ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالحقائقالسياسةلماذا رغم هزيمة الشيوعية لا زالت تلقى تأييدا في العالم؟

لماذا رغم هزيمة الشيوعية لا زالت تلقى تأييدا في العالم؟

نلاحظ بشكل دائم أن هزيمة الشيوعية ومحاصرتها الدائمة لم تؤثر في وجود أتباع لها، وأن انهيار الاتحاد السوفييتي لم يفت في عضد الشيوعية بل فرّخ أجيالا جديدة من الشيوعيين ربما لم يكونوا موجودين أصلا على الساحة العالمية السياسية أو الاقتصادية أثناء انهيار الاتحاد السوفييتي وإسقاط سور برلين، وعلى الرغم من تضييق الخناق على الشيوعية وملاحقتها إعلاميا بل وقضائيا أيضًا حيث تعتبر تهمة في بعض البلدان وعلى الرغم من الآلة الإعلامية التي ترصد فقط لشيطنة الشيوعية وتخويف الناس منها إلا أن هذه العقيدة لا زالت تلقى المزيد من الأتباع، فلماذا تلقى الشيوعية كل هذا التأييد رغم كل ما يثار حولها بجميع الطرق والأساليب؟ هذا هو محور حديثنا في السطور التالية:

الجوهر النبيل للعقيدة

رغم هزيمة الشيوعية ومحاصرتها ورغم تطبيق سياسة الأسواق الحرة والليبرالية الاقتصادية في دول كانت تعتبر معاقل الشيوعية من قبل إلا أنها لا زالت تجد من ينتمي إليها ويعتنقها وذلك رغم كل ما ارتبط بهذه العقيدة من فشل وخراب بل من مذابح وقتلى إلا أن جوهرها النهائي نبيل وهو العدالة الاجتماعية وتمكين الأشخاص الذين يصنعون فعلا ويدفعون بعجلة الحياة للأمام كالعمال والذين هم عصب الصناعة والحضارة الحديثة والحد من تراكم الثروات في خزائن الأقلية ورمي الفتات لملايين الناس رغم أنهم يعملون أضعافهم، لذلك يجذب الجوهر النبيل للعقيدة العنصر الفطري لدى الإنسان بالعدالة وتوحيد الدخول بدلا من أن يأخذ القليل من الناس كل شيء بينما يُحرم باقي الناس من كل شيء.

توحش الرأسمالية

ربما تكون هزيمة الشيوعية صحيحة وربما لا تكون الشيوعية عقيدة صالحة لتطبيقها أصلا من أساسه،ولكن ينحاز الإنسان للشيوعية أو يتعاطف معها أو يميل نحو اليسار بشكل عام من باب مناهضة الرأسمالية، فربما لا يحب الإنسان ماركس أو لينين أو ستالين أو ماو أو أي من رموز الشيوعية إلا أن من باب مناهضة الرأسمالية يمكن أن يصبح المرء شيوعيا دون حتى أن يقرأ عن الشيوعية أو يتعمق في معرفتها، بالطبع يمكن للمرء أن يناهض الرأسمالية من خلال شعوره العميق بالاستعباد خصوصًا إن كان يعمل في شركة من شركات القطاع الخاص بمرتب زهيد ولا ريب أننا في الدول العربية نأخذ أسوأ ما في الرأسمالية وهو العمل المضني بأجور زهيدة، مما يحيلنا إلى التعاطف مع الشيوعية إن آجلا أو عاجلا.

الشريحة المستهدفة هي الغالبية

إن كنت من الطبقة الفقيرة أو إن لم تكن من الطبقة البرجوازية بشكل عام أي الطبقة التي لديها رؤوس الأموال وأتيت وقلت لك أنني أنتمي لعقيدة تعني بانتزاع رؤوس الأموال مع هذه الطبقة ومشاركتها مع كافة أفراد الشعب بحيث يتوزع الإنتاج علينا بالعدالة والتساوي فهل ستتعاطف وتؤيد هذه العقيدة حتى إن لم تنتمي إليها بشكل فعلي وتقوم بنشاطات تخصها أما ستتعاطف مع طبقة تقول لك أنك ستظل طوال الوقت موظف يتم استنزاف جهدك من أجل مراكمة الثروات في جيوب أصحاب رؤوس الأموال؟ لا ريب أن من يملكون رؤوس الأموال هم الأقلية، بل لم يبلغ حسب آخر الإحصائيات أصحاب الثروات نسبة الـ1 % من سكان العالم، بينما يعمل باقي العالم عندهم.. أي أننا نتحدث عن عقيدة موجهة لكل سكان العالم تقريبا، من الطبيعي أن تجد من ينتمي إليها، بالتالي لا يمكننا أن نطلق مصطلح هزيمة الشيوعية طالما ظل هناك رأسمالية وظل هناك هذا التعامل الجائر في بعض الشركات.

هزيمة الشيوعية والحالمية

في آخر مراحل الشيوعية أي بعد اجتياز كافة المراحل الموصلة لها يسود المجتمع الحب والتكافل والسلام وربما يتم الاستغناء عن النقود للأبد وبالتالي لا تحتاج للنقود من أجل الحصول على أبسط الأشياء وأذكر مرة أنني ركبت حافلة نقل عام دون أن أدفع مليما واحدا بحيث ركبت ولم يكن هناك قاطع تذاكر وكنت مرتاحا لهذا وطلبت من السائق أن ينزلني في المكان الذي حددته، ولم يسألني أيضًا عن قطع أي تذاكر وهنا شعرت أنني في حلم حيث يمكنك أن تحصل على الطعام والشراب والملبس والمواصلات والخدمات الصحية دون أن تحمل هم النقود، هذا بالطبع حلم وهناك الكثير من الناس يعيشون على الحلم والخيالات، فكيف بعقيدة تحوّل أحلامهم هذه إلى حقائق؟ لابد أنهم سينتمون لها بالطبع.

تقديم تصور مثالي للعالم

مثلما قلنا أن هزيمة الشيوعية لا تعني أنها تعدم مؤيدين لها حتى الآن أو أنه يمكن إخماد جذوتها للأبد مهما اشتدت الحملات ضدها أو احتدت الهجمات عليها ذلك وأن الشيوعية عبارة عن تصور مثالي للعالم ربما مشكلته الكبيرة في تفاصيله حيث تؤكد الشيوعية على ضمان التكافل والتراحم والعدالة بين سائر البشر فلا نجد أن هناك شخص يأكل ما لذ وطاب وهناك من يأكل التراب، ولا نجد دولا تتغنى برفاهياتها ودولا تصرخ من مجاعاتها، ميزة الشيوعية الكبرى وتكاد تكون الوحيدة أنها تقدم تصورا مثاليا للعالم وما يجب أن يكون عليه وتقدم كيانا مبني على أسس عقائدية للوصول لهذا التصور وتحقيقه على أرض الواقع وبسبب هذا لا شك في أنه سيجد المناصرين له.

ارتباطها بالثورية والتمرد

الشيء الذي لا يجعلنا نؤمن على هزيمة الشيوعية بنفوس راضية ومستقرة أن الشيوعية دائما مرتبطة بالثورية والتمرد وطالما هناك أوضاع خاطئة ستظل الشيوعية بين الثنايا لأن الأوضاع الخاطئة يعني التمرد عليها والثورة ضدها حتى إن كانت ثورة موقوتة لم يحن موعدها بعد فمن المعروف أن الشيوعيون دائمًا على يسار السلطة ولا يمكن أبدا أن يكونوا على يمينها بل إن الأنظمة الشيوعية نفسها كانت تسجن الشيوعيين وتلاحقهم وتعذبهم، لأن الشيوعيين كما قلنا يظلون دائمًا بتصورات مثالية لا يتنازلون عنها ولا يرضون عن أي أوضاع غير إنسانية حتى وإن بررت بإرساء دعائم الشيوعية وطالما هناك يسار ستظل بذرة الشيوعية تنبت الثورة والتمرد دائما وتضم إليها كل من لا يرضى عن الوضع الخطأ ويرغب في تغيير العالم في اللحظة المناسبة، ولنا في أحداث 1968 عبرة وعظة، حيث غيرت مظاهرات الطلبة التي اشتعلت في باريس ثم انتقلت إلى كافة دول العالم كالنار في الهشيم وجه العالم وضربت دبوسا في فقاعة قيمه وأخلاقياته والتي تبناها بالطبع مجموعة من طلاب اليسار والمؤيدين للمعتقد الشيوعي.

الانتماء للكفة الأضعف

مثلما قلنا أن الشيوعية دائمًا هي الكفة الأضعف حتى في الأنظمة الشيوعية يسجن الشيوعيين ويعذبون قبل غيرهم ويتم ملاحقتهم وقتلهم، ومثلما كان اليسار دائما رافضا لكل من حوله متمردا ضد السلطة فإنه يلاحق بالقمع والنفي والترهيب والتنكيل، بالتالي كان من الطبيعي أن يحدث التعاطف معهم على الدوام ومن باب الانتماء إلى الكفة الأضعف وجدت الشيوعية رواجا كبيرا في كافة الأرجاء.

خاتمة

لا ريب أن هزيمة الشيوعية مصطلح لا ينبغي إطلاقه على اتساعه هكذا دون أن نرى نسبة الشيوعيين في العالم وصحيح لا توجد دولا شيوعية بشكل صرف وأنها تتناقص شيئًا فشيئًا إلا أن الشيوعية لا زالت ماكثة في قلوب ووجدان المؤمنين بها تتوارثها الأجيال جيلا تلو الآخر.

محمد رشوان
كاتب وقاص مصري من سوهاج.