الرئيسية التكنولوجيا لماذا انتشرت ألعاب الأونلاين Online Games؟ وما الذ يميزها؟

لماذا انتشرت ألعاب الأونلاين Online Games؟ وما الذ يميزها؟

0
ألعاب الأونلاين

انتشرت ألعاب الأونلاين خلال السنوات القليلة وتضاعفت أعدادها وتزايدت معدلات الإقبال عليها من مختلف الفئات العمرية بشكل ملحوظ، حيث لم يعد هناك هاتفاً نقالاً يخلو من ألعاب الأون لاين تقريباً ويقضي الكثيرين الساعات على سيرفرات نفس النوع من الألعاب المتوفرة على شبكة الإنترنت.. ترى لماذا ؟ وما عوامل التميز المتوفرة في هذا النمط من ألعاب الفيديو التي ساعدتها في تحقيق هذا الانتشار الواسع؟

عوامل تميز ألعاب الأونلاين Online Games :

ازدهر مجال ألعاب الأون لاين بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية وتم إطلاق عدد كبير من منصات تحميلها وتزايدت أعداد الشركات المُصدرة لها، يعد ذلك نتاج طبيعي لرواج هذا النمط من الألعاب الإلكترونية ونجاحها في جذب أعداد كبيرة من اللاعبين بمختلف دول العالم ويمكن إرجاع ذلك لعدة أسباب في مقدمتها الآتي:

الحصول على اللعبة من المُنتج الأصلي :

المشكلة الأكبر التي كانت تواجه هواة ألعاب الفيديو بشكل عام -وخاصة في مجموعة الدول العربية- هي أنهم كثيراً ما سقطوا ضحية لعمليات الاحتيال، حيث بيعت لهم نسخاً مُقرصنة من الألعاب الإلكترونية والتي تشوبها العديد من العيوب وفي بعض الأحيان تكون منقوصة بعض الملفات مما يؤثر على متعة اللعب أو تؤدي إلى تعطل اللعبة في إحدى المراحل.

أبرز العوامل التي تُميز ألعاب الأونلاين هو أن اللاعب يحصل عليها من المُنتج الأصلي مباشرة الذي يقوم بطرحها عبر سيرفر خاص على شبكة الإنترنت أو عبر منصات تحميل البرمجيات على الهواتف الذكية، مما يضمن تفادي الحصول على النسخة الأصلية من اللعبة وبالتالي تفادي المشاكل الشائعة سالفة الذكر.

التحديث الدوري واللا محدود :

مختلف ألعاب الفيديو الشهيرة مثل لعبة GTA أو لعبة FIFA وغيرهم الكثير تتوفر منها إصدارات متعددة، تم تقديمها من قبل الشركات المُبرمجة بعد تطوير محتوى اللعبة على مستوى القصة -فيما يخص ألعاب الإثارة- وعلى مستوى التنفيذ فيما يخص الألعاب الرياضية والحربية وكذلك الألعاب الاستراتيجية.

أحد العوامل التي تُميز ألعاب الأونلاين عن غيرها من إصدارات ألعاب الفيديو التقليدية هو عدم حاجة اللاعب إلى اقتناء الإصدار الجديد منها بشكل دوري، بل أن في كثير من الأحيان يتم تطوير المحتوى تلقائياً طالما أن الوسيط -الجهاز الرقمي- متصلاً بالإنترنت، مثل إضافة بعض الأحداث أو الشخصيات بالإضافة إلى منح اللاعب بعض المزايا بصفة دورية مثل Coins التي تستخدم في شراء لاعبين أو أسلحة أو غير ذلك من العناصر تبعاً لطبيعة اللعبة، كما أن بعض تلك الألعاب تحرص على إضافة لمسات خاصة على محتواها بالتزامن مع بعض الاحتفالات العامة، مثل إضافة أجواء الكريسماس بالتزامن مع حلوله وكذلك الأمر بالنسبة لعيد الهالوين وغير ذلك من المناسبات.

تقوم الألعاب الأونلاين عادة بعمل تحديث Update بشكل تلقائي مما يعني أن اللاعب لن يضطر إلى تحميل الإصدارات أخرى من اللعبة ذاتها إلا في حالات نادرة التي تتضمن إجراء تعديلات جذرية ومتعددة على محتواها.

تطور الجرافيك وأساليب اللعب :

حين ظهرت ألعاب الأونلاين في أول الأمر كانت تعاني من عيوب عديدة في مقدمتها رداءة  أعمال الجرافيك الخاص بها من حيث التصميم والتحريك، وكان السبب في ذلك حرص المطورين على تخفيف حجم الألعاب مما أثر على مستوى الجودة مقارنة بألعاب الفيديو التقليدية، ولكن خلال السنوات الأخيرة شهد هذا النمط من البرمجيات طفرة هائلة ساهمت بشكل مباشر في تحسين الصورة الخاصة باللعبة وكذلك أسلوب اللعب نفسه.

كانت الألعاب الأون لاين في الماضي يتم عرضها من منظور واحد وفي الأغلب تتحرك داخل نطاق محدود وفي خط مستقيم، لكن في الوقت الحالي أصبحت تلك الألعاب أكثر تطوراً مما زاد درجة تفاعل اللاعب معها وبالتالي صارت تقدم درجة أعلى من المتعة تقارب تلك الناتجة عن ممارسة الألعاب التقليدية.

إمكانية مشاركة الآخرين اللعب :

كانت إحدى السلبيات المأخوذة عن مختلف ألعاب الفيديو في بداية عهدها هو أنها تقتل روح الجماعة والمشاركة في نفس الأطفال، ومن ثم كان الهدف الأول بالنسبة لمصممي ومبرمجي تلك الألعاب هو دعمها بالخصائص التي تُمكن مشاركة أكثر من اللاعب معاً وكان نتاج ذلك ظهور مجموعة ألعاب Network -في أوائل الألفية الحالية- التي تتيح مشاركة نفس اللعبة عبر أكثر من جهاز مثل لعبة كوانتر سترايك ولعبة فيفا 2005 وغيرهم الكثير.

تطور الأمر بصورة كبيرة على مدار السنوات التالية وصولاً إلى الألعاب الأونلاين المرتبطة بشبكة الإنترنت العالمية، والتي يمكن من خلالها أن ينافس اللاعبين نظراء لهم من أي مكان بالعالم، كما يمكنهم أيضاً تكوين فريقاً من الأصدقاء لاجتياز مراحل الألعاب معاً، وقد جذب هذا العامل عدد كبير من اللاعبين حتى صار تقليداً في النسبة الأكبر من ألعاب الفيديو بما في ذلك الألعاب التقليدية؛ حيث أضيفت لها خاصية الاتصال بالإنترنت والانضمام إلى اللعب في العالم المفتوح.

مجانية في أغلب الأحيان :

ارتبط ذكر الألعاب الإلكترونية بذِكر الجرائم الإلكترونية المتمثلة في القرصنة الإلكترونية والسطو على حقوق الملكية الفكرية، والسبب الرئيسي في ذلك هو المغالاة في أسعار تلك الألعاب مما يجعل من الصعب الحصول على النسخ الأصلية منها ودفع أغلب اللاعبين للاعتماد على النسخ المُقرصنة رغم عيوبها.

يتم طرح النسبة الأكبر من الألعاب الأونلاين عبر منصات التحميل الرسمية بصورة مجانية كلياً أو جزئياً، أي أن الألعاب إما تكون مجانية بصورة كاملة وفي تلك الحالة يربح المُنتج من خلال الإعلانات التي تظهر في فواصل اللعبة وعبر شراء اللاعب، أو تكون مجانية بشكل جزئي أي تكون متاحة للجميع ولكن تتضمن بعض الخصائص المميزة المحجوبة والتي تتم إتاحتها للاعب نظير مبلغ مدفوع، هذا باستثناء عدد قليل من الألعاب المميزة مسبقة الدفع ولكن حتى هذه الألعاب تكون أسعارها منخفضة بنسبة كبيرة مقارنة بإصدارات الألعاب التقليدية.

الاستمتاع بأسلوب الواقع المعزز :

الواقع المُعزز هو مصطلح يشار به إلى مجموعة ألعاب الفيديو التي تمزج بين الواقع المحيط باللاعب وبين اللعبة، وتلك الألعاب عادة ما تتطلب التنقل بجهاز الهاتف الخلوي بين مناطق مختلفة لمتابعة اللعب، وهو ما يرفع سقف التحدي وبالتبعية يزيد من متعة اللعبة، أبرز مثال على ذلك لعبة بوكيمون جو Pokémon Go التي أثارت الكثير من الجدل مؤخراً.

حققت لعبة بوكيمون جو نجاحاً كبيراً منذ طرحها وجذبت عدد كبير من اللاعبين من مختلف دول العالم، ونظراً لهذا النجاح اتجهت العديد من الجهات المُصنعة لإنتاج ألعاب مماثلة تعتمد على أسلوب الواقع المعزز في عرض محتواها، وهذه بالتأكيد ميزة لا يمكن توفيرها عبر وسائط ألعاب الفيديو التقليدية مثل أجهزة بلاي ستيشن وإكس بوكس وما يماثلها.

خاتمة :

تتوفر النسبة الأكبر من ألعاب الأونلاين بإصدارات متعددة تتوافق مع أغلب نظم تشغيل الأجهزة اللوحية، وبعضها تتوفر منه إصدارات تناسب الحواسيب التقليدية أيضاً، علاوة على إمكانية الاستمتاع بها في أي وقت وبأي مكان دون التقيد بجهاز تشغيل محدد، كل هذا ساهم في تحقيق هذا النمط من الألعاب الإلكترونية انتشاراً واسعاً خلال فترة زمنية وجيزة نسبياً، كما يتوقع الخبراء في هذا المجال تضاعف أعداد إصدارات الألعاب الأونلاين خلال الفترة المقبلة وكذلك توقعوا تأثيرها السلبي على سوق ألعاب الفيديو التقليدية التي تتحكم به شركات البرمجيات العملاقة.

Exit mobile version