ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالعمليلماذا تم اعتبار فوز فريق ليستر سيتي بالدوري الانجليزي معجزة؟

لماذا تم اعتبار فوز فريق ليستر سيتي بالدوري الانجليزي معجزة؟

إذا ما جلست من أجل حصر معجزات عالم الساحرة المُستديرة فستجد أنه محصورة في قائمة من المعجزات على رأسها فوز فريق ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2015، أي أننا لا نتحدث عن معجزة قديمة وإنما لم يمضي على الأمر أكثر من ثلاث سنوات، وطبعًا جميع مُتابعي كُرة القدم في العالم يعرفون جيدًا الأسباب الحقيقية خلف اعتبار هذا الحدث مُعجزة حقيقية، أما أولئك الذين لم يُتح لهم وقتهم الانغماس في عالم الكرة فإنهم يتعجبون من تحدث العالم بأكمله عما حدث في إنجلترا قبل أقل من ثلاث سنوات وتم وصفه بالمعجزة الكروية الأولى في القرن الحادي والعشرين وربما في التاريخ بأكمله، لذلك، ومن أجل هؤلاء الأشخاص على وجه التحديد، سوف نتحدث في السطور القادمة عن الأسباب التي تجعل من فوز ذلك الفريق بهذه البطولة مُعجزة صغيرة، فهل أنتم مستعدون لاستيضاح الأمر؟ حسنًا لنبدأ سريعًا، ولا بداية أهم من السبب الأول لهذه المُعجزة، وهو عدم وجود فريق ليستر سيتي على الخريطة الكروية.

عدم وجود فريق ليستر سيتي على الخريطة الكروية

في عالم كرة القدم هناك ما يُعرف باسم الخريطة الكروية، إنها ذلك الشيء الذي يُحدد لنا كيف ستسير الأمور، فالفرق الكبيرة كبيرة مهما كانت نشوة وبراعة الفرق الصغيرة، والتي تكون بالمناسبة براعة مؤقتة، يُمكنها أن تستمر لمباراة أو اثنين فقط لا أكثر، أما الفرق الكبيرة تظل كبيرة حتى وإن سقطت في فخ الهزائم، والتي لا تستمر طويلًا أيضًا، وفي إنجلترا، في ذلك الدوري الذي حقق فريق ليستر سيتي لقبه قبل سنواتٍ ثلاث، لم يكن اسم ذلك الفريق يتردد على الإطلاق، ولا حتى على المنافسة ضمن فرق الجحيم الست، كان مُعتادًا إما على ترتيب جيد في المنتصف أو حتى المزاحمة على الهبوط في أغلب الأحيان، هكذا كانت الخريطة الكروية وهكذا لم يكن فريق ليستر سيتي ليس موجودًا بها من الأساس.

الخريطة الكروية في إنجلترا تتواجد فيها أندية عريقة مثل ليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام، هذه هي الفرق التي تتربع على عرش خريطة الكرة الإنجليزية منذ نشأتها وحتى الآن، هذه هي الفرق التي حصلت على الدوري الإنجليزي بنسبة تعسين بالمئة من إجمالي الفرق التي فازت باللقب منذ بدايته، ولهذا فإننا عندما نبدأ في مطالعة الخريطة الكروية لن نجد فيها من قريبٍ أو من بعيد فريق ليستر سيتي، وهنا كان المبرر الأول لوصف ما حدث بالمعجزة.

عدم وجود أي نجوم بارزين بالفريق

أيضًا من ضمن الأسباب التي تجعلنا نعتبر ما حدث في الدوري الإنجليزي قبل ثلاث سنوات أشبه بالمعجزة أن فريق ليستر سيتي الذي فاز باللقب وكتب المُعجزة لم يكن يمتلك أي نجوم بارزين بالفريق، وهنا نحن نتحدث عن النجوم وليس فقط اللاعبين المُتميزين، فبالتأكيد كل فريق يمتلك عدد لا بأس به من اللاعبين الجيدين الذين يجعلونه قادر على الاستمرار بالإضافة إلى عدد من النجوم، لكن في حالة فريق ليستر سيتي كان وجود اللاعبين المتميزين هو الشيء الحاضر الوحيد، حيث أنه لم يكن ثمة أحد يعرف أسماء اللاعبين في هذا الفريق أو حتى جنسيتهم، كان مجرد فريق مغمور مثل أي فريق آخر من فرق الصف الثاني في إنجلترا، وكان هذا خير تبرير لوصف ما حدث بالمعجزة.

اللاعبين النجوم هم الذين يعرفهم العالم بأكملهم وترتعب منهم الفرق المُنافسة لهم فور رؤيتهم على أرض الميدان، هم الذين بإمكانهم صناعة الفارق في أي وقت والاحتفاظ بالأضواء المُسلطة عليهم لأطول فترة ممكنة، وهذه النوعية تتواجد في الفرق الخمس الكبرى العريقة التي ذكرناها من قبل، ثم إن النجوم كذلك يكونون غالبًا لاعبين في المنتخبات الكبرى، ولاعبي ليستر سيتي لم يكونوا كذلك، والسؤال الآن، هل لا زلتم ممتنعين عن تصديق بأن ما حدث كان أكبر من المعجزة؟

وجود ميزانية ضئيلة جدًا لا تُمكن من المنافسة

ما زلنا مع الأسباب التي تُجيب على السؤال المُتعلق باعتبار ما حدث من فوز ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي معجزة على كافة الأصعدة، وهنا نحن نتحدث عن أهم شيء قد يتحكم في عالم كرة القدم وأي عالم آخر، إنها الأموال ولا شيء غيرها، فالجميع بالطبع يعرف أن أهم الأسباب التي تجعل من أي فريق قادر فعلًا المنافسة أن يكون له مجلس إدارة صاحب ميزانية كبيرة من أجل توفير كافة الاحتياجات اللازمة والقادرة فعلًا على تحقيق الألقاب في النهاية، هذا الأمر يحدث في الفرق الخمس الكبرى، لكن في نادي ليستر سيتي فإن الميزانيات عادةً ما تكون صغيرة للغاية، ولهذا فإن النتيجة تظهر في صورة فريق قادر بالكاد على الحفاظ على موقفه بمنتصف جدول الترتيب، وهذا ما لم يحدث.

لم يتعاقد ليستر سيتي قبل انطلاق الموسم مع لاعبين نجوم أصحاب مبالغ طائلة، لم يتم كذلك التعاقد مع أية رُعاة كِبار مثل الفرق الكبيرة، حتى أنه لم يكن يمتلك طائرة خاصة مثل أغلب فرق أوروبا وليس إنجلترا فقط، كان فريق عادي بميزانية عادية ولا يُتوقع منه سوى تحقيق نتائج عادية، ولهذا، فإنه مع انطلاق صافرة نهاية آخر مباريات الدوري وإعلان فوز ليستر سيتي باللقب كانت الدهشة حاضرة ومُسيطرة تمامًا على الجميع.

عدم وضعه في الحسابات أو التوقعات

قبل بداية الدوري الإنجليزي، أو أي دوري في العالم، غالبًا ما يتم وضع ترشيحات وحسابات وتوقعات لهذا الدوري، هذه الأشياء يقوم بها نجوم التحليل الرياضي في كل بلد، وبنسبة تتجاوز التسعين بالمئة تتحقق هذه التوقعات فعلًا، حيث يفوز بالبطولة أحد الفرق التي يتم تحديدها ويهبط من الدوري أيضًا فرق من التي يتم تحديدها من الخبراء والمختصين، لكن ما يجعل فوز فريق ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي معجزة أنه لم يكن موجودًا بالمرة ضمن هذه القائمة المرشحة لنيل اللقب، والمفاجأة هنا أن كان ضمن الفرق الخمس الأخيرة التي تم ترشيحها للهبوط، إنها الكوميديا السوداء بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، سوداء بالطبع على تلك الفرق التي لم تضع حسبانًا لهذا الفريق الذي انفجر بالكامل.

عدم وضع ليستر في الحسابات لم يكن أمرًا ضارًا بالمرة، بمعنى أدق، لم يؤثر عليه سلبيًا، وإنما تكفل بإبعاد العيون عنه حتى يُقال إن الفريق قد زحف نحو المُقدمة بخطواتٍ غير مسموعة، وهذا ما يُبرر المفاجأة أو الصدمة التي كانت حاضرة في النهاية، هذا ما يُبرر ببساطة المعجزة التي حدثت وعلى الأرجح لن تتكرر، والدليل على ذلك أن الفريق في الموسم التالي لم ينل مركزًا من العشر الأوائل أصلًا!

تلقي عدد ضئيل من الهزائم وجمع أكبر عدد من النقاط

طبعًا من المعروف أن الفريق الذي يفوز بالدوري الإنجليزي، أو أي دوري في العالم بشكل عام، هو ذلك الفريق الذي يجمع أكبر عدد ممكن من النقاط، وإذا تخيل البعض أن فريق مثل ليستر سيتي سوف يحصل على البطولة في يومٍ من الأيام فإن ذلك التخيل سوف يكون مصحوبًا باعتبارات كثيرة منها أنه سيتلقى عدد لا بأس به من الهزائم وأيضًا سوف يحصل على عدد ليس بالكبير من النقاط، لكن المفاجأة أن ليستر سيتي طوال البطولة لم يخسر سوى ثلاث مباريات فقط من بين أكثر من سبعة وثلاثين مباراة تُلعب طوال الموسم، أي أنه ربح أكثر من ثلاثين مباراة إذا أخرجنا التعادلات من المعادلة، وهذا بالطبع يتضمن الفوز على الفرق الخمس الكبرى مثل الأرسنال وليفربول وتشيلسي ومانشستر.

أيضًا فيما يتعلق بالنقاط فقد جمع ليستر سيتي أكثر من تسعين نقطة، وكان قريبًا جدًا من تجاوز حاجز المئة نقطة، وهو رقم قياسي مهول يُضاف إلى الإنجازات الكُبرى التي حققها الفريق في هذا الموسم الذي لا تصفه الصحافة الإنجليزية حتى الآن إلا بالمعجزة، والحقيقة أن الفريق الإنجليزي البطل في هذا العام، وهو ليستر سيتي، كان على ما يبدو متواريًا خلف شخصية أحد كبار إنجلترا لدرجة أنه كان يدخل المباراة وهو ضامن للفوز بنسبة تتجاوز التسعين بالمئة!

ضم عدد قليل جدًا من اللاعبين الأوروبيين والأمريكيين

من المعروف طبعًا أن قارة أوروبا هي أفضل قارة تلعب كرة القدم في العالم، يليها قارة أمريكا الجنوبية بما تحتويه من دول كروية بحتة مثل البرازيل والأرجنتين والمكسيك، وإذا كنت تنافس في دوري قوي مثل الدوري الإنجليزي فأنت بالتأكيد سوف تكون بحاجة ماسة لضم مجموعة من هؤلاء اللاعبين المُنتمين لهذين القارتين، وبتحديد أكثر الدول الكروية الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا والأرجنتين والبرازيل وإسبانيا، لكن ما حدث كان مُدهشًا بحق، حيث أن فريق ليستر سيتي كان يضم بين أكثر من نصف الفريق الأساسي لاعبين أفارقة وأسيويين، وهي القارات التي يُقال أنها الأقل إجادة لكرة القدم، بل أننا إذا استعرضنا الفريق وبحثنا عن نجمه الأول فسنجد أنه اللاعب الجزائري الأفريقي رياض محرز.

حصول أحد لاعبيه على لقب الأفضل في الدوري الإنجليزي

من الممكن جدًا أن تحصل كفريق على لقب الأفضل في الدوري، وذلك عندما تُبدع في شكل تعاوني جميل وتبذل قصارى جهدك، هذا بالطبع صعب، لكنه ليس مستحيل بالمرة، والدليل على ذلك أن فريق ليستر سيتي قد حقق هذه المعادلة، وفرق أخرى صغيرة استطاعت من تحقيقها في دوريات أخرى مُختلفة، صحيح أن الأمر نادرًا ما يحدث لكنه في النهاية حدث، أما عن اعتبار فوز فريق ليستر سيتي بالدوري مُعجزة صغيرة فإن عوامل أخرى بالتأكيد قد ساهمت في هذا الأمر مجتمعة، من ضمنها مثلًا أن ثمة لاعب في هذا الفريق قد تمكن من تحقيق لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وهو أمر لا يحدث، خاصةً وأن اللاعب الذي فاز باللقب هو أفريقي الجنسية.

قبل بدء هذا الموسم المُبهر عندما كان يتم ترشيح اللاعبين للفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي كانت هناك الكثير من الخيارات بالطبع، ربما يُمكننا حصرها بين عشرين خيار، وعلى الرغم من كثرتهم لم يكن هناك أي وجود للاعب الجزائري الذي يلعب في فريق ليستر سيتي رياض محرز، فهو لاعب جيد لكنه لم يكن مؤهل أبدًا حسب وجهة نظر الجميع للفوز بجائزة مثل هذه، لكن ما صُدم الناس به في نهاية البطولة أن رياض محرز كان اللاعب الأفضل في الدوري، وأن أهدافه التي أحرزها وصنعها كانت فارقة في فوز فريقه باللقب، ولهذا نعتبر الأمر أشبه بالمعجزة كما ذكرنا.

محمود الدموكي
كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".