الرئيسية الشخصيات ريا وسكينة : لماذا تعد ريا وسكينة السفاحتان الأشهر عربيًا ؟

ريا وسكينة : لماذا تعد ريا وسكينة السفاحتان الأشهر عربيًا ؟

ريا وسكينة هما سفاحتين عاشتا بمصر ورغم مضي كل هذه المدة لم تختف شهرتهن ولم تتأثر.. ترى لماذا ؟ وما الأسباب التي أدت لشهرة هذه القضية؟

0

ريا وسكينة من الاسماء التي اضطر التاريخ لذكرها غصباً، فلو كان ينطق ما كان ليفخر أبداً بإنه يحمل هذين الاسمين، فالجميع يعلم قصة ريا وسكينة ومن يكونوا، هما شقيقتين سفاحتين عاشتا في أوائل القرن المنصرم بمحافظة الإسكندرية في مصر، واعتادا اختطاف النساء وقتلهن وسرقة ما بحوزتهن من نقود أو مشغولات من الذهب، وعلى الرغم من إن الجرائم تاريخها يعود لتاريخ خلق الإنسان، إلا إن قلة من مرتكبيها هم من ذاع صيتهم واكتسبوا شهرة كتلك التي اكتسبتها الشقيقتين.

سر شهرة ريا وسكينة :

شهرة ريا وسكينة وشركائهن في قتل النساء هي نتاج العديد من العوامل، من بينها:

البشاعة :

تقريباً كل لحظة تمضي بنا فوق كوكب الأرض تحدث جريمة بمكان ما، ولكن عدد محدود من تلك الجرائم هو ما يكتسب شهرة واسعة، وللآسف كلما زادت شهرة الجريمة كلما كان ذلك دليل على بشاعتها، وكذلك كان الأمر بالنسبة للشقيقتين السفاحتين ريا وسكينة ،ولكن بشاعة جريمتهما لم تتمثل في زهق الأرواح فقط، بل في إن تلك العصابة كانت تدفن ضحاياها في نفس المكان الذي يقيم به أفرادها، فيخطون فوق جثث النساء في كل لحظة، وفوقهم يسهرون ويتسامرون ويمارسون كافة أشكال الرذائل والفُحش دون أن يرمش جفنهم، وقد استدلت النيابة بذلك على قسوة قلب ريا وسكينة وشركائهم أثناء إلقاء مرافعة الادعاء بالمحكمة.

حكم الإعدام :

العقوبة التي أنزلتها المحكمة بالسفاحتين الشقيقتين ريا وسكينة وإن كانت عادلة، إلا إنه أيضاً كانت من العوامل التي ساهمت في صناعة شهرتهم، فقد حكمت المحكمة على أفراد التشكيل العصابي بالكامل بالإعدام شنقاً، ورغم إن الحكم شمل أربعة رجال هم عبد العال وحسب الله وعبد الرازق وعرابي حسان، إلا إن الشهرة كانت من نصيب ريا وسكينة ،وذلك لإنهما أول امرأتين ينفذ في حقهن حكم الإعدام في تاريخ المحاكم المصرية، إذ إن قبل تلك الحادثة كانت أحكام الإعدام لا تصدر إلا على الرجال، بينما النساء فمهما بلغ حجم جرمهم فيعاقبن بالسجن لعدد من السنوات، مما يعني إن جريمة هاتين الشقيقتين كانت سبباً في إحداث تغيير تشريعات القانون الجنائي المصري.

الأعمال الفنية :

من العوامل التي زادت من شهرة عصابة ريا وسكينة ،هو إن قصتهم -رغم بشاعتها- مثلت مصدر إلهام بالنسبة للعديد من المؤلفين والكتاب، فقاموا باستغلال الحادثة في صناعة العديد من الأعمال الفنية، ومن الصعب هنا تحديد إن كانت الأعمال قد زادت من شهرة السفاحين، أم إنهم قد استغلوا شهرة الحادثة في الترويج لتلك الأعمال الفنية، النقاد يرون إن الأعمال استفادت بنسبة كبيرة من شهرة الجرائم ومرتكبيها، ولكن على الجانب الآخر لا يمكن إغفال دور الفن في تعريف الأجيال اللاحقة بقصة السفاحتين، خاصة وإن تاريخ الجريمة يعود لقرابة قرن من الزمان، وتنوعت الأعمال المتناولة لتلك القضية بين أعمال جادة نقلت الحقيقة كما حدثت مثل مسلسل ريا وسكينة ،المأخوذ عن كتاب صلاح عيسى وتولى إخراجه جمال عبد الحميد، وبين الأعمال الكوميدية مثل إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة والمسرحية التي حملت اسم الشقيقتين، والتي جسدتهما شادية وسهير البابلي وتعد واحدة من أشهر المسرحيات الكوميدية المصرية.

الغرابة :

إن غرابة الحدث من أهم وأبرز العوامل التي تساعد في شهرته، وفي أحيان كثيرة كانت الغرابة هي العامل الأساسي، مثلما كان الأمر مع دي بي كوبر أو آل كابوني وغيرهما، وبالنسبة لحادثة ريا وسكينة فلا يوجد شىء بها أكثر من الغرائب، فلم يعتد المجتمع المصري على وجود نساء بتلك الوحشية، بجانب إن جميع قتلاهم كانوا على علاقة شخصية بهم، وهذا كله بخلاف إن المسكن الذي اتخذا منه مقبرة جماعية للقتلى، لم يكن يفصله عن قسم شرطة اللبان سوى بضعة أمتار.

Exit mobile version