الرئيسية الطبيعة العصر الجليدي : لماذا وكيف انقرضت الحيوانات في العصر الجليدي ؟

العصر الجليدي : لماذا وكيف انقرضت الحيوانات في العصر الجليدي ؟

قبل العصر الجليدي كانت الأرض معمورة بالمخلوقات لكنها انقرضت خلال ذلك العصر.. فترى لماذا انقرضت؟.. توصل العلماء لإجابة هذا السؤال.

0

العصر الجليدي هو مصطلح يشار به إلى حقبة من تاريخ كوكبنا، اتسم هذا العصر بتغطية طبقات الثلوج لأقاليم الأرض، مصحوباً بانخفاض شديد في معدلات درجات الحرارة، وقبل حلول العصر الجليدي كانت الأرض معمورة بأنواع متباينة من المخلوقات، منها الفقاريات الضخمة مثل فيل الماموث والديناصورات، وكذلك عدد كبير من أسلاف الضواري والحيوانات المعروفة حالياً، ولكن أغلب هذه الحيوانات لم تنج من العصر الجليدي ،ومع انقضائه كانت جميعها قد نفقت وانقرضت. وقد تعرض كوكب الأرض منذ خلقه لأكثر من عصر جليدي، أولهما -بحسب الدراسات- كان قبل أكثر من ملياري سنة، ثم كان الثاني قبل حوالي 600 مليون سنة، آي وقع في نهايات زمن ما قبل الكامبري، ثم توالت العصور الجليدية خلال العصرين الأوردوفيشي والكربوني، وكل عصر جليدي كان يدوم قرابة الـ 50 مليون سنة تقريباً، ثم كان العصر الجليدي الأخير والذي يعرف باسم العصر البليستوسيني، والذي عاشت خلاله الحيوانات الفقارية المنقرضة، والتي هي موضوعنا اليوم.

انقراض حيوانات العصر الجليدي :

دراسة الحفريات أوصلتنا إلى أن هناك العديد من المخلوقات عاشت بـ العصر الجليدي ،ومن خلال الوسيلة ذاتها توصل العلماء إلى أسباب انقراضها، وقد كانت كالآتي:

برودة الطقس :

عند الحديث عن العصر الجليدي ،فإننا نتحدث عن أشد الحقب الزمنية برودة على كوكب الأرض، وبالطبع كثير من الكائنات لم تستطع التأقلم مع هذا الطقس، فباتت تهلك بأعداد كبيرة في كل يوم، خاصة أنواع الكائنات التي تنتمي إلى جماعة حيوانات الدم البارد، إذ أن الكائنات من ذلك النوع تفتقر إلى إحدى القدرات الفسيولوجية، والمتمثلة في قدرتها على تنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية، وفي زمننا المعاصر تختفي خلال الشتاء، فلهذا تلجأ الضفادع إلى البيات الشتوي كمثال، وذلك بهدف حماية نفسها من التجمد بسبب برودة الطقس، أما الكائنات المماثلة التي عاشت فوق الأرض في زمن العصر الجليدي ،لم تكن لديها أدنى فرصة لحماية نفسها من البرودة، حيث درجات الحرارة كانت شديدة الانخفاض، وسطح الأرض كان مكسو بطبقة سميكة من الجليد.

الجينوم الوراثي :

ظاهرة الانقراض لم تنل من كافة الكائنات خلال العصر الجليدي ،فمنها من استطاع النجاة وعاش لفترة بعد انقضاء هذا العصر، مثال على ذلك فيل الماموث الوبري، والذي ظل اندثاره وانقراض نوعه لغزاً محيراً حتى وقت قريب، إذ كان المرجح أنه تمكن من الصمود أمام برودة الطقس، بفضل الوبر الكثيف الذي كان يغطي كامل جسده، والذي لعب دوراً في الحفاظ على درجة حرارة جسمه الداخلية معتدلة، ومؤخراً أجريت دراسة حول حيوانات العصر الجليدي بإحدى مراكز السويد البحثية، تأكد منها أن هذا النوع قد نجى من الإبادة الانقراض، وإن حوالي 300 : 1000 حيوان من الماموث، قد عاشوا بعد انقضاء العصر الجليدي بجزيرة رانجل لمدة 6 آلاف سنة، أما الانقراض فقد كان بسبب ضعف الجينوم الوراثي، حيث كان تناسل هذا النوع يعتمد على نظام التزاوج الداخلي، أي أنه كان يجرى بين أقرب أقارب هذا الفصيل، الأمر الذي ترتب عليه ضعف النسل والحد من التنوع الوراثي، ومع مضي الزمن تناقص عدد أفراض فيلة الماموث، وفي النهاية اندثروا مثلهم مثل كامل كائنات العصر الجليدي ..الأمر ذاته أكدته دراسة مماثلة أجريت بجامعة هارفارد.

ضخامة الحيوانات :

حالياً نرى أن ضخامة الحيوان من عوامل قوته، فالأفيال والأسود والدب البني من أخطر الكائنات الحية، وجميعها حيوانات تتسم بضخامة الجسد، لكن في العصر الجليدي كانت الضخامة من مسببات الانقراض!.. هذا بحسب ما النظرية التي أوردها عالم الأحياء الألماني فينجر، إذ قال أن حيوانات العصر الجليدي بصفة عامة والديناصورات بصفة خاصة، تعرضت لظاهرة الانقراض نتيجة لكبر حجمها، الذي كان من الصعب معه العثور على ملاذ آمن لها، فلم تتمكن من العيش داخل الجحور أو حتى الكهوف العملاقة، وكانت تعيش في العراء ذو البرودة القارسة، وتتعرض في كل ساعة إلى الرياح والعواصف، ولأن غالبية تلك الحيوانات كانت من ذوي الدم البارد، لم تتمكن من احتمال برودة الطقس وكذا لم تستطع الاحتماء منه، بجانب أن مصادر الغذاء والمياه باتت شحيحة، وكل هذا أدى في النهاية إلى هلاكها بأعداد كبيرة وانقراضها.

ندرة الغذاء :

الحياة لا تستمر إلا باستمرار مصادر الغذاء، ومن ثم كانت ندرة الغذاء وصعوبة الحصول عليه، أحد العوامل التي قادت إلى انقراض حيوانات العصر الجليدي ،فبسبب برودة الطقس اندثرت مصادر الغذاء واختفت، ونتيجة لذلك انقطعت موارد الحياة بالنسبة لبعض المخلوقات، فماتت بأعداد كبيرة وبالتالي توقف نسلها، وفي النهاية كان مصيرها هو الانقراض التام، ومصادر الغذاء المندثرة تنقسم إلى قسمين هما:

  • الغذاء النباتي : الزراعة والجليد أمران لا يتفقان البتة، ولهذا فقد اندثرت كافة المساحات المزروعة في ظل العصر الجليدي ،وبالتالي الكائنات التي كانت تعتمد على الغذاء النباتي، نفقت وماتت بأعداد هائلة ونتيجة لذلك تعرضت للانقراض، مثال لذلك دب الكهوف وهو أحد الحيوانات القارتة النباتية.
  • الغذاء الحيواني : الحيوانات المفترسة لم يكن حالها أفضل، فبسبب موت أغلب الكائنات الثدية الأخرى، لم يجد هذا النوع من الحيوانات ما يتغذى عليه، فنفقت متأثرة بتضورها جوعاً، ومثال على ذلك أسد الكهوف الأمريكي، والذي هو أحد أشهر حيوانات العصر الجليدي.

اندثار الأشجار :

العديد من الطيور أيضاً لقيت حتفها خلال العصر الجليدي ،وذلك لم يكن فقط تأثراً بالطقس البارد أو لندرة الغذاء، بل يمكن في تلك الحالة إضافة عامل آخر، وهو تدمير الموطن أو الموقع الصالح للمعيشة، ففي ظل تراكم الجليد على سطح كوكب الأرض، ماتت الأشجار واندثر أغلبها أسفل الثلوج، خاصة أن أغلب أنواع الأشجار النامية على سطح الأرض في ذاك الزمان، كانت تتسم بالقصر النسبي مثل أشجار الصنوبر، ونتيجة لذلك أصاب الكائنات الطائرة ما يمكن تسميته بالتشرد، ونظامها المعيشي اضطرب وأصابه كثير من الخلل، وفي النهاية هلكت بأعداد كبيرة وتعرضت أنواعها للانقراض والاندثار.

قتل صغار الكائنات :

من مسببات انقراض الحيوانات خلال العصر الجليدي ،هو توقف النسل بسبب عدم نمو صغارها حتى مرحلة النضوج الجنسي، ونتيجة لنفوق كبار الحيوانات وموت صغارها، توقف نسل هذه الأنواع وكتب عليها الانقراض للأبد، وذلك الأمر في العصر الجليدي تعرضت له مختلف الكائنات، سواء الحيوانات البياضة التي تتكاثر من خلال وضع البيض، أو تلك التي تلد، وذلك لعِدة أسباب منها:

  • تجمد البيض : من أسباب انقراض الديناصورات بحسب نظرية الألماني فينجر، هو إنها كانت من الكائنات البياضة، وإن الجنين داخل البيضة كي يكتمل نموه بشكل سليم، يجب أن يتم وضع ذلك البيض في بيئة مناسبة، مع توافر مجموعة عوامل أهمها درجة حرارة مناسبة، وذلك العامل لم يتوفر بالطبع خلال العصر الجليدي ،ونتيجة لبرودة الطقس القارسة كان السائل الزلالي داخل البيض يتجمد، وبالتالي تموت الأجنة بداخله قبل اكتمال نموها.
  • التهام الصغار : نتيجة لموت الحيوانات البالغة بأعداد كبيرة، كان صغارها يمثلون مصدر الغذاء الوحيد للكائنات المفترسة، وبالتالي كان يتم التهامهم بأعداد كبيرة، وذلك كان يجرى قبل بلوغ الصغار مرحلة النضوج الجنسي والتزاوج، مما يجعل ذلك من أسباب فناء بعض أنواع الكائنات وانقراضها.. كذلك بيض بعض الحيوانات كان يلتهم خلال العصر الجليدي ،وبصفة خاصة بيض الديناصور بسبب كبر حجمه، وعجز الأمهات عن وضع بيضها بأماكن بعيدة عن أعين الضواري الأخرى.

Exit mobile version