ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالشخصياتلماذا يجد بعض الآباء صعوبة في التواصل مع الأبناء ؟

لماذا يجد بعض الآباء صعوبة في التواصل مع الأبناء ؟

يجد الكثير من الآباء صعوبات في التواصل مع الأبناء وخصوصًا في المراحل الأولية مثل الطفولة والمراهقة، وذلك يعود لعدة محاور وأسباب، في المقال التالي سنتحدث عن ثلاث نقاط رئيسية تندرج تحتهم عدة عناصر فرعية، سنتحدث عن معوقات وصعوبات التواصل مع الأبناء، ثم سنتحدث عن أهمية التواصل مع الأبناء ومدى جدواه وفاعليته، وفي النهاية سنتحدث عن فن التواصل مع الأبناء وكيفية الوصول لصيغة للتفاهم والتواصل معهم، في السطور القادمة:

ما هي صعوبات التواصل؟

نتعرض في البداية لصعوبات التواصل، ما هي معوقات التواصل بين الآباء والأبناء وهل يقع جزءًا من المسئولية على عاتق الأبناء أم أن الآباء دائمًا هم من يتحملون كامل المسئولية؟ إليك عوامل تشكل صعوبة التواصل مع الأبناء

اختلاف الأجيال

اختلاف الأجيال يشكل عاملاً كبيرًا في طريق التواصل مع الأبناء لأنك تود التعامل بآليات زمنك وبأدواته ولكنك في النهاية، تجد نفسك أنت خارج الزمن حيث تجد نفسك مجرد رجل عجوز خرف حتى إن كنت في عز شبابك تتحدث عن الزمن الضائع وكيف كان الحال قديمًا وكيف انقلب وتتحدث بأسى وحزن عن جيل هذه الأيام وتهوره ورعونته والحقيقة أن هذا كلام الناس الذين لا يودون التقدم خطوة واحدة إلى الأمام وتقع كامل المسئولية في هذه النقطة إلى الآباء الذين لا يودون معاصرة زمنهم ويقبعون في الماضي ويريدون أن يخضع الجميع لآليات عصرهم ومفرداته، وهذا بالطبع أسلوب تفكير خاطئ لا في مسألة التواصل مع الأبناء فحسب بل بشكل عام في شتى مناحي الحياة.

لا تضع نفسك في مكان ابنك

دائمًا ما تعوق طرق التواصل مع الأبناء أنك تنصّب من نفسك الحكم المطلق وترى الأمور من زاويتك فحسب ولا تحاول أن تتذكر أنك كنت في نفس موقفه منذ نحو عشرون أو ثلاثون عامًا حيث كنت تحاول التواصل مع والدك لكنه لم يكن يفهمك، لذلك عليك أن تفكر في ابنك بنفس الطريقة عندما كنت في مثل عمره فيم كنت تفكر أيضًا وتحاول التوفيق بين النقطتين، هذه المسألة من أكثر الأشياء المفيدة للتواصل الفعال والمثمر مع الأبناء.

تفكر فيما تريده أنت لا ما يريده ابنك

دائمًا ما تفكر فيما تريده أنت من ابنك، وتفكر فيما تريد أن يفعله من أجل رضاك أنت وسعادتك ولكن لا تفكر أن على الجانب الآخر إنسان آخر محدود الخبرة والتجربة والأفق ويريد فقط ما يسعده هو ويرضيه ومن هنا يحصل التنافر بين الأبناء والآباء وتنهار كل جسور التواصل مع الأبناء وكلما ازداد الأب عنادًا كلما ازداد الطفل عنادًا أيضًا، ربما تستطيع إخضاع الابن لك بسلطتك الأبوية والتي قد تستعمل فيها العنف، ولكن حتى تستطيع مد جسور التواصل والتفاهم مرة أخرى فستحتاج لوقت طويل ومجهود كبير.

تهتم بالشكل العام لا بالجوهر الداخلي

عادة ما يعيق التواصل مع الأبناء أن الآباء يهتمون بالشكل العام الخارجي حيث يصدرون القرارات ويخضعون أبناءهم لهم على أساس أن يكون الشكل العام من الخارج جميلا حيث يهمهم فقط التفوق الدراسي ولو بمزيد من الضغط على الأبناء ويهمهم أن يبدون الأبناء مؤدبين ويظهرون أنهم على خُلُق حتى ولو كان ذلك بمسح شخصيتهم وسحق كيانهم ومحو أي رأي شخصي أو رؤية حتى وإن كانت رؤية سطحية، والحقيقة أن هذه الأشياء التي لا يعد لها الناس في مجتمعنا أي أهمية هي الأهم بالطبع من كل هذه المظاهر الفارغة والشكليات عديمة القيمة.

تعتقد أنك الصواب على الدوام

مشكلة الآباء في التواصل مع الأبناء أنهم يفترضون أنهم الأصح على الدوام وأنهم الذين يمتلكون الصواب المطلق حتى إن منحوا للأبناء هامش للحرية والمناقشة فإنه يظل أيضًا تحصيل حاصل وشيء غير ذي جدوى على الإطلاق لأنه مع تكرار الأمر يدرك الابن أن حديثه ومناقشته لن يعتد بها في النهاية ولن تغير الوضع في أي شيء لذلك فإن تنفيذ ما يحلو لك على أساس أنك الأب وأنك من تمتلك الصواب هذا خطأ وربما يمتلك الأبناء وجهة نظر أخرى ذات وجاهة لا نقول أنها صواب مطلق أيضًا ولكن لا نفضل أي وجهة نظر على الأخرى وفي النهاية يجب أن نراعي مصلحة الأبناء والعمل على إسعادهم وإرضائهم قدر الإمكان، هذا هو الهدف الذي لا يجب أن نخطئه.

عدم نضج الأبناء وضيق زاوية رؤيتهم

ربما تكون هذه هي النقطة الوحيدة التي يلام فيها الأبناء ولكن حتى المسئولية هنا تقع على عاتق الآباء حيث لا يجب على الابن أن يكون في مرحلة الطفولة أو حتى المراهقة أينشتين أو الفيلسوف أرسطو، من حقه أن يكون لديه وجهة نظر حتى وإن كانت ضيقة الرؤية والمطلوب من الآباء أن يقوموا بصقل وجهة النظر هذه وتوسيع الآفاق وتعزيز المعارف والخبرات، ويجب أيضًا أن يراعي الأب هذه النقطة لدى الأبناء ويتعامل بندية بل يجب أن يتفهم أسلوبهم في التفكير ويحاول التوصل لحل وسط يرضي جميع الأطراف.

أهمية التواصل مع الأبناء

النقطة الثانية هنا هي أهمية التواصل مع الأبناء كشرط أساسي للتربية ويجب على كل من يتخذ قرار إنجاب أطفال أن يكون مستعدًا تمامًا للتواصل مع الأبناء بشكل عقلاني ومعتمد على التجاوب والمرونة والحوار الفعال:

الترابط الأسري

ينشئ التواصل مع الأبناء الترابط الأسري فأي أسرة تفتقر التواصل والحوار تنشأ مفككة وغير مترابطة ويشعر الأبناء فيها بالضياع وعدم الرعاية مهما كان الدعم المادي متوفرا فإن الدعم المعنوي يصبح منعدمًا تقريبًا لذلك الترابط الأسري هو ما يجعل التواصل مع الأبناء على قائمة أولويات الأب والأم في الأسرة.

بناء الثقة بين أفراد الأسرة

يبني التواصل مع الأبناء الثقة بين أفراد الأسرة، فالابن واثق أن هناك أبًا متفهمًا ومدركًا للأمور وواعيًا له والأب كذلك يثق في ابنه وفي قدرته على التعامل مع الحياة بالطريقة التي تسعده وفي نفس الوقت ترضيه ولا تؤذيه لذلك بناء الثقة بين أفراد الأسرة من أهم ثمار التواصل مع الأبناء وأكثر الأشياء التي تبرز أهميته.

بناء شخصية الطفل ودعم ثقته بنفسه

الطفل الذي ينشأ في جو من الديكتاتورية والعنف الأسري سواء كان بدني أو لفظي ويكون مجرد خاضع لأب متسلط يتخذ القرارات منفردًا ويجبر باقي الأفراد على الخضوع لها يصبح طفلاً معدوم الشخصية معتادًا على التسلط والتحكم فيه ولا يستطيع اتخاذ قرار في حياته بشكل منفرد بل يسعى دائمًا لخلق موجه له يتخذ القرارات ويوجهه نحو الطرق التي يجب أن يسير بها، لذلك بناء شخصية الطفل منذ البداية ودعم ثقته بنفسه وصقل شخصياته وشعوره بذاته يأتي من الحوار الفعال والمناقشة المستمرة ومد جسور التواصل بين الآباء والأبناء، وأي أسرة تفتقر لذلك تفتقر لبناء إنسان سوي وسليم وتخلف وراءها العديد من العقد النفسية والمشكلات الوجدانية لدى سائر أفراد الأسرة.

شعور الآباء بالطمأنينة تجاه أبنائهم

الطفل الذي تعوده على التعامل الرأسي والتسلط والإخضاع والعنف منذ البداية هو من يجب أن تخاف عليه ومن يخاف منك ويحترمك مجبرًا أمامك من ورائك سيفعل كل ما يجعلك غير راض أو سعيد، أما التواصل مع الأبناء هو ما يجعلنا مطمئنين عليهم لأنهم سيكونون أحرار الإرادة يستطيعون سلك أي طريق مثلما يشاءون ولكن الحوار والتوعية البنّاءة هي ما تجعلهم يمشون في الطريق القويم بمحض إرادتهم وما من طريقة لإجبار أي شخص على سلك طريق بعينه، وإن نجحت هذه الطريقة ستخلق إنسانًا بنفسية مشوهة لا ترغب أبدًا في رؤية نتائجها بعد عشر سنوات.

فن التواصل مع الأبناء

نأتي للشق الأخير من مقالنا وهو فن التواصل مع الأبناء وكيف تتم عملية التواصل مع الأبناء بشكل صحيح ومثالي وهذا ما نتحدث عنه في السطور التالية:

الاستماع والتفهم

بداية يجب أن يكون هناك فرصة للاستماع والتفهم، ألف باء التواصل مع الأبناء يعني أنك لديك استعداد كامل للاستماع والأبناء وتفهمهم وبناء رأيك على أساس الاستماع والتفهم هذا أما أن يكون لديك قرارك منذ البداية والاستماع إليهم مجرد تحصيل حاصل فهذا ليس من التواصل في شيء، ولا يرمي إلى أي تواصل أو حوار بنّاء.

مساحة لاستيعاب الأخطاء وتقبلها

يجب أن نراعي أن الطفل أو المراهق في هذا السن لا زال يكتشف العالم بعد مع تباين المستويات بالطبع بين الطفل والمراهق، وبالتالي هناك أشياء يختبرها ويجربها لأول مرة ويجب أن يكون هناك مساحة لاستيعاب الخطأ وتوجيهه وتقويمه عند فعله بطريقة لينة بعيدًا عن التعنيف والتوبيخ لأنه فضلا عن أنه يهدم الثقة بين الآباء والأبناء فإنه يهدم أيضًا أي تواصل بين الأبناء والآباء.

التفكير بعقلية الابن وبزمنه

كما أشرنا أنه من معوقات التواصل مع الأبناء أن يقوم الأب بإحالة الابن إلى زمنه والتعامل معه حسب أدوات الماضي ومفرداته والمفروض على الأب أن يكون به من المرونة والمعاصرة ما يجعله دائمًا على نفس الوتيرة مع ابنه لا يتخلف عنه أو يتأخر حتى يستطيع التمهيد لتواصل مثمر وحوار فعّال ويعطي الثقة لدى الابن أن والده سيتفهمه وسيعي أفكاره.

الاحترام المتبادل

حتى يحترمك ابنك لابد أن تحترمه أنت بالمقابل ولا تقلل من شأنه أو تحقره مهما كان عمره ولو ثلاث سنوات، ولذلك الاحترام يجب أن يكون متبادل، ويستطيع الابن أن يخاف منك تحت وقع العنف والسلطة الأبوية المتحكمة ولكن الاحترام لا يكتسب إلا لو كان متبادلاً، لذلك الاحترام المتبادل إحدى أهم ركائز التواصل مع الأبناء.

الحب غير المشروط

من الأخطاء التي يقع فيها معظم الآباء والأمهات أن يقوموا بتعليق حبهم وحنانهم لأبنائهم بسلوك هؤلاء الأبناء فلو أكل بشكل جيد سيحبونه ولو تفوق في دراسته سيحبونه إلى نهاية هذا الأسلوب المعتمد على الابتزاز العاطفي والتلاعب بالمشاعر، وهذا قد يفضي إلى جو من استغلال مشاعر الأبوة أو الأمومة ولكن لا يفضي أبدًا إلى حوار فعال وجاد.

الدعم في القرارات

حتى يكون هناك شخصية للابن يجب أن يكون له قراراته المستقلة والتي من الممكن أن تعارض حتى رؤية الوالدين لذلك يجب ألا تنقم عليه لأنه لم يلتزم برؤيتك عليك أن تدعمه في قراراته حتى وإن رأيتها خاطئة، هذه النقطة بالذات ستنقل التواصل مع الأبناء إلى مستويات عالية وستخطو بها خطوات واسعة للأمام.

عدم المقارنة بأحد ولا حتى بنفسك

من الأخطاء الشائعة أن يقوم الابن بمقارنة ابنه بآخرين أو حتى يقارنه بنفسه حينما كان في مثل عمره وهذه من الأمور التي يجب أن تكف عنها في الحال لأنها تضعف ثقة الابن في نفسه ولا ترنو إلى التواصل مع الأبناء بل شعورهم الدائم بعدم الرضا وعدم الثقة في أنفسهم ولا في آباءهم وشعورهم الدائم بالذنب والتقصير.

خاتمة

تحدثنا عن أهمية التواصل مع الأبناء وكيف يمكننا التواصل مع أبنائنا بشكل فعال وجاد نرجو أن يكون هذا المقال كان مفيدًا لكل أب يبحث بالفعل عن تواصل حقيقي مع أبنائه.

محمود الدموكي
كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".