الرئيسية الشخصيات لماذا يعد مايك تايسون أحد أساطير الملاكمة في العالم؟

لماذا يعد مايك تايسون أحد أساطير الملاكمة في العالم؟

0

يعتبر مايك تايسون أحد أهم علامات رياضة الملاكمة في القرن العشرين، الملاكم الذي لقب بالرجل الحديدي، وأحد أشهر أبطال الوزن الثقيل، إذ استطاع الحصول على لقب الوزن الثقيل وهو في سن العشرين فقط، انتقل بحياته من معاناة الفقر وعواقب حياة الجريمة إلى الثراء والنجومية العالمية، تعتبر قصة نجاحه نموذجًا مهمًا لكل من يرغب في التغلب على الظروف الصعبة والارتقاء إلى المجد، ولد تايسون في بروكلين بنيويورك عام 1966، وتأثر بنشأته في أحياء يرتفع فيها معدلات الجريمة، كان قد اعتقل أكثر من 30 مرة عند بلوغه سن الثالثة عشر، حيث انضم في تلك السن لعدد من عصابات الشوارع، وأرسل بعد ذلك إلى أحد منازل الأحداث، حين اكتشف بوبي ستيوارت مدير المنزل الذي كان يتواجد به موهبته الكبيرة، وعمل على تدريبه عدد من الشهور حتى قدم إلى مدرب خبير بالرياضة يدعى كاس داماتو، ومن هنا تغيرت حياة مايك إلى الأبد وانطلقت مسيرته الكبيرة في عالم الملاكمة ليصبح بعد ذلك أحد أكبر أبطال اللعبة، فكيف وصل مايك تايسون إلى هذه الشهرة الكبيرة؟

مايك تايسون.. أسطورة الملاكمة الحية

كانت مسيرة مايك تايسون في الملاكمة هي أحد أهم الإنجازات الرياضية في القرن العشرين، بدأ نجمه في الصعود بقوة في هذه الرياضة القتالية منذ سن صغيرة، فلماذا يعتبر مايك أحد أساطير الملاكمة العالمية؟

البداية القوية كمراهق

في عام 1982، كان مايك قد بلغ من العمر 16 عام، في نفس السنة تنافس مايك تايسون في الألعاب الأولمبية للصغار، وتمكن من الحصول على الميدالية الفضية في هذه الألعاب، وبعد هذه البطولة أصبح مايك يحمل رقم قياسي في تاريخ الألعاب، حيث سجل أسرع ضربة قاضية في ألعاب الصغار في زمن قدر بثماني ثوانٍ.

والمدهش أيضًا في مشاركته في هذه الألعاب إنه استطاع الفوز في جميع مبارياته بالضربة القاضية، ولعب كذلك أمام هنري تيلمان كهاوٍ ولكنه خسر في المواجهتين بفارق بسيط للغاية، ويذكر أن تيلمان قد فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد لوس أنجليس بعد ذلك في الوزن الثقيل.

بداية الاحتراف وصعود نجم جديد

بداية تايسون مسيرته الاحترافية في عام 1985، حيث هزم هيكتور مرسيدس في الدور الأول بالضربة القاضية، وكان ذلك بنيويورك، وكان جدول مبارياته مزدحم في أول عامين كلاعب محترف، واستطاع الفوز بالضربة القاضية في 26 من مبارياته الأولى، ومن ثم بدأت نوعية اللاعبين التي تواجهه تتحسن، ومع الفوز تلو الآخر جذب مايك تايسون اهتمام وسائل الإعلام، وبدأ الحديث عن مايك كالبطل القادم في الوزن الثقيل.

واجه تايسون جيسي فيرغسون في عام 1986، وكانت أول مباراة لتايسون يبثه التليفزيون الوطني، تم إقامة المباراة في نيويورك، واستطاع تايسون هزيمة فيرغسون في الجولة الخامسة من المباراة بضربة مقصية كسرت أنف فيرغسون.

في عام 1986، وفي سن العشرين، واجه مايك تايسون تريفور بربيك للمنافسة على بطولة العالم للوزن الثقيل، وفاز مايك بالضربة القاضية في الجولة الثانية، ليصبح بذلك أصغر بطل للعالم في فئة الوزن الثقيل في التاريخ.

قوة مايك تايسون وأسلوبه الخاص

عرف عن تايسون أسلوب قوي وشرس، ووصف البعض الأسلوب بالمخيف، وكان لتايسون سلوك مثير للجدل داخل الحلبة وخارجها، وأطلق عليه العديد من الألقاب، سمي بمايك الحديدي والفتى الديناميتي.

وزعم البعض أن بسبب قوة مايك تايسون الهائلة كان بعض اللاعبين يخشون توجيه اللكمات له، وكان أكثر ما يميز تايسون هو سرعته العالية، وكان يمتلك لكمة يمني ما زالت مشهورة حتى الآن، وكذلك تمتع بدقة وتوقيت ممتاز، وكبطل عالمي محترف، تمتع مايك بأسلوب دفاعي جيد، فكان يهرب بسهولة من لكمات منافسيه، وكان بارعًا في التحرك واختيار المكان المناسب لتسديد اللكمات القاتلة.

وعرف عن تايسون أسلوب خاص في تسديد اللكمات، إذ كان يوجه ضربات خاطفة سريعة لجسم الخصم، ثم يتبع ذلك بضربة قوية من أسفل لأعلى إلى ذقن الخصم، ولم يتمكن سوى عدد قليل جدًا من الملاكمين الوقوف مرة أخرى بعد هذه الضربات، وسقط الملاكمين بهذا الأسلوب حتى أكثرهم خبرة وتمرسًا مثل خوسيه ريبالتا وجيسي فيرغسون.

المحافظة على روح القتال كبطل للعالم

كانت التوقعات دائمًا من نصيب مايك تايسون، الوحش الذي لا يقهر، بطل العالم بلا منازع، ومع زيادة الشهرة شرع تايسون في رحلة كبيرة لمواجهة كل الأرقام الصعبة في الوزن الثقيل.

في عام 1987، بدأ تايسون هذه الحملة بمواجهة جيمس سميث في لاس فيغاس، وتمكن الفوز في هذه المباراة بقرار إجماعي وحصل على حزام جيمس حزام رابطة الملاكمة العالمية، ومع بداية هذه الحملة صعد نجم تايسون عاليًا، وأصبح من أشهر الوجوه العالمية، كان الجميع يعرف مايك تايسون، سواء أن كان مهتمًا بالملاكمة أو لم يكن من محبي الرياضة، وبعد مباراة سميث تمكن من هزيمة توماس بنكلون في ست جولات بالضربة القاضية، وبقرار الإجماع حصل على لقب الاتحاد الدولي للملاكمة من طوني تاكر بعد إثني عشرة جولة، وبذلك أصبح أول ملاكم يمتلك ثلاثة أحزمة الرئيسية في فئة الوزن الثقيل في نفس الوقت.

بعد ذلك تمكن من هزيمة تيريل بيغز، وهو البطل الحائز على الميدالية الذهبية في الأولمبياد التي أقيمت عام 1984، وفي عام 1988، واجه بطل العالم السابق والأسطورة لاري هولمز، وتغلب عليه بالضربة القاضية في أربع جولات فقط، وكان ذلك يعد إنجازًا كبيرًا لتايسون، إذ كانت هذه هي أول ضربة قاضية يهزم بها لاري في مسيرة شهدت 75 مباراة احترافية.

وفي نفس العام واجه تايسون مايكل سبينكس، وكانت هذه المباراة تحمل توقعات عالية، وأكد نقاد اللعبة أنها ستكون مباراة خيالية، لعدوانية تايسون وقوته الجبارة ومهارة سبينكس وحركته غير العادية، ومع ذلك انتهت المباراة بعد 91 ثانية فقط، بعد أن وجه تايسون ضربة قاضية في الجولة الأولى، وكانت هذه المباراة هي ذروة قدرة مايك تايسون وسيطرته على رياضة الملاكمة عالميًا.

الاعتزال والاتجاه للتمثيل

بعد الشهرة الكبيرة في الثمانينيات، ومع عدد من الهزائم تعرض لها مايك تايسون في نهاية مسيرته، وكذلك جدلاً واسعاً في الإعلام حول حياته الشخصية والتهم التي وجهت له بعد محاولة اغتصاب قام بها، قضي تايسون سنوات قليلة بالسجن، ثم عاد للملاكمة في منتصف التسعينيات، ولكن مسيرته في الرياضة لم تعد كما كانت، ولعب آخر مبارياته مع بداية الألفية الجديدة حتى أعلن اعتزاله في 2005.

شهرة مايك تايسون الواسعة جعلت منه رمزًا وطنيًا، ومن أهم أعلام الرياضة عبر التاريخ، ولا يزال مايك يحظي بشعبية كبيرة حول العالم، ويشارك بأدوار صغيرة في العديد من الأفلام السينمائية, وفي 2016، شارك تايسون في أداء مسرحي بلاس فيغاس وهو بعمر الخمسين عامًا، وأصبح يتمتع بحياة أفضل بعد عدة الانكسارات التي اعترضت طريقه في السنوات الأخيرة، ويسرد مايك من خلال هذا العرض مسيرته الحافلة واسم العرض هم “مايك تايسون والحقيقة المطلقة”، وقد لاقى العرض ترحيبًا من المشاهدين.

Exit mobile version