الرئيسية العلوم لماذا تعد الذاكرة البشرية شيئًا شديد التعقيد تشريحيًا؟

لماذا تعد الذاكرة البشرية شيئًا شديد التعقيد تشريحيًا؟

0

لا يُمكن إنكار التعقيد والغموض الذي يُحيط بعمل الذاكرة البشرية ، فالعلماء لم يَتمكنوا إلى الآن من فِهم عَمل الذاكرة البشرية أو كيفية تكوين الذكريات وكيفية حفظها، إنها مذهلة على كل المقاييس سواء في حجم وكمية الذكريات التي يتم حفظها، أو في قوة تلاعب العقل بتلك الذكريات، وعلاقتها بالجينات البشرية، وغيرها من الأمور التي تثبت مدى تعقيد الذاكرة البشرية على كل المستويات، وفي هذا المقال شرح موجز عن أهم الأمور المذهلة التي اكتشفها العلم الحديث عن الذاكرة البشرية ، والتي تفسر أسباب حيرة العلماء وغموض الذاكرة البشرية.

الذاكرة الكاذبة

40% من 6600 فرد، يعتقدون أنهم قادرين على سرد ذكريات حدثت قبل أن يكملوا عامهم الأول من العمر، وهذا ما يسمى بالذكريات الكاذبة، لأن الإنسان غير قادر على تكوين ذكريات حقيقية في شهوره الأولى وقبل العام الأول من حياته، وعلى الأغلب تلك الذكريات تكونت بفضل روايات الأقارب عن الشهور الأولى من عمر الإنسان، وبطريقة مجهولة تقوم الذاكرة بتكوين صورة ضبابية من تلك الروايات والصور العائلية، والتي يعتقد الإنسان بأنها ذكريات حقيقية.

سعة الذاكرة البشرية

في 2016، قام بعض العلماء بتجربة على الفئران، لتشابه وظائف المخ بين الفئران والبشر، لمحاولة تحديد سعة الذاكرة البشرية ، ومن شريحة صغيرة للدماغ ظل العلماء سنة كاملة ليسجلوا كل الخلايا التي وجدوها داخل هذه الشريحة فقط، وكيف تتشابك تلك الخلايا مع بعضها مكونة الاتصالات العصبية التي تطبع عليها معلومات الذاكرة، واستنتجوا أن الذاكرة البشرية قادرة على حفظ معلومات بسعة بيتابايت، أي ما يوازي جميع بيانات الإنترنت، ويحتاج الحاسوب إلى طاقة كهربائية مولدة من محطة طاقة نووية ليتمكن من القيام بنفس أداء الدماغ البشري ونفس نفس السعة من المعلومات.

تكوين ذكريات خلال النوم

عبر مجموعة كبيرة من الأبحاث، أثبت العلماء أن الذاكرة البشرية قادرة على حفظ المعلومات حتى في حال نوم الإنسان، أي يمكن تعلم لغة جديدة فقط من خلال وضع سماعات الأذن خلال النوم وتشغيل مقطع صوتي يتحدث بهذه اللغة، بالطبع لن يتمكن الإنسان من تعلم اللغة كاملة، ولكنه يتعلم بعض المفردات دون أن يدرك ذلك مع الوقت، وهذا الأمر يحدث في مراحل معينة من النوم، وليس مرحلة النوم العميق، والعلماء لا يملكون تفسير لكيفية حدوث هذا الأمر.

تبادل عمل الخلايا العصبية

في محاولة التركيز على تذكر أمرًا ما، لابد من أن تصمت جميع الذكريات الأخرى، على سبيل المثال لتذكر مكان ركن السيارة لابد أن تصمت الذكريات الأخرى في الدماغ، هذا التبادل البسيط والسريع بين الذكريات هو أمر معقد من الناحية التشريحية جدًا، فاللحظة التي تقوم فيها بعض الخلايا العصبية المحملة بذكرى ركن السيارة بالنشاط، لابد أن يحدث أمامها خمول في الذكريات الأخرى، لا يتم مسح الذكريات ولكنها تبقى في حالة خمول لحين الحاجة إلى استخدامها، وإن حدث خلل في هذه المنظومة يمكن للإنسان أن يُصاب بالصرع أو الانفصام.

الذاكرة البشرية تحمل الكثير من المفاجئات للعلماء، على سبيل المثال: غموض عملية انتقال جزء صغير من الذاكرة من الآباء إلى الأبناء، أو كيفية علاج ألزهايمر، أحد أهم الأمراض في العصر الحديث، كل ذلك وأكثر يسبب حيرة كبيرة للعلماء.

Exit mobile version