الرئيسية العملي الشعور بالوقت : لماذا يختلف تقدير الزمن بالتقدم في العمر ؟

الشعور بالوقت : لماذا يختلف تقدير الزمن بالتقدم في العمر ؟

الشعور بالوقت يختلف باختلاف المرحلة العمرية فكبار السن يشعرون بأن الوقت يمضي بصورة أسرع مما يشعر به الشباب.. ترى لماذا؟

0

الشعور بالوقت يختلف باختلاف المرحلة العمرية التي يمر بها الوقت، وقد أثبتت أكثر من دراسة أن كلما تقدم الإنسان في عمر شعر بأن الوقت يمضي بصورة أسرع، فالشهر يبدو أسبوعاً والأسبوع يبدو يوماً واليوم يمر كأنه بضعة دقائق لا أكثر، وهو الأمر الذي يختلف مع المنطق حيث أن قيمة الوحدة الزمنية ثابتة ولا تتأثر بأي تغيرات، فالدقيقة دقيقة والساعة ساعة والسنة سنة!.. حاول العلماء التوصل إلى تفسير علمي لظاهرة اختلاف تقدير الوقت مع تقدم العمر، فترى إلى ماذا أوصلتهم دراستهم؟

أسباب اختلاف الشعور بالوقت مع تقدم العمر :

لم يتوصل العلماء إلى سبب قاطع لاختلاف التقديرات الزمنية و الشعور بالوقت باختلاف المرحلة العمرية، لكن وضعوا بعض الفرضيات أو النظريات المُرجحة لذلك، وكانت كالآتي:

اختلاف أسلوب إدراك الوقت :

اختلاف الشعور بالوقت مع اختلاف العمر هو أمر طبيعي ناتج عن اختلاف الكيفية التي ندرك بها مرور الوقت، فالإنسان يدرك الوقت بطريقتين مختلفتين الأولى هو إدراكه بالوقت أثناء مروره وإدراكه بالوقت عن طريق الذاكرة أي بعد مروره.. فكلما كان الإنسان منشغلاً بممارسة نشاط ما بدا له الوقت يمضى بصورة أسرع، وكلما كانت التجربة أو النشاط الذي يقوم به جديد عليه شغل جزء أكبر من تفكيره وذاكرته فيبدو له الوقت أطول.

حين يتقدم الإنسان في العمر يكون قد اكتسب كم هائل من الخبرات والمهارات، بناء على ذلك تصبح كافة الأنشطة معتادة بالنسبة له ولا تشغل من ذاكرته إلا القليل، فيبدو معها أن الوقت يمضي بصورة أسرع من الحقيقة.

تغير نمط الحياة :

أيضاً من أسباب اختلاف الشعور بالوقت تغير نمط الحياة بين الطفل والشخص البالغ، فحياة البالغ تكون مزدحمة بعدد كبير من الأنشطة والأعمال، فاليوم مشحون ما بين الالتزامات الأسرية و إجهاد العمل ومهامه وما إلى ذلك،.. وكلما كان الوقت مشغولاً بالأنشطة المكررة بدا وكأنه يمضي بصورة أسرع.. لهذا يرى بعض العلماء أن الشعور بالوقت يختلف من حقبة تاريخية إلى أخرى، ففي ظل الإنترنت والثورة التكنولوجية التي حدثت بكافة المجالات بما في ذلك وسائل الترفيه مثل السينما وألعاب الفيديو وغيرها أصبح الإحساس بالزمن يبدو أسرع؛ حيث أن الإنسان دائماً لديه ما يشغله حتى في أوقات الفراغ.

كم المعلومات المُستقبلة :

يبدو الوقت أطلب بالنسبة للطالبة أثناء التعليم بعكس الشخص المهني أثناء ممارسة عمله المعتاد، ذلك الاختلاف في الشعور بالوقت وتقدير مدته يرجع إلى كم المعلومات الجديدة التي يقوم العقل باستقبالها. مثال ذلك حين يعيش الإنسان تجربة ما للمرة الأولى فإنه يكون في قمة تركيزه، وبالتالي فإن الحواس المختلفة تمد العقل بقدر أكبر من المعلومات في كل ثانية، بجانب أن المشاعر في التجارب الأولى تكون أقوى سواء المشاعر الإيجابية أو السلبية، مثل ذلك تجربة أول يوم في الدراسة أو تجربة قيادة السيارة لأول مرة.. ألخ

أما التجربة المكررة فيكون القيام بها لا يتطلب الكثير من الانتباه ولا تكون مفعمة بالمشاعر بالقوة، ولأن الضغط الواقع على العقل يكون أقل فإنه يستشعر بأن الوقت يمضي بوتيرة أقل سرعة.

نسبة الزمن الماضي إلى العمر :

مع تعاقب مراحل العمر يختلف شعور الإنسان بالوقت فيبدو السنة الماضية كأنها كانت بالأمس، وقد حاول العلماء إيجاد بعض النظريات المفسرة لذلك الأمر، وأقربهم للصحة تلك القائلة بأن الإحساس بالوقت تربطه علاقة عكسية بكم الذكريات المختزنة بالعقل، أو بمعنى آخر كلما قلت عدد سنوات العمر كلما شكلت منه نسبة أكبر بدا الوقت أبطأ، بمعنى أن الطفل في عمر أربع سنوات يشعر بأن الوقت يمضى ببطء وذلك لأن السنة الواحدة تمثل 25% من عمره، بينما في عمر الخميسين فأن العام الواحد يشغل نسبة ضئيلة جداً هي 2% من عمر الإنسان، وتبعاً لاختلاف هذه النسبة يختلف تقدير الإنسان للوقت لهذا يشعر المتقدم بالعمر بأن الوقت يمضي بسرعة أكبر.

الوظائف العقلية :

أجريت تجربة على مجموعتين من الشباب وكبار السن، وطُلب منهما أن يغمضوا أعينهم لمدة دقيقة واحدة، لكن مجموعة الشباب كانوا عادة ما يفتحون أعينهم بعد مضي 65 ثانية، أما كبار السن فكانوا يفتحونها بعد مضي 80: 90 ثانية تقريباً.

ارجع العلماء ذلك إلى تباطؤ الوظائف العقلية مع التقدم في العمر، حيث أن بتلك المراحل المتقدمة يبدأ معدل التواصيل العصبي في الانخفاض وتتراجع القدرات الإدراكية، وهذا ما يفسر اختلاف تقدير الوقت خلال مراحل العمر المختلفة، حيث أن كل شىء في الكبر يتباطأ عدا الوقت يبقى ثابت مما يُشعر كبار السن بأن الزمن ينفرط من بين أيديهم ويمضي بصورة أسرع.

Exit mobile version