الرئيسية العملي لماذا تزعج مشاريع التخرج الطلاب؟ وما هي صعوباتها؟

لماذا تزعج مشاريع التخرج الطلاب؟ وما هي صعوباتها؟

0

مشاريع التخرج هي الشبح الذي يلاحق النسبة الأكبر من طلاب المرحلة الجامعية حول العالم، حيث ينظر الكثيرين إليه باعتباره عبئاً ثقيلاً واقعاً على كهولهم يرغبون في الخلاص منه، ويزيد من درجة توترهم ما عرفوه ممن سبقوهم حول مشقة الأمر ودرجة صعوبته، ومن ثم يبدأ الطلاب في التخوف من الفشل والتشكك في قدرتهم على إنجاز مشاريع التخرج الخاصة بهم وإخراجها بصورة لائقة.. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: لماذا يصعب على بعض الطلاب إنجاز مشروع التخرج الجامعي؟ وكيف يمكن تفادي ذلك؟

عراقيل مشاريع التخرج الجامعية :

حدد الخبراء مجموعة العوامل التي تجعل إعداد مشاريع التخرج عملية شاقة بالغة الصعوبة والتي يمكن بتفاديها ضمان إنجاز العمل وإتمام على الوجه الأكمل، وتلك العوامل تتمثل في الآتي:

إهمال مرحلة التخطيط :

يعد غياب الخطة وانعدام الرؤى والعشوائية في البحث والتنفيذ أحد أبرز أسباب الفشل في تحقيق الأهداف أيا كان نوعها، ويمكن أن ينطبق ذلك أيضاً على مشاريع التخرج من الجامعة، حيث أن بعض الطلبة يندفعون إلى البدء في تنفيذ المشروع بشكل مباشر دون التمهيد له وإعداد خطة واضحة لسير العمل وقد يكون ذلك بدافع الإهمال أو الحماس، ولكن في كلتا الحالتين سوف ينعكس ذلك بالتأكيد بشكل سلبي على مستوى المشروع وقد يؤدي إلى فشله في بعض الأحيان.

يرى الخبراء والطلاب السابقين الحاصلين على مراكز متقدمة أن سر نجاح مشروع التخرج يكمن في الإعداد الجيد له، مع ضرورة إتمام ذلك بهدوء وتروي وتحديد الميزانية اللازمة لتنفيذ المشروع أيا كان التخصص الجامعي الذي يدرسه الطالب، وكذلك تحديد مراحل العمل بدقة وتدوينها على الورق لضمان عدم إغفال أي شيء أثناء مرحلة التنفيذ الفعلي، بالإضافة إلى ضرورة التأكد من توفر الخامات المطلوبة لتنفيذ المشروع، تلك المرحلة تشبه بصورة كبيرة عملية إعداد دراسة الجدوى الخاصة بالمشروعات الاستثمارية، حيث أن التخطيط يضمن إبقاء كل شيء تحت سيطرة الطلاب ويضمن لهم تفادي أي معوقات قد تظهر مستقبلاً ويجعل إعداد مشاريع التخرج أكثر سهولة وكذلك أكثر متعة.

عدم إعداد جدول زمني واضح :

يؤجل عدد كبير من الطلاب مرحلة التفكير في مشاريع التخرج والإعداد له إلى الشهور الأخيرة بالعام الدراسي، الأمر الذي يضعهم في مأزق كبير ويجبرهم على سباق الزمن من أجل إنهاء الأعمال المطلوبة منهم في الوقت المحدد، ويرى الأساتذة الجامعيين أن ذلك العامل من المسببات الرئيسية لفشل مشروعات التخرج الخاصة بالطلبة أو خروجها في مستوى ضعيف وغير لائق على أقل تقدير، مما يؤثر سلباً على مجموع الدرجات التي يحصلون عليها في النهاية.

يرى خبراء التنمية البشرية أن فن إدارة الوقت هو الضمان الوحيد لتحقيق النجاح في مختلف المجالات بما في ذلك إعداد مشروعات التخرج، وبناء على ذلك على الطلاب قبل البدء في اتخاذ أي خطوة تنفيذية تخص المشروع أن يقوموا بإعداد جدولاً زمنياً مفصلاً يتم من خلاله تقسيم العمل إلى مجموعة مراحل متتالية، ويتم تحديد المدة الزمنية اللازمة لتنفيذ كل مرحلة منهم، فإن ذلك يضمن للطلاب نهو الأعمال المطلوبة منهم في الوقت المحدد، مع الإشارة إلى ضرورة إعطاء كل مرحلة فسحة من الوقت تزيد بنسبة يومين: ثلاثة أيام عن المدة الأصلية وذلك تحسباً لأي ظروف طارئة قد تتسبب في تعطل العمل لبعض الوقت.

فريق العمل غير المناسب :

يعلم الجميع كيف تدار الأمور فيما يخص مشاريع التخرج الجامعي خاصة في الدول العربية، حيث أن دائماً ما يرحب الطلاب بالاعتماد على أهل الثقة وليس أهل الخبرة، بمعنى أن كل مجموعة من الزملاء المتقاربون والذين تجمعهم علاقات صداقة طيبة يقررون العمل معاً حتى لو كان ذلك لا يشكل منهم فريق عمل مميز يكمل بعضه البعض، وقد يكون ذلك سبباً مباشراً في إفساد مشروع التخرج بشكل تام.

يقصد بعملية تكوين فريق من الطلاب لتنفيذ مشروع التخرج الخاص بهم، هو أن يكون كل عضو ضمن ذلك الفريق مميزاً في شيء ما ويستطيع القيام به أفضل من غيره، فبتلك الطريقة فقط يمكن ضمان إنجاز المشروع على أكمل وجه في وقت أقل، وكذلك يفضل عدم التعاون مع الأشخاص المهملين الغير قادرين على تحمل المسؤولية والعمل بجد، فتكرار مرات التغيب واصطناع الأعذار بالتأكيد تتنافى مع الأهداف المرجوة وهي إخراج مشروعاً متكاملاً أقرب إلى المثالية، فما فائدة توفر فريق عمل من 10 طلاب إذا كان خمسة منهم فقط هم من يعملون بجد ويبذلون جهداً حقيقياً؟!!

المشرف غير الفعال :

تكون كل مجموعة من الطلاب العاملين على مشاريع التخرج الجامعية خاضعة لإشراف مباشر من أحد أعضاء هيئة التدريس، وما قيل عن فريق العمل يمكن تطبيقه أيضاً على عملية اختيار الشخص المشرف على مجريات العمل، حيث أن ذلك الشخص يلعب دوراً محورياً في إنجاز العمل وضمان إتمام على الوجه الأكمل والعكس صحيح، فإن كان ذلك المشرف غير مناسباً أو مهملاً فقد يؤدي إلى إفساد الأمر برمته. يعتقد بعض الطلاب أن المشرف يتواجد تواجداً شرفياً فقط ويقتصر دوره على مراقبة العمل والتأكد من إنهاء المشروع في الوقت المحدد، لكن الحقيقة أن الدور الذي يلعبه المشرف أكثر عمقاً وشمولية من كونه مجرد مراقباً لسير العمل، إنما هو الناصح الأمين الأكثر دراية بأساليب تنفيذ المشروعات وتقع على عاتقه مهمة التوجيه والنصح والإرشاد وإدارة تفاصيل العمل ومتابعة المشروع خلال مراحله المختلفة.

إذا كانت المؤسسة التعليمية التي تنتمي إليها تسمح للطلاب باختيار المشرفين على مشاريع التخرج والاتفاق معهم بشكل مباشر فإن تلك هي فرصتك الذهبية التي يجب عدم إهدارها، والنصيحة المقدمة من أصحاب الخبرة في هذا الصدد هي عدم اللجوء إلى المشرف المفضل بالنسبة لك أو الذي تربطك به علاقة ودية وطيدة، إنما مقياس اختيار المشرف المناسب الوحيد يتمثل في مستواه العلمي والمعرفي وما سيشكله من إضافة إلى المشروع، وفي حالة القيام بذلك يجب استغلال درجة معرفته العلمية على الوجه الأمثل وذلك من خلال الاستفادة من آرائه واستشارته في كافة التفاصيل التي تخص العمل لضمان إخراجه في النهاية على أكمل وجه، كما يمكن اطلاعه على المشكلات أو العراقيل التي تواجهك وجعله يساهم في إيجاد الحلول المناسبة لها.

عدم إدارة الوقت بشكل جيد :

ينصح الأساتذة الجامعيين والطلاب السابقين بضرورة إدارة الوقت بصورة شبه مثالية عند العمل على تنفيذ مشاريع التخرج الجامعية، والحرص على الانتهاء من العمل قبل الموعد المحدد للتسليم بمدة كافية للتمكن من مراجعة العمل بالإضافة إلى التحضير الجيد لعملية مناقشة مشاريع التخرج وأسلوب عرضها على دكتور المادة أو لجنة التقييم.

يسعى جميع الطلاب إلى إظهار مشاريعهم الخاصة بصورة مميزة والعمل على إبراز مميزاتها وتقليل عيوبها قدر الإمكان، وذلك كله لن يتحقق إلا من خلال الإعداد الجيد لعملية الطرح والعرض والتي تتطلب بذل جهداً كبيراً لتحديد الوسائط المستخدمة في عملية العرض القادرة على جذب الانتباه وإظهار المشروع في أبهى صوره، كما أن الانتهاء من تلك العملية -أي التحضير لمناقشة مشاريع التخرج – يمنح الطلاب إحساساً بالثقة بالنفس ويقلل من احتمالات تعرضهم للقلق والتوتر أثناء القيام بعملية الشرح أمام لجان التقييم المختلفة.

Exit mobile version