الرئيسية الدين الفاروق : لماذا لقب عمر بن الخطاب بلقب الفاروق ؟

الفاروق : لماذا لقب عمر بن الخطاب بلقب الفاروق ؟

من المعلوم أن الفاروق هو أبرز ألقاب الصحابي عمر بن الخطاب.. لكن لماذا حمل ذلك اللقب؟ ومن الذي لقبه به؟

0

الفاروق هو اللقب الأشهر الذي حمله عمر بن الخطاب، وهو أحد ثلاثة ألقاب عُرف بهم، هم الفاروق وأبو حفص وأمير المؤمنين.. لكن لماذا الفاروق ؟، وما مدلول ذلك اللقب والمراد منه؟

 لماذا يلقب عمر بن الخطاب بـ الفاروق ؟

إذا نظرنا في سير الصحابة رضوان الله عليهم، سنجد أن ألقابهم دائماًَ كانت انعكاساً لأبرز صفاتهم، فنجد الصدق يقترن باسم أبو بكر، والقائد خالد بن الوليد هو سيف الله المسلول، أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو الفاروق ..فلماذا الفاروق؟، وما هي صفاته وأفعاله التي أكسبته ذلك المُسمى واللقب؟

 من أطلق لقب الفاروق على عمر؟

دائماً وأبداً ما كان اللقب يشير إلى مكانة صاحبه وعظم قدره، لكن بالنسبة للقب عمر بن الخطاب فالأمر مختلف، فإنما عظمة اللقب هنا لا تستمد من خصال حامله وصفاته فحسب، بل أنها تستمد من أول من أطلق لقب، فترى من هو؟.. إنه خاتم النبيين وسيد الخلق أجمعين الرسول الأمي محمد عليه الصلاة والسلام، كان هو أول من أطلق لقب الفاروق على عمر بن الخطاب.

فوفقاً لما أورده الإمام أحمد في كتبه، فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديثه عن عمر قال “إن الله جعل الحلق على لسان عمر وقلبه”، وتابع في وصفه بقوله “وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل”، ومن هنا كانت البداية، وصار عمر بن الخطاب يُعرف بين الصحابة باللقب الذي أطلقه عليه الرسول وهو الفاروق

سبب تلقيب عمر بـ الفاروق :

لقب الفاروق الذي حمله عمر بن الخطاب، كما ذكرنا قد بسبب تفرقته بين الحق والباطل، لكن السؤال هنا أي حق وأي باطل؟، والأهم كيف قام بالتفرقة بينهما؟.. والسبب ورد ذكره في كتاب دلائل النبوة لمؤلفه أبو نعيم الأصبهاني، حيث قال أن قبل إشهار عمر بن الخطاب لإسلامه كانت شعائر الدين تمارس خفية، إذ كان المسلمون الأوائل يخشون الجهر بإسلامهم، حتى يبطش بهم زعماء قريش أو ينالهم أذى منهم، ولكن بعد إسلام عمر اختلف الأمر، حيث حثهم على الخروج إلى الملأ والجهر باعتناقهم للدين الإسلامي.

وبحسب الرواية فإن الفاروق عمر لما أسلم سأل رسول الله سؤالاً، هو “ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟”، وحين تلقى من الرسول الكريم الإجابة المؤكدة على ذلك، قال: “ففيم الاختفاء؟”، وطلب منه أن يأذن له ولأخوانه من المسلمين بالخروج على معشر قريش، وإعلان اتباعهم للدين الجديد وأداء شعائرهم الدينية علناً، فأذن الرسول الكريم له بذلك، وخرج المسلمين في صفين يقود أحدهما عمر بن الخطاب، والآخر يتقدمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما، وبحسب الراوي فإن قادة وزعماء قريش حين رأوا ذلك، بدت على وجوههم الكآبة والغيظ، ومن ثم كان عمراً سبب في إعلان الحق وضحد الباطل، فاستحق أن يحمل من بين الألقاب لقب الفاروق

 الفاروق والتفرقة الثانية :

التفرقة بين الحق والبطل هي مبدأ بالنسبة لعمر بن الخطاب، وكان يرى دوماً أن الحق لا يجب أن يختبيء خوفاً من الباطل، وتجلى ذلك مرة أخرى في موقف شبيه بالموقف السابق، ليبرهن مجدداً على استحقاقه عن جدارة للقلب الفاروق ..فحين حان وقت الهجرة النبوية المباركة إلى المدينة المنورة يثرب، النسبة الغالبة من أتباع الدين الإسلامي هاجروا سراً، أما الفاروق عمر فهو الوحيد الذي قام بهجرته علناً.

فقد توجه عمر صباح يوم هجرته إلى موقع الكعبة، وقد كان زعماء قريش يجتمعون عادة بجانبها، وقام بصلاة ركعتين، ثم وقف يهتف بهم معلناً اعتزامه الهجرة واللحاق بالرسول الكريم بالمدينة المنورة، وكان سادة قريش يتوعدون كل من يفكر باللحاق بالمسلمين، فطالب الفاروق الراغب في منعه بأن يلحق به ويُقاتله، لكنه لم يلقى رداً من أحدهم، فهاجر آمناً وبصحبته فريق من ضعفاء المسملين، يحتمون بـ الفاروق من أذى قريش وأتباعهم، فصدق من قال بأن إسلام عمر بن الخطاب نصراً بغير حرب.

Exit mobile version