الرئيسية الدين لماذا كان الرسول الأمي من ألقاب النبي محمد (ص) ؟

لماذا كان الرسول الأمي من ألقاب النبي محمد (ص) ؟

0
لماذا كان الرسول الأمي من ألقاب النبي محمد

الرسول الأمي هو اللقب الذي عُرف به خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، ولفترة طويلة من الزمان ساد اعتقاد واحد حول هذا اللقب، وهو أنه يقصد به أن عليه الصلاة والسلام كان لا يقرأ ولا يكتب، وفقاً للمدلول الصريح والظاهر للمصطلح في اللغة العربية، لكن في وقت لاحق بعض الدراسات والاجتهادات ذهبت إلى تأويل آخر محتمل، وهو أنه سمي بذلك نسبة إلى موطنه الأم الذي ولد به ونشأ، ألا وهو قبيلة قريش التي عاشت على أرض مكة أم القرى، وهذين التفسيرين أيهما كان الصحيح، فهما لا يقللا من شأن ومقام سيد الخلق عليه الصلاة والسلام شيئاً،  إنما هي مجرد محاولات واجتهادات تبغى الوصول إلى الحقيقة المؤكدة لا أكثر.

 لقب الرسول الأمي .. لماذا؟

الرسول الأمي هو لقب من ألقاب نبي الإسلام ولا جدال في ذلك، بل أن هذا اللقب يستخدمه المسلم كثيراً عند الدعاء أو الذكر، ويبقى السؤال المُحير لماذا حمل النبي الكريم ذلك اللقب؟، كما ذكرنا هناك اعتقادين وكل منهما له من يناصره ويأتي بما يثبته من أدلة، ولعلنا نجد فيها ما يجيب على سؤالنا: لماذا لقب الرسول الكريم بـ الرسول الأمي ؟

 الاعتقاد الأول : الرسول الأمي لا يقرأ ولا يكتب :

بعض الذين أنكروا هذا الاعتقاد وذهبوا إلى التفسير الآخر لمقولة ” الرسول الأمي “، كانوا يبحثون عن مخرج لاعتقادهم الخاطيء بأن الأمية تقلل من شأن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، إلا أن العكس هو الصحيح وقول ” الرسول الأمي ” ليس من التقليل، بل أنه في حالته يعد نوعاً من التكريم له عليه الصلاة والسلام، هذا إذا تحاشينا مظهر المصطلح ونظرنا بتمعن إلى جوهره والحكمة منه.

 الرسول الأمي ودليل ذلك :

عدم وجود ما يبرهن على صحة أمر معين يعد دليلاً على صحة مضاده، ونحن لا نملك أية أدلة على أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد تلقى العلم عن أحد، فنجد أن كتب السيرة التي أحصت كل ما يخص حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، لم يرد بها ذكر تلقيه أي نوع من العلوم على يد أي من المعلمين، بل أن بعض كتاب السيرة قد وصفوه في كتبهم بـ الرسول الأمي، والأمر هنا لا يحتمل أكثر من احتمال، حيث أن هذه الكتب ذكرت تفصيلاً كافة الأشخاص المؤثرة في حياة النبي، مثل والديه وجده وعمه وكذلك مرضعته ومربيته فإن كان هناك معلماً لكانوا ذكروه.

 الرسول الأمي والمعجزة :

الرسول الأمي هو لقب يطلق على خاتم الأنبياء تكريماً له وإجلالاً وقدره، فعليه الصلاة والسلام كانت أميته إحدى معجزاته الشريفة، حيث أن الأنبياء الذين بعثهم الله -عز وجل- في أقوامهم من قوله، لم يكونوا أميين وكانوا يجيدون القراءة وكذلك الكتابة، وهو ما يسر عليهم مهمتهم في تلقين أممهم تعاليم الدين وما أتاهم من ربهم، أما الرسول الأمي فعلى الرغم من أميته هذه تمكن من إيصال رسالته إلى العالم أجمع، ونقل إلى أمته كافة الفوائد والتعاليم التي نقلها كافة الأنبياء الذين سبقوه، وهو أمر أقل ما يوصف به بأنه معجزة من معجزاته الشريفة عليه الصلاة والسلام، كما أنه دليل جلي على أنه لم يكن ينطق عن الهوى وإنما كان يوحى إليه.

 الاعتقاد الثاني : الرسول الأمي نسبة لموطنه :

ببساطة مؤيدي هذا الاعتقاد يرون أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن بأمي، بمعنى أنه قد تلقى العلم في مرحلة مبكرة من حياته، شأنه في ذلك شأن كافة ابناء سادة قريش، ولكنهم في ذات الوقت لم ينكروا حقيقة لقب الرسول الأمي ،لكنهم يفسرونه تفسيراً مغايراً لذلك التفسير الذي ورد سلفاً.

 الرسول الأمي وأم القرى :

العرب قديماً بصفة عامة كانوا يحملون ألقاباً مرجعها اسماء قبائلهم أو مواطنهم، فنجد أن هناك من يدعى بالقرشي نسبة إلى قريش، أو من يقال له الكلبي نسبة إلى بني كلاب وهكذا.. ومن هنا جاء هذا التفسير القائل بأن لقب الرسول الأمي قد استمده الرسول من نسبه لموطنه، إذ أن مكة تعرف بلقب أم القرى ومن ينسب إليها يسمى بالأمي.

 والخلاصة أن الإسلام أجاز الاجتهاد بل ويثاب كل مجتهد بقدر اجتهاده، والله عز وعلا وحده أعلم بالحقيقة الكاملة التي لا تشوبها شائبة، وأيا كان الاعتقادين حول لقب الرسول الأمي هو الأصح، ففي النهاية هذا لا يقلل من شأن الرسول الكريم ولا يزيده شرفاً، ففي كافة الأحوال يبقى عليه الصلاة والسلام هو الصادق الأمين والمبشر النذير، الذى اصطفاه خالق الخلق ليكون خاتم نبييه الذي أرسله رحمة للعالمين.

Exit mobile version