ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالطبيعةلماذا تصنف الكائنات الحية بواسطة الأسماء اللاتينية ؟

لماذا تصنف الكائنات الحية بواسطة الأسماء اللاتينية ؟

الاسماء اللاتينية هي وسيلة تصنيف الكائنات الحية الأكثر شيوعاً حول العالم، فما من باحث في علم الأحياء إلا ويستعين بهذه المصطلحات اللاتينية للتفرقة بين أنواع الحيوانات، فترى ما الفائدة التي تعود عليهم من استخدام الاسماء اللاتينية لتصنيف المخلوقات؟ ومن أول من وضع أسس هذا التصنيف العلمي؟

 الاسماء اللاتينية وتصنيف الكائنات الحية :

الاسماء اللاتينية أو التسمية الثنائية أو الاسماء ذات الحدين، كلها مسميات يشار بها إلى آلية تصنيف الكائنات الحية وفقاً لأنواعها، و الاسماء اللاتينية تكون مكونة من لفظين يُشيران إلى جنس الكائن الحي ونوعه، وفي عصرنا الحالي صارت هذه الاسماء معترف بها دولياً، بعد أن قامت باعتمادها المدونة الدولية لعوم الحيوان (ICNZ)، بجانب المدون الدولية لاسماء النباتات والطحالب (ICN)، ويعود الفضل في ابتكار التصنيف بـ الاسماء اللاتينية العلمية، إلى عالم النبات سويدي الجنسية كارولوس لينيوس (1707م: 1778م).

 تركيب الاسماء اللاتينية العلمية :

يعتمد نظام الاسماء اللاتينية للكائنات الحية على الدمج بين مصطلحين، فالمسمى العلمي في هذا النظام يتكون من اقتران اسمي الجنس والنوع، لتتكون منهما جملة بسيطة أو بمعنى أدق مصطلح يشير إلى أحد الكائنات الحية، وفي الغالب تكون الأحرف المستخدمة في كتابة المصطلح مستمدة من الأبجدية اليونانية، وذلك هو السبب في تسمية منظومة التصنيف هذه بـ” الاسماء اللاتينية “، على الرغم من إمكانية الاستعانة بأبجاديات أخرى في كتابة مصطلحاتها.

وعلى سبيل المثال إذا أردنا تصنيف الإنسان بواسطة آلية الاسماء اللاتينية ،سنجد أنه يُطلق عليه مصطلح ثنائي الحد هو “هومو سابنس” “Homo Sapiens”، والحد الأول هنا “هومو” يشير إلى الجنس الذي ينتمي إليه الإنسان، وهي كلمة مستقاه من اللغة اليونانية القديمة وتعني “الحكمة” والمقصود بها في التصنيف “العقل”.. أيضاً نجد أن مصطلح “Felis” باللاتينية يعني القطط، وهو يمثل الحد الأول أو الجنس العام الذي يضم أنواع عديدة من الكائنات، ولذا إذا أردنا تحديد نوع واحد منهم فلابد من إدراج مصطلحه كحد ثاني، فالقط المستأنس مثلاً يُدرج ضمن تصنيف الاسماء اللاتينية بمصطلح “Felis domestica”، والحد الثاني “domestica” باليونانية يُقصد به الأنواع المستأنسة من الحيوانات.

 ما قبل نظام الأسماء اللاتينية :

لعل السؤال الأكثر إلحاحاً هو كيف كان يتعامل علماء الطبيعة قبل ابتكار الأسماء اللاتينية للكائنات الحية، أو ما يعرف بنظام ذي الحدين للإشارة إلى الموجودات الطبيعية؟.. والحقيقة أن إجابة الباحثون على هذا السؤال تبرهن على أهمية هذا النظام الذي تم استحداثه فيما بعد، فقبل اعتماد الأسماء اللاتينية كان الوسيلة الوحيدة للإشارة إلى المخلوقات، هي بإدراج المسمى العلمي لها وبجانبه نبذة مختصرة عن خصائصها لتمييزها، وهذه النبذة كانت تتراوح ما بين عِدة كلمات إلى أسطر كاملة، خاصة بالنسبة للسلالات التي تتشابه فيما بينها، فالتمييز بينهما كان يتطلب مزيداً من الشرح للتفرقة بينهم.

ليس الجهد المضاعف وحده هو ما كان يعانيه العلماء عند توصيفهم للحيوانات أو النباتات، بل كانوا يواجهون مشكلة أخرى تتمثل في التباس الفهم عليهم، إما لاختلاف أساليبهم في التوصيف أو بسبب عدم دقة عمليات الترجمة، ولهذا كان لابد من إيجاد رموز عامة وعالمية للإشارة إلى الأشياء، والحاجة إلى ذلك كانت أولى الخطوات نحو اتباع الأسماء اللاتينية والنظام ذي الحدين.

 كارولوس لينيوس و الاسماء اللاتينية :

منظومة الاسماء اللاتينية التصنيفية تُعرف أيضاً باسم تصنيف لينيوس، نسبة إلى مبتكرها الأول العالم السويدي كارولوس لينيوس، والحقيقة أن بعض العلماء الذين سبقوا لينيوس حاولوا ابتكار تصنيفات مشابهة، أشهرهم عالم النباتات السويسري كاسبار بوان (1560م : 1624م)، إلا أن تلك المشاريع جميعها لم يُقدر لها الاكتمال، إلى أن جاء السويدي كارل لينيوس وتمكن من وضع نظام الاسماء اللاتينية أو نظام التسمية الثنائية.

 تسلسل تصنيف لينيوس :

الاسماء اللاتينية العلمية مكنت كارولوس لينيوس من وضع تسلسل من خلاله يتم تصنيف الكائنات الحية، على أن يكون ذلك اعتماداً على المواصفات الجسدية لكل كائن، وابتدأ لينيوس سلسلته بالمملكة ثم الطائفة يليها الرتبة والفصيلة والجنس والنوع.

ومع مواصلة الإنسان استكشاف البرية واكتشافه لأنواع أخرى من الحيوانات والنباتات، لم يعد تصنيف كارلوس لينيوس التسلسلي كاف لتصنيفها، فتمت إضافة الشعبة إلى التسلسل بين الممالك والطوائف، وبعد أن تم تصنيف كل كائن وفقاً لذلك التسلسل تم استصدار اسماً علمياً له، وذلك عن طريق الدمج بين مسمى جنس الكائن ونوعه.

 فوائد نظام الأسماء اللاتينية :

اتباع نظام الأسماء اللاتينية في الإشارة إلى الكائنات الحية أو نظام الأسماء ثنائية الحد، كان له الفضل في دفع عجلة البحث العلمي قدماً خلال القرون الثلاثة المنصرمة، وذلك بفضل ما تتمتع به آلية التصنيف هذه من خصائص، وما نتج عنها من فوائد جاءت مترتبة على بعضها البعض، جميعها سهلت من مهمة علماء الأحياء ويسرت عليهم عمليتي البحث والدراسة، وهي :

 التفرد : الشرط الأول لاتفاق العلماء على أحد الأسماء اللاتينية واعتماده، هو أن يكون اسماً متفرداً لا يحتمل التأويل أو التخمين أو ازدواج الدلالة، ومن ثم أصبح لكل كائن حي مصطلح علمي لاتيني خاص يشار به إليه.

 الاختصار : مقارنة بالأسلوب القديم في التسمية المعروف بنظام الأسماء المتعددة الحدود، فأن نظام الأسماء اللاتينية ذات الحدين يعد أسلوباً مبسطاً ويسيراً، قصر الأسماء اللاتينية ذات الحدين جعلها أسهل حفظاً وتذكراً.

 الوضوح : الأنظمة التي كانت تتبع في الماضي في التعريف بالكائنات كانت تتسم بشيء من الفوضى، فكل عالم له تعريفه الذي يتوافق مع اللغة التي يتحدثها وما هو شائع في مجتمعه، فاسماء بعض الحيوانات تختلف من بلد لأخرى، بل أنها في أحيان كثيرة تختلف باختلاف المناطق داخل البلد الواحد، وجاء نظام الأسماء اللاتينية ليضع مصطلحات محددة تشير إلى مختلف الكائنات الحية، وبفضل هذا النظام – الأسماء اللاتينية – بات لكل كائن حي مسمى واضح يتم التعامل به دولياً عند الإشارة إليه.

 التعميم : صف الكائنات الحية بـ الأسماء اللاتينية ذات الحدين نتج عنه تعميم هذه المسميات، بمعنى أن هذه الأسماء بات معترف بها دولياً كاسماء علمية للكائنات الحية، ونتيجة لذلك تمكن علماء الأحياء من التغلب على مشاكل الترجمة بين اللغات المختلفة، أو اختلاف مدلول اللفظ باختلاف الثقافات أو المناطق الجغرافية.

 الرمزية : نظام اللغة اللاتينية عند اعتماده لم يكن كما نعرفه اليوم، إنما وصل لهذا النمط بعد أن مر بمراحل تطوير عديدة، أهمها هو تضمين آلية الرموز إلى الأسماء اللاتينية للكائنات الحية، وهو ما جعلها أكثر بساطة وزاد من سهولة حفظها وتذكرها.

 أسلوب كتابة الأسماء اللاتينية :

كتابة الأسماء العلمية أو الأسماء اللاتينية ذات الحدين يتم وفقاً لنمط محدد، ويخضع لضوابط كتابية عديدة تضمن تمييزه عن النص الواقع ضمنه، وهذه الضوابط عالمية وتتمثل في :

  •  الاسماء اللاتينية التي يشار بها إلى مصطلح علمي تكتب بخط مائل Italic، وذلك لتمييزها عن باقية النص المُدرجة ضمنه، بالآخص إذا كان النص مُدوّن بواسطة لغة قائمة على الأبجدية اليونانية، وكذلك ليسهل تمييزها بالنسبة للقارئ غير المتخصص بالمجال.
  •  الاسماء اللاتينية كما ذكرنا تتكون من حدين أو مقطعين، وضوابط كتابتها تلزم كاتبها بابتداء الحد الأول بحرف كبير، أما الحد الثاني فيكتب بالكامل بالحروف الصغيرة، وذلك بغض النظر عن موقع المصطلح من الجملة.
محمود حسين
محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأرى أن وصفها بالمهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل