أصبح العمل الجماعي أحد أبرز أنماط العمل العصري وباتت تعتمد عليه النسبة الغالبة من كبرى المؤسسات الاستثمارية في العالم، وبالتأكيد ذلك لم يأت عن فراغ، إنما هو نتيجة ما ينتج عن هذا النمط من منافع وآثار إيجابية بالغة التعدد والتنوع، وهو ما أدى إلى تعميم هذا النمط بمختلف الميادين العملية.
مميزات العمل الجماعي :
يؤكد أصحاب الخبرة بمختلف المجالات المهنية على أن العمل الجماعي هو الأفضل ويتفوق على أسلوب العمل الفردي في مناحي عديدة، ومن أبرز المنافع التي تتحقق من خلاله ما يلي:
تبادل الخبرات والارتقاء بمستوى العاملين :
يُساهم العمل الجماعي تنمية قدرات ومهارات الموظف الفرد أيا كان تخصصه، حيث أن التواجد ضمن بيئة عمل جماعية يساهم في إكساب الفرد المزيد من المهارات من خلال تبادل الخبرات مع الآخرين، حيث أن أعضاء فريق العمل الواحد رغم أنهم يتشاركون ذات الميول والاهتمامات إلا أن بالتأكيد يمتلكون خبرات متفاوتة تكونت من خلال دراساتهم وتجاربهم العملية السابقة.
تعاون أعضاء الفريق معاً في العمل على إنجاز ذات المشروع يؤدي إلى تبادل المعلومات ولو بشكل غير مباشر، مما يساهم في الارتقاء بمستوى الموظف الفرد وإكسابه خبرة سنوات خلال فترة زمنية وجيزة.
رفع الروح المعنوية لأعضاء الفريق :
تم تناول الاختلافات بين العمل الجماعي والفردي وتأثير كل منهما، وقد أكدت النتائج على أن العمل ضمن جماعة يساهم في رفع الروح المعنوية لأعضاء الفريق ويدفعهم لبذل أقصى جهد من أجل إتمام المهام الموكلة إليهم وإنجازها على الوجه الأكمل، كما أن أصحاب الخبرة يرون أن العمل ضمن مجموعات يعزز قيمة الانتماء في نفوس الموظفين إلى المنشأة أو المؤسسة التي يعملون بها.
يمكن القول أيضاً أن يزيد درجة التقارب بين العاملين ويساهم في خلق بيئة عمل أقرب إلى المثالية يسودها الحب والود، حيث يشعر أعضاء الفريق بأنهم يكملون بعضهم البعض وهذا يحد من المنافسة غير الشريفة بين الموظفين ويمنع تنامي الضغائن ومشاعر الكره، ويدفعهم دائماً للتكاتف من أجل تحقيق الأهداف وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة.
رفع مستوى الإنتاجية :
يضمن العمل الجماعي تسريع وتيرة سير الأعمال وتحسين جودة النتائج المحققة من خلالها، حيث أن هذا النمط يعتمد على تضافر جهود وخبرات وإبداع عقول عديدة لإنجاز مهمة أو مجموعة مهام محددة، وبالتأكيد ينعكس ذلك بصورة إيجابية ويؤدي إلى زيادة معدلات الإنتاج ويقلل من احتمالات حدوث الأخطاء ويساعد على إيجاد الحلول سريعة وفعالة في حالة مواجهة أي مشكلة.
يمكن القول أيضاً أن العمل الجماعي يساعد بصورة أكبر على الإبداع والابتكار، كما أن دراسات الجدوى وتحليلات استراتيجيات العمل أكدت على أن توكيل مهام الأعمال لمجموعة من الأفراد المؤهلين -بدلاً من فرد واحد- يساهم في خفض الميزانيات المخصصة لتنفيذها، ويساعد المؤسسة بصفة عامة على إنجاز عدد أكبر من المشاريع خلال فترات زمنية أقل.
توفير الوقت والجهد :
يساعد العمل الجماعي على توفير الوقت والجهد مقارنة باستراتيجيات العمل الأخرى؛ حيث أن في تلك الحالة يتم تقسيم المهام وتوزيعها على أعضاء الفريق، مما يقلل من احتمالات تعرضهم لأي ضغوط عصبية أو نفسية ناتجة عن إجهاد العمل، مما يعني أن الموظف أو العامل سوف يكون على الدوام في قمة نشاطه البدني والذهني، وبالتأكيد سوف يمكنه ذلك من إتقان العمل بصورة أكبر وتحقيق نتائج أفضل ويمنحه فرصة أكبر للإبداع والابتكار،
خاتمة :
يتبين مما سبق أن نمط العمل الجماعي هو الحل الأمثل للتغلب على مشكلات سير العمل المختلفة، وهو الوسيلة الأكثر قدرة على تحقيق المعادلة الأصعب على الإطلاق والمُتمثلة في توفير الوقت وبذات الوقت تحسين مستوى النتائج، وبناء على ذلك لا عجب في أن المؤسسات الاستثمارية الأكبر والأشهر على مستوى العالم صارت تعتمد عليه بشكل رئيسي.