الرئيسية الحقائق لماذا يعد العرس المغربي هو الأغرب في الوطن العربي؟

لماذا يعد العرس المغربي هو الأغرب في الوطن العربي؟

0

في كل دولة من الدول العربية يوجد عرس خاص بها ولكن العرس المغربي هو أغرب ما في تلك الأعراس، وفي الحقيقة وبعد دراسة أغلب عادات وتقاليد بلاد المغرب العربي وجدنا أنه ليس العرس فقط هو الأغرب في بلادنا العربية بل كل ما فيها يعتبر مميز جدًا وليس له أي مثيل، وترجع أصول تلك الغرابة إلى قديم الأزل حيث أن هذه البلاد ذات أصل أمازيغي وهم أقدم شعوب الشمال الأفريقي ويطلق عليهم تسمية البربر، وهم يشبهون المغول والتتار في كثير من الأشياء حتى أنهم يعدون سويًا الأشرس على مر التاريخ، بجانب أن بلاد المغرب قريبة للغاية من بلاد الأندلس الأوروبية وهذا يعني تشابها أيضًا مع تلك الحضارات الأوروبية، وتوجد العديد من مظاهر الغرابة في العرس المغربي مثل النكافة وهي المرأة الملازمة للعروس في أخر أيام الخطوبة، وأيضًا الحمام المغربي الرائع الذي ذاعت شهرته في الوطن العربي بأكمله، وأيضًا صعود العروس على الكرسي الخشبي الذي يحمله أقاربها وسط تشغيل الموسيقى والأغاني الأمازيغية، وغيرها من العادات المميزة التي سنتناولها سويًا في هذا المقال.

لماذا يتميز العرس المغربي بالغرابة الشديدة؟

يتميز العرس المغربي بالغربة لوجود الكثير من العادات والتقاليد في هذا العرس تختلف بصورة كبيرة مع عادات العرس العربي، وهذا لا يعني خروج هذا العرس عن الإطار الإسلامي بل هو داخل نطاق الإسلام ولكن يوجد به بعض البهارات الزائدة عن ما في وطننا العرب، ونحن سنوضح هذه العادات التي تجعله يميل للغرابة الشديدة ألا وهي:

الخطوبة

سنقوم بتناول مراحل العرس المغربي من البداية وسنبدأ بالخطوبة، تعتبر الخطوبة مزيج بين العادات والتقاليد المشهورة وبعض العادات المغربية الخاصة بتلك البلاد، ففي البداية يقوم الرجل بالتقدم إلى الفتاة المراد التزوج بها ومعه أسرته، وبعد الجلوس الأسرتين وعقد النية على الزواج يقومان بوضع بعض الشروط الخاصة بتلك الخطبة، فمثلًا توضح التفاصيل المتعلقة بمراسم الزفاف من بداية الكلام وعادة ما تكون الخطوبة لمدة عام كامل ولكن يحب المغاربة وضع النقاط على الحروف منذ بداية الأمر، ثم بعد ذلك يقومان بعمل حفل الخطوبة الذي يتفقان على موعده أثناء اللقاء الأول بعد قبول أهل العروس بالزواج، وفي حفل الخطوبة يقوم العريس بجلب بعض الهدايا المتعارف عليها لدى المغاربة إلى العروس وهي عبارة عن صندوق فضة به خاتم الخطوبة، وبعض العطور، ومتعلقات الحناء، وعلبة من التمر المجفف، وزجاجة ماء، ثم يوجد بعض الهدايا الأخرى التي لا توضع داخل هذا الصندوق مثل الكفتان المغربية، وعدد من الأحذية النسائية، وكمية من السكر الأبيض تتراوح بين الستين إلى الثمانين كيلو غرام.

وهذه تعتبر أغرب ما في الموضوع فالشيء نفسه غريب والكمية الكبيرة التي تهدى أغرب من ذلك، ويفسر المغاربة هدية السكر بأنه رمزًا للسعادة والعيشة الحلوة والممتعة وذلك مأخوذ من طعم السكر الحلو، وكما تقول الأغنية المصرية الشهيرة للفنانة شادية “سكر حلو الدنيا سكر”، ومن الجدير ذكره أن الصحراء الغربية في مصر بها بعض الأصول الأمازيغية.

فستان العروس المغربية

من ضمن عادات العرس المغربي هو تصميم فستان العروس بطريقة أمازيغية أنيقة، حيث أن الفستان المغربي الذي يسمى الكفتان هو مليء بالأشياء الغريبة والمميزة التي تجعله لا يتشابه مع فساتين الأعراس العربية، فعادة ما يكون فستان العرس العربي هو عبارة فستان أبيض به مفروش من الأسفل وبه بعض من الخرز وأهم ما يميزه هو البساطة، في حين أن الفستان الخاص بالعرس المغربي يكون عبارة عن كفتان مصنوع من قماش الشيفون والحرير، وقد تم تطريزه بالخرز البني الفاتح في الغالب، وتكون أكمامه طويلة تغطي اليدين، ويوجد عند الوسط حزام عريض يلف على أسفل البطن، ويطلق على هذا الفستان اسم المنصورية، ولا نعلم أصل هذه التسمية هل هي منسوبة للخليفة أبي جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين وأشدهم قوة أم هي لسبب أخر يتعلق بالشأن الأمازيغي.

عامة توجد العديد من الفستان التي تلبسها العروس في يوم زفافها فالموضوع لا يقتصر على فستان واحد كما هو الحال في جميع الدول العربية، بل تلبس العروس حوالي ثلاثة أو أربع فساتين في هذا اليوم فقط، واحد للجلوس بجوار العريس، وواحد لاستقبال المدعوين، وواحد عند الذهاب إلى منزل العريس، وواحد يظهر طبيعة المنطقة التي تعيش بها في بلاد المغرب مثل الفاسي والأمازيغي والشمالي والأبيض.

النكافة

من الأشياء الشهيرة في العرس المغربي هي النكافة والتي تلازم العروس في أخر أسبوع من الخطبة قبل العرس، حيث أنها هي المسئولة عن فساتين العروس فتضعها في مكان معين وتقوم بضبطها عند الخياطة قبل العرس، بل وهي في الأساس من تختار فساتين العروس بالتشارك معها، وهي من تقوم بإلباس العروس فساتين العرس والأكسسوار الخاص بها، وترتدي هذه النكافة اللباس المغربي الشهير خلال ملازمتها للعروس في تلك الأيام، ومن ضمن الفساتين المغربية التي تلبسها العروس هو الفستان الأبيض، والشمالي، والفاسي، والأمازيغي.

الحمام المغربي

يعتبر الحمام المغربي من أساسيات العرس المغربي ويتميز هذا الحمام بالجمال والروعة التي جعلته أشهر ما يعرف عن النظافة في الوطن العربي أجمع، فهو يقوم بتنظيف الجسد بشكل كامل وبدون ترك أي شوائب أو آثار من الجلد الميت أو البقع الداكنة، وذلك لأنه يقوم بإزالة خلايا الجسد الميتة بشكل كامل، ويعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجسم مما يكسبه لون أحمر أو وردي مميز، ويقوم أيضًا بإذابة الدهون والمياه المتراكمة على الجلد، كما أنه يعطي رونق الشباب والحيوية لدى العروس المغربي، ويجعلها في إطلالة ناعمة وكلها نضارة، ويتكون الحمام المغربي من صابونة مغربية، والغسول المغربي الخاص وهو عبارة عن طمي وطين من منطقة معين بالمغرب، والليفة المغربية أو الكيس، وزجاجة من ماء الورد، والحناء، والحجر الخفاف الذي يتخلص من الشعر الزائد بالجسم وينظف منطقة الركبتين والكوعين.

وتقوم العروس المغربي بدعوة أصدقائها المقربات لعمل الحمام المغربي سويًا، وتقوم العروس بالتعرض لجلسات البخار التي تصفي البشرة وتزيد من نضارتها، وهناك أيضًا بعض الماسكات التي تضعها على الجسم ليعطيه اللمعان البراق، وقد أخذت بعض الدول العربية المجاورة مثل مصر والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول هذه العادة، وباتت تستخدم في المناسبات والأوقات العادية أيضًا.

يوم الحناء الكبير في العرس المغربي

قبل موعد الزفات بيومين أو ثلاثة تحضر أخصائية الحنة لتزين العروس وأصدقائها وأقاربها من الفتيات وهذا وفق العادات والتقاليد الخاصة بعملية العرس المغربي، فبعد تجمع الفتيات تبدأ أخصائية الحناء برسم الأشكال الجميلة على أيدي وأرجل تلك الفتياتـ وتبدأ أولًا بالعروس ثم يليها الأقرباء والأصدقاء، والغرض من هذه الحنة هو تباشرًا بالحظ السعيد بجانب إعطاء شكل ومنظر جمالي، ويتم جلب الحناء من أشجار الرقان المغربية الموجودة في مدينة فأس.

الكاتب: أحمد علي

Exit mobile version