بعد دخول المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة في نهايات القرن العشرين لم يقبل الناس عليها كثيرًا نظرًا لحداثة الأمر وعدم تعودهم عليه ولا معرفة طعم الوجبات التي تقدم بها، ولكن في الآونة الأخير أصبحت الوجبات السريعة إدمان بالنسبة لأغلب الشعب وذلك لعدة أسباب مختلفة أهمها الطعم المختلف الذي يجدونه في الوجبة، فعندما يأكل الشخص البطاطس أو الشاورما أو البيتزا في المنزل تكون عادية بالنسبة له ولكن عندما يأكلها من مطاعم الوجبات السريعة يصبح الأمر مختلف كليًا فالطعم رائع ولا مثيل له، هذا بجانب الحرية في اختيار الطعام على عكس المنزل الذي عادة ما يعود الأشخاص إليه ويجدون الطعام قد طهي ولا فرار منه، مما يجعل المطاعم هي الحل الأمثل لكسر هذا الروتين واختيار ما يريده أي شخص حسب أهوائه، ولكن في الحقيقة قد أثبتت الدراسات الحديثة أن هذه الوجبات مليئة بالأضرار أهمها الدهون العالية التي تصيب الناس بالسمنة والسكري وغيرها من الأمراض، هذا بجانب فقرها في العناصر الغذائية اللازمة للجسم.
كسر الروتين اليومي للطعام
أحد الأسباب الهامة لإقبال الناس على الوجبات السريعة هو كسر الروتين اليومي للطعام، حيث أن الأم أو الزوجة تقوم بعمل أكلات معتادة كل يوم حتى يمل منها أفراد الأسرة وتنسد شهيتهم عن الطعام وخاصة في وجبة الغداء، مما يؤديهم إلى الذهاب للمطاعم وتناول الوجبات السريعة والتي تكون وفق أهواء من يطلبها وذات لذة رائعة، هذا بجانب الاستقلالية والاختيار الذاتي من قبل الشخص لما يريد تناوله في وجبته، وهذا على عكس ما يحدث في المنزل فأنت مجبر على أكل ما تطهوه الأم، ويكون الطعام معتاد كما ذكرنا فينفر الناس منه أو يأكلونه بدون نفس، وهذا ما نستطيع استنتاجه بصورة أكبر عند رؤية الأطفال بعدما يكبرون ويصبحون في سن المراهقة يمتنعون عن تناول الحليب الذي اعتادوا شربه منذ صغرهم، وهذا يوضح لنا حب هذا المراهق إلى فرض رأيه وعدم السير وفق أهواء الآخرين، ففي المطعم يطلب ما يريده بكل حرية، وهذا ما يجعل إقبال الأطفال والمراهقين على تناول الوجبات السريعة هو الأكبر على الإطلاق.
الوجبات السريعة ومذاقها الرائع
من الأسباب التي تجعل الإقبال شديد على مطاعم الوجبات السريعة هو المذاق الرائع، عندما تأكل فطيرة من البيتزا في المنزل يكون المذاق عادي ومعتاد ولكن عند تناولها في أحد المطاعم ستلاحظ الفرق بكل تأكيد، فالطعم رائع ولا مثيل له وهذا لتفنن صانعي الوجبات في المطاعم وإلمامهم بالكثير من المعلومات التي تخص الأكل، بكل صراحة أي وجبة تتناولها في المطعم تكون أفضل كثيرًا من مثيلتها في المنزل، وعادة ما تكون الوجبات دسمة وتحتوي على الدهون بغض النظر عن أضرارها العديدة ولكنها تعطى مذاق أفضل واستساغة أعلى من الأطعمة العادية، هذا بجانب ما تفرزه هذه الوجبات الدسمة من الدوبامين الذي يتفاعل في الدماغ ويشعرنا بالسعادة والبهجة واللذة، وتعمل هذه المواد الكيميائية على إرساء الإدمان في نفوس أكلي هذه الوجبات السريعة، مما يجعلهم يقبلون على تناولها مرارًا وتكرارًا، فلذلك تعد الدهون هي أحد المحفزات الشديدة للإقبال على تناول هذه الوجبات من المطاعم.
قلة تكلفة الوجبات السريعة المالية
تأتي الوجبات الجاهزة بأسعار قليلة نوعًا ما وهذا بالطبع يختلف مع جودة ومكان كل مطعم، فعلى سبيل المثال المطاعم المتواجدة في المناطق الشعبية مثل إمبابة بمصر لا يكون الأكل فيها بنفس التكلفة المالية للمطاعم الموجودة في الزمالك أو أكتوبر، ولكنها في المجمل ذات تكلفة مناسبة بجانب الطعم الرائع لها وهذا ما يجعل الناس تتهافت عليها، يقول أحد الأشخاص أنه كان عائد من عمله في وقت لا تأكل فيه الأسرة، وأثناء مروره بأحد المطاعم الشهيرة أعجبته رائحة الوجبات الموجودة به فقرر أن يأكلها لأول مرة في حياته، وبعد أكلها اكتشف أنها ذات مذاق رائع وأفضل بكثير من ما يطبخ في المنزل، هذا بجانب التكلفة المالية البسيطة لها فقرر أن يأكل من هذه المطاعم مرتين كل أسبوع على سبيل التغيير وكسر الروتين اليومي للطعام المنزلي، ولذلك تعد الوجبات السريعة ذات التكلفة المالية البسيطة من أهم عوامل تفضيل الناس لها.
انشغال المرأة وسهولة الوجبات السريعة
في الوقت الحالي دخلت الكثير من النساء إلى سوق العمل وذلك لأن التعليم انتشر بقدر كبير ومن يتعلم يأبى الجلوس في المنزل بدون منفعة هذا في الغالب، ولذلك وبعدما تنتهي الفتاة من دراستها الجامعية تبدأ في البحث عن وظيفة تتوافق مع مجالها الجامعي، وهكذا انتشرت النساء العاملات وقل تواجدهم في المنزل بحكم الالتزام بمركز العمل، مما يجعل الرجال تفضل شراء الوجبات السريعة لسهولتها وسرعتها بجانب عدم قدرة أغلبهم على الطبخ وكذلك تفعل المرأة في وظيفتها، حيث أنها تقوم بطلب وجبة سريعة من خلال الهاتف لكي تصلها لمكان عملها في وقت الغداء، مما جعل انتشار الوجبات السريعة كبير للغاية، ولذلك يعد سرعة وسهولة الوجبات السريعة مع انشغال المرأة عامل مهم لانتشارها بكثرة في جميع دول العالم.
التلذذ بالأكل مع الأصدقاء
يفضل الكثير من الناس تناول الطعام مع أصدقائهم وهذا الأمر يكون صعب بعض الشيء في المنازل، ولذلك تعد المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة هي أنسب حلاً لهذا الأمر، حيث أن هذه الطريقة ممتعة وتعتبر فاتح للشهية قوي لمن يعانون من انسداد شهيتهم وعدم رغبتهم في الطعام، وهذا ما يفعله الكثيرين من طلاب الجامعات بعد انتهاء اليوم الدراسي أو في منتصفه، فيذهبون للكافتيريا والمطاعم لتناول الأكل في سعادة واشتياق رهيب، وفي إحصائية قد أجريت من قبل وكالة شهيرة أتضح أن عملية أكل الوجبات السريعة في المرات الأولى يكون لذيذًا وممتعًا بدرجة كبيرة، ومع مرور الوقت تقل هذه السعادة وهذا التلهف بشكل ملحوظ فلذلك يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى زيادة كمية الأكل المطلوب، والتردد بكثرة على هذه المطاعم، وذلك لتعويض هذا النقص من النشوة والبهجة وكلما مر الوقت زاد هذا التردد أكثر فأكثر.
اهتمام المطاعم بالمحتوى المقدم
تعمل جميع المطاعم على الاهتمام الشديد بالوجبات الخاصة بها وذلك لجذب الزبائن إليها، حيث أنها تقوم بضبط نكهاتها لكي تتساوى مع بعضها البعض، وأيضًا من يقومون بعمل هذه الأكلات هم أشخاص ذو كفاءة وخبرة كبيرة عكس الأمهات أو الزوجات فهم يعرفون بعض الأطعمة بطرق تقليدية فقط، هذا بجانب النظافة التي تصحب تقديم الوجبات والتي لها تأثير قوي جدًا على حب الناس لها، والذي لابد من تواجده في نظر أغلب الناس فالنظافة لديهم قبل مذاق الوجبة، وفي الأخير تقوم المطاعم بدراسة كل شيء تقدمه في وجباتها، فالمقدار والتناغم وكمية السعرات الحرارية محسوبين بالتفصيل، ولذلك يعد اهتمام المطاعم بالمحتوى التي تقدمه عامل مهم جدًا في جذب الناس لتناول الوجبات السريعة.
الكاتب: أحمد علي