سبايدر مان المذهل (2) أو The Amazing Spider-man 2، هو فيلم مأخوذ عن قصص الكوميكس صدر في عام 2014م، مكملاً لسلسلة بنفس العنوان بدأت في عام 2012م، وقد كان الفيلم مخيباً للآمال وفشل على المستويين النقدي والجماهيري، الأمر الذي دفع منتجيه إلى إيقاف السلسلة، وتسبب هذا الفيلم في غياب سبايدر مان عن شاشات السينما لعدة سنوات، ومع إعلان شركة مارفل نيتها في إعادة إحياء الشخصية بإشراكها في فيلم كابتن أمريكا: الحرب الأهلية Captain America: Civil war، كان علينا التوقف أمام آخر أفلامها والتعرف على الأسباب التي قادته للفشل، لنعرف إن كان منفذي السلسلة الجديدة سيتمكنون من تجاوزها أم سيرتكبون ذات الأخطاء.
أسباب فشل فيلم سبايدر مان المذهل :
اتفق النقاد والجماهير على إن فيلم سبايدر مان الجزء الثاني جاء مخيباً للآمال ومخالفاً للتوقعات، كما اتفقوا على مجموعة العوامل التي أدت لإفشاله، والتي تتمثل في التالي :
مجرد فيلم مغامرات :
صناع فيلم سبايدر مان كان همهم الأول هو صناعة فيلم مغامرات، مجرد ساعتين متخمتين بمشاهد الإثارة والمعارك والانفجارات والحروب الدائرة بين مجموعة من الخوارق، واعتقدوا بإن ذلك وحده سيكون كفيل بجذب الجماهير وخاصة قطاع الشباب والمراهقين، ولكن ربما كان ذلك الأمر يفلح في سينما السبعينات والثمانينات، ولكن بعد الطفرة التكنولوجية التي حدثت وتطور تقنيات الخدع البصرية لم يعد الأمر مبهراً، وخلال السنوات القليلة الماضية تم تقديم عشرات الأفلام للأبطال الخارقين، منها ثلاثية فارس الظلام وفيلم باتمان ضد سوبر مان وغيرها، وعليه لم تعد الخدع وحدها تكفل التميز، والمراهنة عليه وحدها كان من الطبيعي أن تقود إلى ذلك الفشل.
سيناريو سطحي :
أن تبحث عن حبكة أو ترابط أحداث أو منطقية ضمن أحداث الجزء الثاني من سلسلة سبايدر مان ،فهو أمر أشبه بالتفتيش عن إبرة وسط كومة من القش، والفرق الوحيد هو إن فرصتك في العثور على الإبرة أكبر من فرصتك في إيجاد الحبكة الدرامية!.. ذلك من الأمور التي أجمع عليها معظم النقاد، واتخذوا منها قاعدة للهجمة الشرسة التي شنوها على الفيلم فور طرحه بدور العرض، أما صُناع العمل فبعضهم قد أقر بذلك الخطأ، وعلى رأسهم بطل الفيلم نفسه أندرو جارفيلد الذي جسد شخصية بيتر باركر أو الرجل العنكبوت، حيث وجه اللوم خلال إحدى اللقاءات التلفزيونية إلى المنتجين المنفذين، وقال بأنهم تدخلوا في السيناريو وطالبوا بحذف مجموعة من المشاهد الهامة، لإضافة المزيد من مشاهد الإثارة والمطاردات، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تفريغ السيناريو من محتواه وقيمته الفنية، وأكد جارفيلد إنه كان أكثر إعجاباً بالسيناريو الأصلي الذي أبدعه الكاتبين أليكس كورتزمان وروبرتو أورتشي، وقال إنه لو كان تم تنفيذه كما هو لاختلفت صورة الفيلم النهائية بشكل كبير.
شخصيات بلا عمق :
سطحية السيناريو وكثرة مشاهد المعارك كان لها بالتأكيد انعكاس سلبي على شخصيات الفيلم، فلم يكن أمامهم أي مساحة لإبراز موهبتهم وقدراتهم التمثيلية، فحتى الشخصيات التي جسدوها كانت مجوفة، أقرب ما تكون لدمي بلاستيكية بلا مشاعر أو أحاسيس، بل حتى لم تكن هناك دوافع قوية أو ظاهرة لما يقدمون عليه من أفعال باستثناء شخصية سبايدر مان ، وبالأخص شخصية ماكس ديلون الذي تعرض لحادثة تحول بسببها إلى إلكترو، واكتسب قدرات خارقة تمكنه من التحكم في الكهرباء وإطلاق الصواعق، ولكن ديلون كان شخصاً مسالماً وفجأة تحول إلى شرير يفتك بالجميع، ولم يحاول صناع العمل إيجاد مبرراً أو دافع قوي لذلك.
تخمة الأشرار والمعارك المستهلكة :
كما ذكرنا سابقاً فإن صناع الجزء الثاني من سلسلة سبايدر مان العجيب، كانوا يبذلون كل جهدهم لإخراج فيلم إثارة في المقام الأول، وربما وجدوا إن خصم واحد لن يفي بالغرض، فأقحموا شرير آخر بأحداث الفيلم، وبالتأكيد تعدد الشخصيات الشريرة في أي فيلم ليس عيباً، ولكن بشرط أن تكون الدراما التي تأسست عليها الأحداث تحتمل ذلك، ولكن في فيلم سبايدر مان نجد إن الهدف الوحيد من إضافة الشرير الآخر هو مضاعفة عدد المعارك، ففي النهاية لم يضف أي منهما شيئاً للآخر، وربما كان من الأفضل الاكتفاء بشخصية إلكترو أو شخصية جرين جوبلن كخصم للبطل الخارق، خاصة وإن المعارك بدت مُكررة، وخالية من أي ابتكار أو إضافة تميزها عما سبق تقديمه بأفلام الرجل العنكبوت، سواء بالجزء الأول من ذات السلسلة أو الثلاثية التي سبقتها والتي قدمها النجم توبي ماجوير بالتعاون مع المخرج سام رايمي.