ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالشخصياتلماذا جمال الغيطاني من أهم الأدباء العرب؟ وما هي إسهاماته؟

لماذا جمال الغيطاني من أهم الأدباء العرب؟ وما هي إسهاماته؟

يعتبر الكاتب جمال الغيطاني واحد من أشهر وأبرز الأدباء الذين أنجبتهم الثقافة العربية، وقد وُلِد الغيطاني في مصر عام 1945 وتحديداً في مركز جهينة التابع لمحافظة سوهاج في الصعيد، وهي المحافظة التي تلقى بها تعليمه الأول قبل أن ينتقل إلى العاصمة المصرية القاهرة ليتم دراسته في مدرسة الفنون والصنائع في العباسية. قدم الغيطاني عدداً كبيراً من الأعمال الأدبية المتنوعة ما بين القصة القصيرة والرواية، ورحل عن عالمنا في عام 2015 بعد صراع طويل مع المرض.. يعد جمال الغيطاني -في نظر نقاد الأدب- أحد أبرز الكتاب في التاريخ المصري ويضعونه في قائمة واحدة مع القامات الأدبية العربية مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين وغيرهم، كما أن مؤلفاته لا تزال تحقق مبيعات مرتفعة في زمن الكتاب الإلكتروني، إلا أن أهمية أدب الغيطاني لم تنشأ فقط من خلال الروعة الفنية التي يحملها، بل أن الرجل كان له العديد من الإسهامات البارزة في الحقل الثقافي المصري والعربي.

جمال الغيطاني .. راعي الثقافة العربية ومطورها :

أهمية جمال الغيطاني لا تنبع فقط من الروعة الفنية التي اتسمت بها أعماله الأدبية فحسب، بل إن كان له إسهامات عديدة ومتنوعة في الحقل الثقافي المصري والعربي، ومن أبرز العوامل التي ميزت الغيطاني وساهمت في تقلده تلك المكانة الرفيعة في نظر المثقفين وقلوب القراء الآتي:

البداية من خلال القصة القصيرة :

بدأ جمال الغيطاني رحلته الفنية والإبداعية من خلال كتابة القصة القصيرة والتي بدأها في وقت مبكر من حياته، حيث أنه قدم أولى القصص القصيرة في عام 1959 وكانت بعنوان نهاية السكير، أي أنه كان في الخامسة عشر من عمره تقريباً حين قدم أول عمل قصصي له.

شهد عام 1963 البداية الحقيقية للكاتب الكبير جمال الغيطاني حيث كثر إنتاجه الأدبي بشكل ملحوظ، حتى أن عدد القصص القصيرة التي قام بنشرها خلال الفترة ما بين 1963 : 1969 بلغ نحو 50 قصة قصيرة، أغلبها جذب أنظار أصحاب هواية القراءة ولفت انتباه النقاد إليه، خاصة أن قصصه كانت تمتاز بسهولة الأسلوب وعمق المضمون.

تطوير فن القصة القصيرة :

لم يكتف جمال الغيطاني بتقديم مجموعات من القصص القصيرة المميزة من الناحية الفنية والتي تعد من أبرز جواهر الكنز الثقافي العربي، بل أنه عمل على تطوير ذلك اللون الفني، حيث تأثر به عدد غير قليل من كتاب القصة سواء المعاصرين له أو من جاءوا بعده بسنوات، ولا يزال أسلوب الغيطاني حتى اليوم ملهماً للعديد من الكتاب الشباب.

أصدر الغيطاني كتاب أوراق شاب عاش منذ ألف عام في أواخر ستينيات القرن الماضي، وقد كان ذلك الكتاب سبباً في جذب الأنظار إليه، حيث تم تناول محتواه من خلال العديد من المقالات النقدية وكان الحديث الشائع في الصالونات الثقافية في تلك الفترة، وذلك لأن النقاد اعتبروا القصص الخمس التي احتواها الكتاب بالغة التطور حتى أن البعض وصف مجموعة أوراق شاب عاش منذ ألف عام بمثابة بداية مرحلة جديدة في عمر القصة القصيرة المصرية.

تأسيس جريدة أخبار الأدب :

شهد سوق الكتاب في الخمسينيات وحتى السبعينيات حالة من الركود إذ أن القراءة لم تكن من الهوايات الشائعة، ذلك يرجع لعدة أسباب من بينها غياب الدعاية والإعلان وعدم تسليط وسائل الإعلام الضوء على الكتاب والكاتب، بعكس ما هو متبع في صناعة السينما على سبيل المثال.

ساهم جمال الغيطاني بصورة مباشرة في التقريب بين الكتاب ورجل الشارع العادي، وذلك من خلال منصبه كرئيس القسم الأدبي في مؤسسة أخبار اليوم الصحفية ابتداءً من عام 1985، وبعد ثمانية أعوام رأى الغيطاني أن باب الأدب في أخبار اليوم لم يعد كافياً، ومن ثم كان أحد المساهمين في تأسيس جريدة أخبار الأدب وتولى رئاسة تحريرها، وهي جريدة مختصة برصد أخبار الحياة الأدبية في مصر والدول العربية ويغطي الفعاليات الثقافية المختلفة، ولا تزال تلك الجريدة تصدر حتى اليوم وتعتبر من أبرز الصحف الثقافية في الوطن العربي بالكامل.

المشروع الروائي الخاص :

جمال الغيطاني لم يكن مجرد روائياً بارعاً يجيد صنع الحبكة ورسم الشخصيات وكتابة الحوار الممتع فحسب، بل أنه كان صاحب مشروع أدبي متكامل ومميز ويرى عدد كبير من النقاد أن أعمال الغيطاني تمثل تجربة أدبية غنية وفريدة.

تمكن الغيطاني من خلق عالماً روائياً عجيباً وفريداً يمثل تجربة روائية بالغة النضج والروعة، حيث عمل على استلهام التراث المصري وإعادة تقديمه من خلال نصوص أدبية يقدم من خلالها أفكاره وأطروحاته المختلفة، كما أن جمال الغيطاني قد اهتم بإعادة إحياء النصوص العربية المنسية مما دفع البعض إلى وصف أعماله بعملية إحياء الأدب العربي القديم وإعادة تقديمه من خلال نظرة فنية جادة ومعاصرة في آن واحد.

رصد الواقع الثقافي :

أغلبنا لم يحالفه حظ معاصرة رواد جيل العصر الذهبي للأدب المصري من أمثال نجيب محفوظ وغيرهم، إلا من أبرز الإسهامات الثقافية التي قدمها جمال الغيطاني اهتمامه بتسجيل اللقاءات التي جمعت بينه وبين كبار الأدباء، وقد تضمنت الكتب من ذلك النوع ما يشبه تحليل لأعمالهم الأدبية وكيفية استلهامهم لها وغير ذلك.

قدم الغيطاني عدة كتب من ذلك النوع والتي حققت انتشاراً واسعاً ومن بينها:

  • كتاب المجالس المحفوظية
  • كتاب نجيب محفوظ يتذكر
  • كتاب مصطفى أمين يتذكر
  • خطط الغيطاني

أعماله المترجمة :

يعد جمال الغيطاني أحد سفراء الإبداع الأدبي العربي في العالم، وذلك لأن العديد من مؤلفاته قد تمت ترجمتها إلى اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الفرنسية واللغة الألمانية، ومن أبرز أعمال الغيطاني المترجمة ما يلي:

  • الزيني بركات
  • وقائع حارة الزعفراني
  • رواية التجليات
  • شطح المدينة
  • رسالة البصائر والمصائر
  • متون الأهرام

الجوائز والتكريمات :

عانى جمال الغيطاني كثيراً طوال حياته بسبب المواقف والآراء السياسية التي تبناها، لعل أبرز الشواهد على ذلك اعتقاله في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، إلا أن بعد سنوات أدرك القائمون على العمل الثقافي في مصر أهمية وتأثير الغيطاني ومن ثم تم منحه العديد من الجوائز تقديراً لإنجازه الأدبي، كما نال عدداً آخر من الجوائز العالمية، من أبرزها ما يلي:

  • حصل على جائزة الدولة التشجيعية للرواية في عام 1980
  • حصل على جائزة سلطان بن علي العويس في عام 1997
  • نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى
  • نال وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس
  • حصل على جائزة لورباتليون الفرنسية لأفضل عمل أدبي عام 2005 وذلك عن رواية التجليات
  • نال جائزة الدولة التقديرية من مصر في عام 2007 والتي رُشح إليها من جامعة سوهاج

غاب جمال الغيطاني عن الحياة في 18 أكتوبر عام 2015 عن عمر يناهز 70 عاماً وذلك بعد صراع طويل مع المرض أدخله في غيبوبة تامة دامت لمدة ثلاثة أشهر، لكن رغم غيابه عن دنيانا إلا أنه باقياً بأعماله الرائعة وإسهاماته الثقافية المتعددة في عقل ووجدان القارئ العربي، وسيبقى خالداً في أذهان الأجيال المتعاقبة وتشهد ذلك نسب مبيعات أعماله التي تعتلي اليوم قوائم الأكثر مبيعاً رغم أن تاريخ إصدار بعضها يرجع إلى زمن الثمانينيات، كما أنه من الكتاب الذين يتمتعون بشعبية طاغية بين الشباب اليوم؛ إذ ساهم انتشار الإنترنت وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي على شيوع أعماله وتداولها على نطاق أوسع.

محمود حسين
محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأرى أن وصفها بالمهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل