ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالحقائقالتاريخلماذا لم تتوغل الدول الاستعمارية قديمًا داخل إفريقيا؟

لماذا لم تتوغل الدول الاستعمارية قديمًا داخل إفريقيا؟

كانت سياسة الدول الاستعمارية حتى القرن التاسع عشر تقضي بعدم التوغل داخل القارة السمراء، حيث أنها كانت تجهل تمامًا ما يدور داخلها والمنظر الخارجي لا يوحي بالتفاؤل، فأفريقيا قديمًا كما تعرفون قارة مظلمة مليئة بالغابات والتعرجات والشعوب الهمجية والتي كانت في عزلة عن العالم الخارجي، هذا بجانب الأمراض المنتشرة بداخلها مثل مرض الملاريا ومرض النوم وغيرها، ووقتها لم تكن اكتشفت علاجات لهذه الأمراض، فلذلك كانت تنفر الدول الاستعمارية منها، ناهيك عن التفرقة العنصرية وكره الرجل الأوروبي ذو البشرة البيضاء للعنصر الأفريقي ذو البشرة السوداء، فلذلك كانت تتخذ الدول الاستعمارية إفريقيا كمعبر وطريق للوصول إلى قارة أسيا فقط، فكانت تنشئ مستعمرات صغيرة جدًا على السواحل الإفريقية لتأمين عملية سير السفن ذهابًا وعودة خوفًا من البطش بها في الطريق، ونحن من خلال مقالنا هذا سنتعرف بالتفصيل على أهم الدوافع والأسباب التي لم تجعل الدول الاستعمارية تتوغل داخل قارة إفريقيا قديمًا، فتابعوا معنا.

الحاجز الصحراوي الرهيب

يعتبر الحاجز الصحراوي الرهيب هو أهم الأسباب لعدم توغل الدول الاستعمارية داخل إفريقيا، حيث أن هذا الحاجز كان يعترض طريق الحملات الاستعمارية عندما تقدم على الدخول إلى قلب القارة، وذلك نظرًا لطوله وعرضه فهو لم يكن بالقليل أبدًا بل كانت مساحته تغطى جزء كبير من أفريقيا، هذا بجانب تواجد العناصر الإسلامية والغير إسلامية القوية على طول الطريق، فكانت هذه العناصر تسيطر على الأجزاء الشمالية من القارة منذ أكثر من ثمانية قرون تقريبًا، مما جعل قوتها وأعدادها تتزايد ويصبح لها القدرة على الدخول في مناوشات مع المستعمرين، وما يميزهم أكثر هو معرفتهم التامة بالبلاد وأماكنها الهامة في حين أن الاستعماري كانت خبرته قليلة للغاية بالبلاد، وهذا من دوره جعل هذه العناصر تقف كالسد المانع تجاه التوسع الأوروبي في شمال القارة.

وهذا ما يظهر أثره جليًا في صعوبة إحكام الحصار على دول شمال أفريقيا على عكس باقي القارة، فعندما دخلت هذه الدول الاستعمارية إلى جنوب وغرب وشرق القارة كانت تستطيع إحكام السيطرة فيها سريعًا لعدم وجود من يجابههم ويحاذي قوتهم، ولكن في مصر وتونس وليبيا والمغرب والجزائر والصومال والسودان كانت الدول الاستعمارية تلقى معاناة رهيبة في الدخول لها، وإن تمكنت من الدخول لا تستطيع العيش في أمان بجانب المسلمين الذي كانوا يأبون الحصار أو أخذ قوتهم منهم.

قلة أهمية الأنهار الأفريقية بالنسبة إى الدول الاستعمارية

نأتي هنا للحديث عن الأنهار الأفريقية فهي كانت ضعيفة الأهمية بالنسبة للدول الاستعمارية، وذلك لأن الأنهار بطبيعتها معروفة بأنها شرايين مؤدية للداخل يستطيع الناس الركوب فيها للوصول لأقرب مكان يؤدي لما يحتاجونه، ولكن الأنهار الأفريقية غالبًا كانت عكس ذلك فهي تنتهي إلى البحار بمستنقعات أو مساقط مائية أو سدود أو دالات كثيرة التفرع، ويوجد بعض الأنهار التي كانت تنتهي بشلالات وجنادل ضخمة، مما يقلل هذا من أهميتها بالنسبة للمستعمرين، وهذا ما يتضح لنا عند النظر لعملية كشف منابع الأنهار الأفريقية، فهذه الخطوة تمت من خلال الطرق البرية وتجنبت تتبع مجاري هذه الأنهار، وذلك لكي تتفادى العقبات والموانع الموجود في مجاري الأنهار الأفريقية.

قصر سواحل قارة إفريقيا

تأتي قارة إفريقيا بمساحة هائلة ولكن سواحلها قصيرة جدًا بالمقارنة مع هذه المساحة الشاسعة، فعندما ننظر لقارة أوروبا نجدها تمثل ثلث مساحة إفريقيا ولكن السواحل الأوروبية تكبر السواحل الأفريقية بخمسة أضعاف طولها، وهذا من دوره قد جعل السواحل الأفريقية تخلو من التعرجات المتمثلة في الرؤوس الصغيرة، والخلجان الممتدة على شكل ألسنة من الماء تتعمق بعض الشيء في اليابس، والتي تعمل على تهدئة الأمواج في هذه الأماكن، وأيضًا خلوها من أشباه الجزر الممتدة على شكل ألسنة من اليابس متعمقة في البحار، مما جعل الدول الاستعمارية ترفض التعمق بداخل القارة الأفريقية لعدم مقدرتهم على إنشاء مواني طبيعية تصلح لرسوا السفن بها والنزول فيها لمواصلة الزحف داخل القارة.

ندرة الجزر القريبة من الساحل

ما يعيب قارة إفريقيا أيضًا هو ندرة الجزر القريبة من السواحل بالمقارنة مع أوروبا وأسيا، وهذا ما تبغضه الدول الاستعمارية لأن هذه الجزر تصلح لتكون مواطئ أقدام، ونقط ارتكازية للجنود والمستكشفين القادمين من الخارج، حيث أنه لابد من النزول بها للاستراحة والانتظار قبل التوغل في القارة، فعندما ننظر إلى إفريقيا نجد أنها كتلة واحدة تكاد تخلو من الأطراف والرؤوس الصغيرة، فيوجد القليل منها في غرب القارة، وبعض الجزر الساحلية الصغيرة في شرقها، مثل جزيرة تنزانيا وزنجبار، وهي قليلة الأهمية لأنها تبعد بكثير عن أقرب السواحل لها، ولذلك لم تهتم بها الدول الاستعمارية كمحطات للاتصال بداخل القارة، بل أنها لم تعدو أن تكون مجرد مخازن يوضع بها السلع الفائضة أو التي لم يأتي دورها في التوزيع، ولذلك كانت ندرة الجزر من أهم أسباب عدم التوغل قديمًا داخل قارة إفريقيا.

المناخ الغير اعتيادي على أبناء الدول الاستعمارية

ما جعل الدول الاستعمارية ترفض الدخول داخل القارة الأفريقية هو مناخها الحار جدًا، حيث يقع معظم أجزاء القارة في المناطق الاستوائية والمدارية، وهي بالطبع مناطق لا يحبذها العنصر الأوروبي فهو اعتاد على المناطق المعتدلة والباردة والتي لها تأثير جيد على جسد الإنسان، أما المناخ الأفريقي الحار فيظهر أثره البالغ في البشرة الداكنة جدًا التي تتجاوز الخمسة وسبعين بالمائة من تعداد سكانها، ناهيك عن التفرقة العنصرية في المعاملة بين البيض والسود في العالم، كل هذا وأكثر جعل الدول الاستعمارية تأبى التوغل قديمًا داخل قارة إفريقيا.

العوامل الغير طبيعية

كل ما ذكرناه بالأعلى يعد من العوامل الطبيعية التي ليست من دخل الإنسان بل هي من عند الله عز وجل، وأما عن العوامل العادية فهي أنظار الدول الاستعمارية الأوروبية تجاه الشرق وتجارته المربحة والهامة جدًا، مما جعل الأوروبيون لفترة ليست بالقليلة يستخدمون إفريقيا كمعبر وطرق للوصول لقارة أسيا، وهذا من جانبه قد جعل إفريقيا يحوطها الغموض لقرون طويلة، حيث استكفت الدول الاستعمارية بوضع أقدامها على المناطق الساحلية أو القريبة منها للدوران حوله باتجاه الشرق، ولذلك لم تكن هذه النقط إلا كمحطات لتزويد السفن بالمؤن وما يلزمها، ومع مرور الوقت أصبحت نقط الارتكاز مناطق لتجمع السلع الأفريقية لأخذها إلى أوروبا أو أسيا كما تريد الدول المستعمرة، وأهم هذه السلع هي تجارة الرقيق والتي انفردت بها البرتغال وإسبانيا وهولندا لقرون عديدة من الزمان، هذا بجانب الأمراض الأفريقية الشهيرة مثل مرض النوم، والملاريا، والتي لم يكن التطور الأوروبي قد توصل لأدوية تعالجها.

ختامًا

في الأخير يجب أن نوضح أن العوامل الطبيعية هي أساس نفور الدول الاستعمارية من قارة أفريقيا وعدم توغلها فيها، هذا بجانب العوامل الغير طبيعية البسيطة، ومع التطور الاقتصادي الهائل الذي حدث في بداية القرن التاسع عشر والعشرين أصبحت هذه الدول في حاجة ماسة للتوغل داخل القارة ومعرفة ما يوجد بها من معادن وثروات لاستغلالها، وتوزيع المنتجات الزائدة عن حاجتهم.

الكاتب: أحمد علي

ابراهيم جعفر
محترف في مجالات البرمجة ومتابع للتقنية والبرمجيات وخاصة نظام لينكس. أجيد الكتابة والترجمة ومن هواياتي السينما.