الطلب عليها أكثر داخل مصر لتجد الرواية طريقها خلسة داخل السوق المصرية. وتعد أولاد حارتنا هي السبب الأساسي في محاولة اغتيال نجيب محفوظ عن طريق الطعن. ولكن لأجل حظه الجيد لم تصبه الطعنه إصابة بالغة. مما جعل هذه الحادثة تلفت الأنظار العالمية لهذه الرواية وهذا الروائي. الذي كاد أن يُقتل بسبب ما يكتبه.

Exit mobile version