الرئيسية الدين لماذا شرع الله الزواج وما هي أهميته للفرد والمجتمع؟

لماذا شرع الله الزواج وما هي أهميته للفرد والمجتمع؟

0
لماذا شرع الله الزواج

الزواج من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، تنقله من مرحلة الطيش إلى مرحلة الاستقرار، فقد أصبح مسئولاً عن بيت وزوج أو زوجة، يرعى كل منهما الآخر ويحافظ عليه ويسكن إليه وقت حاجته، فالزواج ليس مجرد وسيلة شرعية لإفراغ شهوة الإنسان فقط! بل هو أسمى من ذلك بكثير، فقد قدس ديننا الكريم العلاقة الزوجية وفرض لها معايير وشروط تضمن زواجاً ناجحاً وبناء أسرة صالحة، لكن لماذا شرع الله الزواج؟ وما هي أهميته؟ وما واجبات الزوجين تجاه بعضهما البعض ؟

لماذا شرع الله الزواج وما هي أهميته ؟

تعريف الزواج

الزواج في اللغة العربية يعني اقتران شيئين منفصلين ببعضهما، وقد تم التصالح على استخدام كلمة الزواج في التعبير عن اقتران الرجل والمرأة ببعضهما، ليحل كل منهما للآخر بموجب عقد الزواج، فيتناكحا ويستمتعا ببعضهما وينجبا نسلاً بطريقة شرعية.

الحكمة من فرض الزواج

  • الزواج سكن المرأة والرجل

    الزواج سكن ومودة ورحمة بين الرجل وزوجته، فعلى كل منهما أن يتقي الله في زوجه ويكون عوناً وسنداً له طول حياته، يشد من أزره ويحفظ أسراره، ويراعي أمواله وشئونه ولا يجور عليه، فكل منهما يجد ملاذه وأمانه في الآخر.

  • لمنع اختلاط الأنساب

    فرض الله الزواج لكي ينظم الغريزة الجنسية للإنسان وما يترتب عليها من إنجاب، فبدونه قد يتزوج الرجل أخته دون أن يدرى أو يعلم، لذلك فأهمية الزواج تكمن في انتساب الأطفال لأبيهم وأمهم بشكل واضح وأوراق رسمية تمنع اختلاطها في المستقبل، نفهم هنا أيضاً سبب تحريم الإسلام للتبني، فلا يجوز للمسلم أن يأخذ طفلاً ليس من صلبة و ينسبه لنفسه لما يترتب عليه من نتائج كارثية في المستقبل.

  • بناء مجتمع صالح وسوي

    الأسرة هي الخلية الأولى التي يتكون منها المجتمع، فإذا كانت أسرة صالحة ومتماسكة كان المجتمع قويا، لذلك حثنا الإسلام على الاهتمام بالأسرة ومراعاة حقوق الأقارب، والحفاظ على حقوق الأبناء وتربيتهم تربية سليمة صحيحة تقوم على أسس دينية سوية، وكل هذا لا يتحقق إلا بالزواج الناجح فهو النواة الأولى لتكوين أسرة صالحة.

متى يكون الزواج واجباً ومتى يكون محرماً

رغم أن الإسلام شرع الزواج وفرضه على كل مسلم ومسلمة، إلا أن حكمه يختلف من حالة لأخرى كما سنوضح:

  • يكون الزواج فرضاً إلزامياً على الشخص المسلم إذا كان لا يستطيع إحجام شهوته أكثر من ذلك، فإذا لم يتزوج وقع بالتأكيد في الفاحشة، هنا يكون الزواج فرضاً لابد للإنسان أن يؤديه طالما كان قادراً على نفقاته، ومتأكداً من قدرته على معاملة زوجته بالعدل والإحسان إليها.
  • أما وجوب الزواج يكون في حالة ظن الإنسان أنه يمكن أن يقع في الفاحشة إذا لم يتزوج، لكنه ليس واثقاً من ذلك، الوجوب هنا أقل من الفرضية في المرتبة، أيضاً لابد أن يكون الإنسان مقتدراً ويستطيع تحمل نفقات الزواج.
  • أما تحريم الزواج فيكون في حالة عدم استطاعة أي من الزوجين أداء واجباته الزوجية سواء كان ذكراً أو أنثى، أو كان الرجل غير مقتدر ولا يستطيع تحمل نفقات زوجته وأولاده، والحرمة هنا ليست في الزواج نفسه بل في النتائج المترتبة على عجز الشخص وتقصيره في أي من جوانب وأسس الزواج، فالإسلام دين عدل لا يرضى بظلم طرف على حساب الآخر.
  • كراهية الزواج تكون في حالة قدرة الشخص المادية والجسدية على الزواج، لكنه ليس سوي نفسياً فيغلب الظن أنه لن يكون عادلاً في معاملة الطرف الآخر، هنا يكون الزواج مكروهاً.
  • إذا انتفت كل موجبات أو محرمات الزواج في الحالات السابقة يصبح الزواج اختياريا، أي بإرادة الشخص، إذا أحب أن يتزوج فليتزوج في أي وقت شاء، لكن تظل طبيعة فعل الزواج نفسه سنة مستحبة لكل مسلم.

واجب الزوجين تجاه بعضهما

  • أولا واجبات الزوج تجاه زوجته:

    • أن يعاشرها بالمعروف

      من واجبات الزوج على زوجته أن يحسن معاملتها ولا يهملها، ولا يقدم على أي فعل أو قول فيه إيذائها سواء كان الإيذاء نفسياً أو جسدياً، كما يجب عليه أن يرعى أهلها ويعاملهم بالمعروف ويصل رحمهم.

    • التكفل بكافة نفقاتها المادية

      يوجب الإسلام على الزوج إن يتكفل بكافة نفقات المرأة الزوجية طالما عاملته بالمعروف ورعت حقوقه، حتى لو كانت المرأة عاملة، فلا يوجد ما يوجب على المرأة أن تشارك في نفقات المنزل، وإن فعلت فهو كرم منها، على عكس الرجل، فقد ألزمه الإسلام بالقوامة على كافة شؤون المرأة بما فيها الأمور المادية، لكن هذا لا يعني أن تغالي المرأة في متطلباتها، بل يجب أن تراعي ظروف زوجها المادية، ولا تحمله ما لا طاقة له به.

  • ثانياً واجبات الزوجة تجاه زوجها:

    • عدم الامتناع عن أداء واجباتها الزوجية

      طالما ارتضت المرأة هذا الشخص زوجاً لها دون إكراه فلا يجوز لها أن تمنع نفسه عنه وترفض أداء واجباتها الزوجية، إلا في حال عدم مراعاة الزوج لحقوقها النفسية والجسدية، أو التسبب في أي نوع من الضرر لها، في هذه الحالة يمكن أن تمتنع عنه حتى يجدا حلاً للمشكلة، أو يزول عذرها الذي امتنعت بسببه.

    • طاعة الزوج

      يجب على المرأة طاعة زوجها طالما لم يأمرها بما فيه معصية للخالق، أو إيذاء لنفسها، أما إذا كانت أوامره منافية لتعاليم الشريعة الإسلامية أو تسبب لها أي نوع من أنواع الأذى سواء نفسي أو جسدي أو اجتماعي، كنهيها عن زيارة أهلها مثلاً فلا يجوز لها الانصياع لأمره، لما فيه من قطيعة رحم ومخالفة لأوامر الله.

Exit mobile version