ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالعمليلماذا كراهية المدارس أمر متفق عليه بين جميع طلاب العالم؟

لماذا كراهية المدارس أمر متفق عليه بين جميع طلاب العالم؟

لعلنا جميعا نعي تماما أن كراهية المدارس أمر متفق عليه بين جميع طلاب العالم تقريبا إلا القلة القليلة من بعض الطلاب في بعض الأماكن هذا فضلا عن بعض المناطق التي تتبع مناهج ومنظومات تعليمية مختلفة ومغايرة وهي قلة أيضًا لذلك نحن نتحدث هنا عن الأغلبية الساحقة من طلاب العالم الذين يجمعون تقريبا على كراهية المدارس وكراهية الذهاب إليها وخصوصًا في وطننا العربي تحديدًا بغض النظر عن باقي العالم لماذا يكره الأبناء المدارس وينفرون من الذهاب إليها بكل هذا القدر؟ الأسباب أمام أعيننا جميعًا ولا تحتاج للبوح بها ولكننا سنحاول إجمالها في السطور التالية:

يذهبون للمدارس بديلا عن اللعب

الوقت الذي يجب أن يلعب فيه الأطفال يذهبون فيه للمدارس، فزهرة الطفولة المتفتحة والتي تحب أن تلعب وتخرّب مثلما تشاء وتطيح بالأشياء يمنة ويسارا ويحطمون أثاث المنزل ويفتشون في الأدراج ويقلبون الأغراض رأسا على عقب مطلوبا منهم أن يجلسون في الصف وهم أبناء سن الأربع سنوات، فهل هذا يعقل؟ بالطبع يعقل من وجهة نظرنا نحن ولكن من وجهة نظر أطفال صغار يذهبون إلى المدرسة في سن الست سنوات أو إلى روضة الأطفال في سن الأربع سنوات لا يعقل على الإطلاق لأنه يحب أن يظل يلعب ويلعب لا أن يجلس في الصف متكدسا بين زملائه أمامه مُعلمة تشرح له موادا مملة ومحروما من كل شيء وأهم شيء وهو اللعب، إذن في إطار طفولي كراهية المدارس أمر مفهوم وبديهي.

عدم الوعي بأهمية ما يدرسونه

هناك أزمة كبيرة في رؤيتنا للأمور حيث يجب أن يدرس الأطفال الحروف ويتعلمون قراءة الكلمات ويكتبون ويمارسون الإملاء والتعبير وغيرها، ولكن للأسف الشديد لا يجد الأطفال أي أهمية فيما يدرسونه ويستغربون من أن الكبار يفضلون هذه الأشياء المملة على اللعب والتلفزيون وغيرها، فبالنسبة لهم تعلم اللغة والحساب والجمع والطرح وكل هذا أمور مملة جدا بل وصعبة وتحتاج إلى مجهود ذهني وإرهاق وضغط وهذا بالطبع في مقابل اللعب يصبح بالغ السخافة المقارنة بينهما أصلا، لذلك كراهية المدارس مفهومة لأنهم باختصار شديد يرونها بلا فائدة.

الانتقال من حنان الأبوين لحزم المدرسين

بالطبع ما يجده الطفل من أمه وأبيه في البيت من حنان ورعاية واهتمام يكاد يكون به وحده يفقده بأكمله في المدرسة لأنه في البيت يكون الابن المدلل ويأخذ وحده الجرعة الكاملة من الحنان والاهتمام ويستطيع بالقليل من البكاء والدبدبة في الأرض أن ينال ما يريد، أما هناك فأنت مجرد رقم في الصف، طالب مثلك مثل عشرات الطلاب غيرك، لا تلقى سوى الحزم ومحاولة المدرس قدر الإمكان السيطرة على الفصل عن طريق قمع رغباتك والمسح بما تريد أرضية الحجرة الدراسية، بالتالي عطف الأبوين مقابل حزم المدرسين يدفع إلى كراهية المدارس بالطبع.

كراهية المدارس بسبب الاستيقاظ مبكرا

أكاد أجزم أن كراهيتنا للاستيقاظ مبكرا للعمل كل يوم نابع من كراهية المدارس بالأساس لأنه يذكرنا بأيام المدارس وإجبارنا على الاستيقاظ من أجل اللحاق ببداية اليوم الدراسي والحث على عدم التأخير حيث نشعر أننا في مدرسة بالفعل لأننا نضطر إلى الاستيقاظ مبكرا وكلما استيقظنا في موعد باكر كلما شعرنا بأجواء المدارس تحوم من حولنا، وكلما شعرنا أننا تلاميذ بأجساد كبيرة فحسب، لذلك الاستيقاظ مبكرا من أكثر الأشياء السخيفة المتعبة والاضطرار إليها والذي ينتج عنه بالطبع إجبارنا على عدم السهر سواء برقابة أبوية إن كنت تلميذا أو برقابة ذاتية إن كنت كبيرا وعاملا.

الالتزام والمسئولية

يُجبر الطلاب في مرحلة الطفولة أو المراهقة على الالتزام والمسئولية وهم غير أهل لها، بصراحة شديدة وأنا رجل أعمل في مهنة التدريس بالأساس أننا نطالب التلاميذ باستمرار أن يكونوا على قدر من المسئولية سواء في الفصل أو في التعليم كله ولكن لا استجابة لأن الطفل لا زال يبني شخصيته بعد ولا مسئولية أو التزام لأن المسئولية والالتزام يأتيان عن وعي وليس عن تلقين، بمعنى الإدراك بما هم ملتزمون به وليس عن طريق تدجينهم وجعلهم مسئولون عن شيء لا يعونه بالأساس، والحل من وجهة نظري هو ابتكار أساليب تجعل الطلاب يحبون المدرسة عن طريق التحايل على رغبتهم في اللعب والمرح فنقوم بدمج هذا بذاك، وإلا ستكون كراهية المدارس هي البديل كما هو الواقع بالضبط.

لا صوت يعلو فوق صوت المدرسة

أكثر الدوافع نحو كراهية المدارس هي أزمة الآباء والأمهات الدائمة أنهم يقومون بذبح كل الرغبات والأشياء التي يودون الأبناء ممارستها على طريقة: لا صوت يعلو فوق صوت المدرسة، فإن كنت جئت من المدرسة فهذا لا يعني انتهاء جولة اليوم بل فهناك دروسا خصوصية وهناك مذاكرة هذه الدروس ومذاكرة دروس المدرسة وكتابة الواجب المدرسي وهلم جرا، أي أنك ليس مسموح لك بممارسة أبسط الأنشطة ولو حتى مشاهدة التلفزيون وإن تم ذلك فعن طريق الاختلاس أو السماح بوقت قصير جدا، طبيعي أن يكره الأبناء المدارس ويكرهون الحياة بأكملها.

التنمر الطلابي

هناك دوافع أخرى تختص بأزمة كراهية المدارس هذه وهو التنمر الطلابي من بعض الطلاب على بعضهم البعض وهناك بالطبع فئة من الطلاب المسالمين الذين يقعون ضحايا لهذا التنمر ولا يجدون أنفسهم إلا وهم يتلقون الضربات أو على أقل تقدير المضايقات والسخافات من زملائهم، مما يعني أن هذا الطالب عندما يستيقظ صباحا ويذهب للمدرسة يبدو كمن يساق إلى الجحيم، وبالتالي كراهية المدارس في هذا السياق السخيف تكون مبررة ومفهومة وحتى الآن لا يوجد حل قاطع لمسألة التنمر الطلابي هذه.

التقييد والكبت والحد من الحرية

“اجلس مكانك” “لا تتحرك” “لا تتكلم مع زميلك” لا تنظر حولك” “انظر إلى السبورة” “انتبه للشرح” .. إلخ، كل هذه الجمل ألم نسمعها ولا زلنا نسمعها في المدارس؟ كل هذه الأوامر والنواهي التي تقيد الإنسان وتكبته وتحد من حريته أليست كفيلة بأن يكره الإنسان الأماكن التي يفقد فيها حريته ويكره الأشخاص القائمين على كبته والحد من حريته بهذا الشكل؟ أليست كراهية المدارس مبررة لهذه الأسباب حينما يكون لدي الطاقة للعب واللهو والمرح والجري والنشاط وأجد نفسي متكدس مع زميل لي في دكة وأستمع إلى أشياء مملة أليس هذا كفيلا أن يكره الإنسان هذا الوضع وبالتالي يكره الطالب مدرسته؟

آليات العقاب

يخضع الطالب دائما لآليات عقاب مختلفة حسب سنه وحسب ثقافة العقاب فمن بين الوقوف في “ركن الأشقياء” أو الضرب المبرح من المدير أو الفصل لمدة أسبوع أو غيرها فإن آليات العقاب تولد لدى الطالب شعورا بأنه فاشل وأنه يعاقب على أشياء يراها بديهية أصلا مثل التحرك واللعب أو بسبب أشياء لا يرى لها أي قيمة أو فائدة مما يجعله يكره هذا المكان الذي يكره بفشله ويجعل أبوه يسبه ويجعل أمه تحزن عليه معلنة طوال الوقت خيبة أملها فيه وغيرها، كراهية المدارس كراهية للمكان الذي يجعل منا فاشلين على الدوام ونتلقى العقاب القاسي بسبب ذلك.

عدم مراعاة الفروق الفردية وتوحيد المقياس

يتم التعامل مع الطلبة في المدارس على أنهم كتلة واحدة، نسخ متجانسة دون أي مراعاة لفروق فردية وتوحيد المقياس بين كل منهم، هذه هي الأزمة الكبرى في نظري، يضعون الامتحانات والاختبارات كمقياس وحيد لقياس مدى فهم الطالب مع إن هناك فروق فردية كل شخص متميز في شيء وليس كذلك في باقي الأشياء، حيث يتباين مدى استيعابه لكل مادة على حدة وبالتالي يشعر الطلاب الذين لا يستوعبون بالطريقة التقليدية.

كراهية المدارس بسبب الضغط العصبي والنفسي

الضغط العصبي الذي يتم ممارسته باسم الدراسة وتركيز الأسر أهداف أبناءها في النجاح الدراسي فحسب وعدم النظر لأي شخصية يتم بناؤها على الجانب الآخر وربط قيمة الابن بقيمة النجاح الدراسي يجعل كل هذه الأشياء تضغط نفسيا وعصبيا على الابن وتكون المدرسة أكبر تجلي لهذا الضغط العصبي والنفسي أو ككيان مجسد لكل هذا الضغط وكأنه لو انمحى هذا المبنى من الحياة ربما كل هذا الإجهاد العصبي والنفسي سينتهي إلى الأبد، أو على الأقل بشكل مؤقت.

محاولة المدرسين إخضاعنا لرؤيتهم

مثلما قلنا الإشكالية الحاصلة بين المدرسين والطلاب والشكوى الدائمة لكلاهما من الآخر يرجع إلى عدم تفهم كلاهما للآخر، فالمدرس يريد طفلا لا يشاغب ويسمع الكلام ويظل صامتا طوال الوقت وفي نفس الوقت يكون نجيبا ويذاكر دروسه ويجيب في الفصل، والطالب يريد أن يتقافز ويمرح ويستمتع بزهرة عمره ويلعب وبين هاتين الرغبتين المتضاربتين نجد أنفسنا حائرين ومتردين في منظومة تعليمية منهارة يتم النجاح فيها صوري لكن دون إفادة حقيقية، كراهية المدارس من الطالب يعني فشل المنظومة التعليمية بالطبع.

عدم وجود أنشطة مفيدة أو ممتعة

كما أسلفت سابقًا أنني أعمل بمهنة التدريس وأواجه أزمة تجاه الرغبة الجارفة من الطلاب بتفضيلهم النزول للملعب على الجلوس في غرفة الدراسة وتلقي الحصة، أحاول دائما في حدود المتاح جذبهم إلى الحصة وبكافة الوسائل الممكنة في يدي ولكن للأسف منظر الملعب يسحرهم حيث يوجد بالمدرسة التي أعمل بها ملعب متسع نسبيا يفترش بالعشب الصناعي كما يوجد آخر لكرة السلة وبالطبع الطلاب الذين في سن الطفولة أو تباشير سن المراهقة يفضلون إفراغ طاقتهم في أماكن متسعة بالجري والركض واللعب والاشتباك عن أن يتكدسوا في غرفة دراسية ضيقة حتى ولو كان بدافع تلقي العلم، وبناء عليه كما قلت يجب أن يكون هناك أنشطة مفيدة وممتعة للجميع ولا يقتصر الأمر فقط على الملعب أو الأنشطة الرياضية، يجب أن يكون هناك مسرح وحصص للموسيقى وفترات معملية حقيقية مُفعلة لإجراء التجارب، طبعًا الإمكانيات في بلداننا العربية تنقصنا لكن هذا هو الحل الوحيد للنهوض بالتعليم، أما المنظمة الحالية فإنها لن تنتج إلا المزيد والمزيد من كراهية المدارس والدراسة.

رعب الامتحانات

حتى الآن لا زلنا جميعنا نحلم بأننا في لجنة امتحان وأن هذا عبارة عن كابوس بالطبع حيث نستيقظ من هذا الكابوس وننظر حولنا لندرك أننا قد تخرجنا بالفعل وأنه لن نعود مرة أخرى لهذا الرعب المهول والمسمى بلجان الامتحان، لعل رعب الامتحان أكثر الأشياء التي تجعلني أشفق على الطلبة جميعهم وأرى كراهية المدارس هنا لو لها مبرر واحد وقوي سيكون الامتحانات والرهبة الشديدة وانقباضة القلب كلما اقتربت، لذلك حالة رعب الامتحانات من أسوأ الأشياء التي يمكن أن يشعر بها الإنسان.

خاتمة

نحن هنا لا نبرر كراهية المدارس ولكن في نفس الوقت لا نلقي باللوم على الطالب وبصراحة كاتب هذه السطور يعمل مدرس ولا يبرئ نفسه من اشتراكه في تلك المنظومة التعليمية العقيمة المبنية على التلقين والتحفيظ وتكديس الأطفال وإخراجهم كنسخ من بعضهم بعضًا، ولا ينبغي علينا أن نحاول إخضاع الطالب حديث الوعي لهذه المنظومة بل علينا نحن أن نصنع منظومة على مستوى إدراك الطالب، لأن هذا الأسهل والأكثر واقعية.

محمد رشوان
كاتب وقاص مصري من سوهاج.