الرئيسية الحقائق التاريخ لماذا ارتبط قصر البارون إمبان بأساطير وحكايات الرعب ؟

لماذا ارتبط قصر البارون إمبان بأساطير وحكايات الرعب ؟

0

قصر البارون إمبان أحد التحف المعمارية الحديثة التي تُميز العاصمة المصرية “القاهرة”، فقد صُمم هذا القصر ليضرب أروع مثال على العبقرية الهندسية، لكن رغم جمال مظهره الخارجي إلا أنه يبث الرعب والرهبة في قلب من ينظر إليه أو يتجرأ على دخوله، فقد ارتبط في أذهان العامة بقصص الرعب وخرافات العالم السفلي، حتى أن بعض الحكايات تقول أنه أصبح ملجأ لعبدة الشيطان، وأن كل من يدخله يُصاب بلعنته! فما حقيقة هذه الادعاءات وهل القصر مسكون حقاً كما يدعي البعض؟ وكيف تم بنائه ولماذا وأين يقع؟ كل هذه الأسئلة سنُجيب عليها في المقال التالي.

لماذا ارتبط قصر البارون إمبان بأساطير وحكايات الرعب؟

من هو البارون إمبان؟

  • البارون إمبان هو مهندس بلجيكي عشق السفر والترحال وتنقل في العديد من بلدان العالم، ترك بصمة مميزة في كل مكان زاره تقريباً، فقد حصل على لقب “بارون” من ملك فرنسا كتقدير لمجهوداته في إنشاء مترو باريس.
  • أتى البارون إمبان إلى مصر في نهاية القرن التاسع عشر بعد أن تم افتتاح قناة السويس بعدة سنوات، لكن كانت رحلته هذه المرة مختلفة عن جميع رحلاته السابقة، فقد أحب مصر لدرجة لا تُوصف وقرر البقاء فيها حتى آخر لحظات حياته، بل وكتب في وصيته أن يُدفن في ترابها الذي عشقه!

بصمة البارون إمبان في مصر

  • كان للبارون إمبان بصمة عظيمة وفضل كبير في بناء واحد من أهم وأرقى أحياء القاهرة، والذي مازال يحتفظ برونقه وجماله حتى اليوم، فقد اقترح على الحكومة المصرية آن ذاك أن يتولى بناء حي جديد في شرق القاهرة، وأراد أن يُطلق عليه اسم “هليوبوليس” ومعناها “مدينة الشمس” باللغة الهيروغليفية القديمة.
  • قام البارون بشراء مساحة شاسعة من الأراضي في صحراء شرق القاهرة وعمل على إمدادها بالمرافق وتسهيل الطرق المؤدية إليها، فاستعان بالمهندس “أندريه برشلو” كي يُساعده في مد خط مترو يربط القاهرة بالحي الجديد وأسماه خط مترو “مصر الجديدة” ومازال الخط يعمل تحت نفس الاسم حتى اليوم.
  • بيوت الحي الجديد مستوحاة من التصميمات البلجيكية الكلاسيكية ومُحاطة بمساحات شاسعة من الأشجار والحدائق الغناء، كما ضم الحي فندق “هليوبوليس” القديم والذي انضم مؤخراً للقصور الرئاسية في مصر.

قصر البارون إمبان

  • أراد البارون إمبان أن يقوم ببناء قصر أسطوري يكون احد أهم معالم مصر الحديثة، وبالفعل كان قصر البارون الذي بناه مثالاً للروعة والعبقرية الهندسية، فقد صمم كي لا تغيب عنه الشمس لحظة واحدة منذ شروقها وحتى تمام الغروبها، وجميع غرفاته وردهاته تدخلها أشعة الشمس على مدار اليوم.
  • عهد البارون إمبان بتصميم قصر البارون لكل من “ألكسندر مارسيل” و”جورج لويس” وقد أُستوحي تصميمه من عدد من المعابد العالمية مثل معبد أنكور وات في كمبوديا، ومعبد أوريسا في الهند.

وصف القصر

  • يمتد قصر البارون إمبان على مساحة 12.5 ألف متر مربع، ويغلب عليه الطابع الهندي، فقد زُينت شرفاته ونوافذه بالتماثيل والفيلة الهندية البوذية، كما انتشر العاج في جميع أجزائه الخارجية، أما التصميم والزخرفة الداخلية فقد جعلته أشبه بأفخم المتاحف العالمية، حيث انتشرت في أجزائه العديد من التماثيل الذهبية والفضية والبلاتينية أيضاً.
  • هذا بالإضافة لساعته المميزة التي لا يوجد لها مثيل في العالم إلى في قصر باكنجهام في لندن، فهي لا تُستخدم لإيضاح الوقت فقط، بل تحدد الأيام والشهور والسنوات وحتى التغيرات القمرية أيضاً!
  • أرضياته مصنوعة من أفخم أنواع الرخام والمرمر البلجيكي والإيطالي.
  • رغم مساحة قصر البارون الشاسعة إلا أن المبنى نفسه صغير نسبياً، فهو مكون من طابقين فقط إضافة إلى السرداب والسطح والبرج المجاور له، لكن رغم ذلك صُمم كل جزء منه بشكل فريد أضفى علية سحراً خاصاً، فالبرج على سبيل المثال يُتم كل ساعة دورة كاملة حول نفسه ليسمح للجالس أن يرى كافة جوانب القصر، أما الحديقة فكانت أشبه بمتحف نباتي يضم أجمل وأندر النباتات على مستوى العالم، كما احتوي القصر على ممر يربطه بكنيسة ” البازيليك” الموجودة حتى اليوم.

القصر بعد وفاة البارون إمبان

  • توفي البارون إمبان عام 1929م تاركاً خلفه هذه التحفة المعمارية الخلابة، لكن مع الأسف لم يترك من يرعاها ويُحافظ على أصالتها وجمالها، لذلك تحول القصر من آية هندسية مبهرة إلى بناء مهجور خرب، فذبلت نباتاته وضاعت تفاصيله، ظل هكذا طوال سنوات عديدة حتى حاولت الحكومة المصرية بالاتفاق مع السفارة البلجيكية أن تضمه لهيئة الآثار أو القصور الرئاسية المصرية، وبالفعل تم الاتفاق مع الورثة وإجراء مقايضة فقاموا بتسليمهم قطعة من الأرض لاستثمارها مقابل التنازل عن القصر.
  • بعد ذلك تم إجراء المقايسات وتحديد الإجراءات اللازمة لترميم القصر واستعادة رونقه وجماله مرة أخرى، وكان من المقرر أن يكون أحد مشاريع الصوت والضوء في القاهرة، لكن توقفت جميع الأعمال بعد الثورة المصرية.

قصر البارون إمبان والحكايات الخرافية

  • نتيجة إهمال القصر لمدة طويلة وإبقائه مغلق دون رعاية واهتمام، تمكن مجموعة من الشباب من الدخول إليه خلسة في الليل عام 1997م، واستغلوه لإقامة الحفلات الصاخبة والرقص على أنغام موسيقى “هيفي ميتال” حتى تم القبض عليهم من قبل الشرطة، وأطلق على القضية اسم “عبدة الشيطان”.
  • كان لهذه الحادثة أثر كبير في اقتران القصر بالحكايات الخرافية حول الجن والشياطين التي سكنته، خاصة مع تصاعد أصوات الموسيقى المريبة والأضواء الصاخبة ليلاً، ومازالت هذه الحكايات متداولة بين العامة حتى اليوم.

Exit mobile version