الرئيسية الطبيعة لماذا الثعابين لا تمتلك أية أطراف وكيف تتحرك الثعابين ؟

لماذا الثعابين لا تمتلك أية أطراف وكيف تتحرك الثعابين ؟

0
لماذا الثعابين لا تمتلك أية أطراف

الثعابين من الكائنات التي حظت بشهرة واسعة ومكانة خاصة في حضارات العالم القديم، فمن الحضارات ما اتخذها رمزاً للقوة والسطوة، وحضارات الآخرى رأت فيها إشارة إلى الشر وسوء الطالع، بغض النظر عن المدلول وقناعة أصحاب تلك الحضارات، فإن جميعهم انتبهوا إلى الثعبان بسبب ما يتميز به من خواص فريدة، ولعل أكثر ما يميزه هو قوته وسميته القاتلة على الرغم من عدم توفر أطراف لديه، الأمر الذي يعتبر بالنسبة لكافة الكائنات الأخرى إعاقة حركية، لم يكن كذلك بالنسبة للثعبان ولم يبد متأثراً بذلك؟.. ليصبح بذلك لا مفر من طرح السؤال: لماذا الثعابين بدون أرجل؟

 خصائص الثعابين ومراحل تطورها :

جميع الكائنات الحية التي نعاصرها في يومنا هذا لم تكن دوماً كذلك، فجذورها جميعاً تعود إلى حقب زمنية بعيدة انقضت قبل ملايين السنين، وخلال هذه المدة الطويلة تطورت هذه الكائنات الحية واختلفت خصائصها عدة مرات، حتى تحورت إلى الشكل الذي تظهر به اليوم، ولفترة طويلة كان ماضي الثعابين يشكل معضلة بالنسبة لعلماء الطبيعة، ولكن اكتشاف ماضيها لم يُبطل دهشتهم بل أنه ضاعفها أضعافاً.

 هل كانت الثعابين لها أرجل ؟

الثعابين هي كائن زاحف عديم الأطراف هكذا يُعرف وبذلك يشتهر، لكن العجيب أنها لم تكن دوماً كذلك على الأقل من وجهة نظر بعض العلماء، إذ ذهب بعضهم إلى الاعتقاد بأن أسلاف الثعابين كانت تختلف في هندستها الجسدية عما هي عليه اليوم، وإنها كانت في سلاف الزمان تمتلك أطرافاً صغيرة الحجم، وإنها فقدت هذه الخواص جراء عمليات التطور التي شهدتها كافة الكائنات الحية على مر العصور، وهو ما دفع بعض العلماء للقول بأن الثعابين تنحدر من بعض أنواع السحالي، وإنها تحورت عنها عبر ملايين السنين حتى اتخذت الهيئة الشكلية الحالية لها.

 الدليل الحفري :

يهتم العلماء بدراسة الحفريات كونها السبيل الوحيد لاستكشاف طبيعة الحياة في الأزمنة السحيقة، وقد تم خلال السنوات الماضية اكتشاف ودراسة كم كبير من الحفريات النباتية والحيوانية، ومن بين هذه الحفريات كان كائن من الزواحف يعود بحسب تقدير العلماء إلى أكثر من 90 مليون سنة، وهذا الكائن الذي عاش في زمن الديناصورات والعمالقة أثار الدهشة في أول الأمر، إذ أنه كان بطول حوالي 92 سم ويشبه تكوينه الجسماني تكوين الأفعى الحالية، إلا أنه يتميز عنها بتوفر أربعة أطراف بالنسبة له أشبه بأطراف السحالي، ويعد هذا الكائن المتحجر نقطة البداية نحو بحث ماضي الثعابين ومراحل تطورها، حيث أنه من الحفريات التي تم اكتشافها وهي في حالة جيدة يسهل معها دراستها.

 صعوبة تتبع تطور الثعابين :

السبيل الوحيد لاكتشاف طبيعة الحياة السالفة والحالة التي كانت عليها الكائنات ومطابقتها مع الحالي، هو دراسة الحفريات الخاصة بكل نوع من أنواع هذه الكائنات، ولكن فيما يخص الثعابين فأن الأمر لا يخلو من بعض الصعوبة، وذلك لأن التاريخ الأحفوري لها من العسير أن يتم تتبعه بعكس مختلف الحيوانات الأخرى، وذلك لأن الهيكل العظمي للثعبان يتسم بضئالة الحجم والهشاشة، ومن ثم يصعب العثور عليه وكذلك أن دراسته والحصول على المعلومات منه لا يكون بالأمر اليسير، لكن على كل حال قد تم اكتشاف مجموعة من هذه الحفريات بمناطق جنوب أمريكا وقارة إفريقيا، وكان تاريخها يعود إلى ما يقارب الـ 150 مليون سنة، وقد رجح العلماء أن هذه الأحفاير لكائن كان يمتلك قوائم تستخدم في حفر الجحور، وهو ما يعزز الفرضية القائلة بأن الثعابين تحورت عن أسلاف السحالي.

 مميزات فقدان الأرجل :

قد يتصور البعض للوهلة الأولى أن فقدان الثعابين لأرجلها إن صحت تلك النظرية انتقاص لها، لكن في الحقيقة أن تطور الثعبان وتحوره إلى الهيئة الجسدية التي هي عليها الآن، مكنها من التأقلم بشكل أيسر وأسرع مع بيئتها وسهل عليها سبل عيشها، فوفقاً لما يؤكده باحثي علم السلالات وأصحاب نظريات التطور الطبيعي للكائنات الحية، فأن حركة الثعابين الزاحفة جعلتها أكثر ملائمة مع طبيعة حياتها في قلب الجحور والشقوق، كما يرى البعض أنها في سالف الدهر كانت لديها أذن خارجية فقدتها تجنباً لالتقاط الأتربة، كذلك من المعروف أن الثعابين حالياً لا تمتلك جفوناً لأعينها، ويقال أنها في الماضي كانت تمتلكها إلا أن انتشار الحراشيف عليها كان يؤدي إلى خدش قرنياتها، ومع التطور فقدت هذه الجفون أيضاً واستعاضت عنها بطبقة ثابتة شفافة تحمي العين على الدوام.

 كيف تتحرك الثعابين ؟

هل سبق لك وتصورت كيف يمكن لكائن أن يتقدم للأمام ويتحرك بدون استخدام أطراف؟!، الأمر يبدو بالغ الصعوبة وربما هو من المستحيلات، لكن ليس بالنسبة لثعبان خاصة مع ما حباه الله به من خصائص سهلت له هذا الأمر، والتي تتمثل في التكوين الجسماني والعضلي من ناحية وجلد الثعبان من ناحية أخرى :

  •  عضلات الثعابين تشكل نسبة تقارب 100% من كامل أجسامهم، حيث أن جسم الثعبان يتكون من مجموعة من الفقرات المتصلة الممتدة من محيط الرأس إلى الذيل، ويترواح عدد الفقرات في أجسام الثعابين بين 200 فقرة : 400 فقرة كحد أقصى، وكل فقرة منهم محاطة بعضلات بالغة القوة تمكنه من دفع جسده في الاتجاهات المتباينة، وذيل الثعبان يحتوي على 20% من إجمالي فقرات الجسد، وهو ما يُفقد الثعابين خاصية التخلي عن الذيل والعيش بدونه، مثلما هو الحال مع أنواع أخرى من الزواحف مثل البرص وبعض أنواع السحالي.
  •  الطبقة الخارجية من جلود الثعابين مكسوة بطبقة من الحراشف الجافة الملساء، وتلك الحراشف الدقيقة البارزة تساعد الثعبان على التشبث بالأرض ودفع نفسه فوقها، وبالأخص مجموعة الحراشف المنتشرة في محيط منطقة البطن، والثعبان من الكائنات التي تقوم بعمليات الانسلاخ في فترة معينة من حياتها، أي أنها تتخلى عن طبقة جلدها القديمة وتستعيض عنها بأخرى أكثر ملائمة بالنسبة لها.

 متى تتحرك الثعابين ولماذا ؟

الثعابين بحسب وصف علماء الطبيعة ومستكشفي الحياة البرية لها، فهي تعد أحد أكثر الكائنات الحية كسلاً وأقلها من حيث النشاط، فقد وجد العلماء أن الثعبان تسعد بوضعية الاسترخاء وفترات راحتها تمتد لساعات طويلة، وبعض أنواع الثعابين تمتد ساعات الاستخراء لديها حتى تمشل اليوم بأكلمه، فيمر يومها دون أي نشاط أو أن تقدم على أي فعل، سوى البقاء في وضع مستكين أسفل الصخور وفي قلب شقوق الجحور والأشجار، وهذا الأمر الذي نراه بنظرتنا البشرية كسلاً صارخاً بالنسبة لكائن حي، هو ليس كذلك بالنسبة لثعبان إنما هو له علاقة بخصائصه وطريقة عيشه، إذ أن الثعابين بطبيعتها لا تتوفر لديها طاقة إلا بمقدار غاية في التدني، وهو ما يعرضها -بكافة أنواعها- إلى الشعور بالإرهاق والإنهاك السريع، ولهذا فإنها الثعبان على كافة أشكاله يُفضل اختزان هذا القدر من الطاقة لحين يضطر إلى الحركة، كما أن اللوذ بالصخور والشقوق يسهل عليه سبل عيشه والتي تتمثل في ثلاث نقاط، الأولى أن الثعابين شديدة الحساسية للحرارة ولهذا تختفي في ساعات النهار بالأيام شديدة الحرارة، والنقطة الثانية أن هذا التخفي يتيح لها فرصة التربص بفرائسها ومهاجمتها في التوقيت المناسب، والثالثة أن الثعبان نفسه بذلك يحتمي من أي خطر أو مفترس آخر يهدده.

Exit mobile version