ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالفنلماذا تجذب أفلام الأكشن الجمهور أكثر من أي نوع آخر؟

لماذا تجذب أفلام الأكشن الجمهور أكثر من أي نوع آخر؟

من المعروف طبعًا أن أفلام الأكشن على مستوى العالم هي التي تلقى الاستقبال الكبير من المشاهدين من كافة الأعمار والثقافات، فدكتور الجامعة تجذبه أفلام الأكشن وكذلك المُزارع البسيط الذي ربما لا يُجيد القراءة والكتابة، الجميع بلا استثناء تأسره تلك الأفلام بما يُبث فيها من مشاهد قتال ومعارك مُتقنة، والحقيقة أن تلك الأفلام لم تكن قديمًا جاذبة بالشكل الكبير نظرًا لعدم امتلاكها للدقة في التنفيذ والصناعة، فكانت تخرج في النهاية بصورة بدائية غير مُمتعة بصريًا، لكن الآن تغير كل شيء تمامًا، باتت الأفلام منفذًا للناس من أجل الترويح عن أنفسهم وبات تنفيذها الجيد الذي يُستخدم فيه أحداث المعدات عنصرًا من عناصر الجذب الكثيرة، والتي سنحاول ذكر أهمها في السطور القادمة عندما نُجيب عن السؤال المُتعلق بكيفية جذب أفلام الأكشن للجمهور أكثر من أي نوع آخر من الأفلام، فهل أنتم مستعدون لذلك؟ عمومًا لا يهم، سنبدأ على أية حال، ولتكن البداية مع السبب الأبرز، وهو إشباع حاجة الإنسان وغرائزه.

إشباع حاجة الإنسان وغرائزه

تمتلك أفلام الأكشن قدرة عظيمة على إشباع حاجة الإنسان وغرائزه، فالإنسان بالطبع يمتلك ميوله وغرائزه الخاصة التي لا يُمكن الاستغناء عنه، ومن ضمن هذه الميول والرغبات أن يرى مشهد أكشن أمامه على الشاشة، فمشاهد القتال بشكلٍ عام تستطيع أن تضخ القوة في الشخص، وهي ليست قوة بدنية بكل تأكيد، وإنما قوة نفسية نابعة منه، فسوف يتصور الشخص المتابع للفيلم الأكشن أنه هو من يقوم بذلك الأمر وليس الممثل الذي أداه على الشاشة، ولن نبالغ إذا قلنا أنه سيشعر بنشوة الانتصار نفسها وكأنه أيضًا من خاص المعركة وربحها وليس الممثل الذي قام بتأديتها على الشاشة.

حاجات الإنسان لا تتوقف عند مشاهدة مشاهد الأكشن التي تتواجد في هذه النوعية من الأفلام، هناك أيضًا فضيلة الخير، ومن سينتصر ولماذا يُريد المشاهد أن ينتصر ذلك الشخص؟ ولهذا فإننا غالبًا ما نلاحظ في هذه النوعية من الأفلام أن الانتصار لا يكون للأقوى بقدر ما هو لصاحب الحق، والذي يُقام الفيلم أصلًا من أجل تسجيل انتصاره هذا، وعلى المشاهد أن يجلس أمام الشاشة ويتعاطف منذ اللحظة الأولى حتى يحصل المراد في النهاية.

وجود صورة جيدة وغير تقليدية

طبيعة الأفلام أنها تكون ناقلة للواقع، بمعنى أن الفيلم عادةً ما يكون مُناقشًا لواحدة من القضايا الاجتماعية الهامة التي نعيشها جميعًا ونعرف كافة تفاصيلها، وحتى عندما يكون الفيلم يتحدث عن قصة بتابع الإثارة والغموض فإن الأمور لا تختلف كثيرًا، ففي حياتنا أيضًا ثمة مكان كبير للإثارة والغموض، لكن ثمة نوع واحد من الأفلام يبدو للجميع من الوهلة الأولى أنه غير تقليدي، وهو نوع أفلام الأكشن الذي نتحدث عنه، فطبعًا ليس من المنطقي أن نكون في الشارع مثلًا ثم نرى بعض الأشخاص يتقاتلون بطريقة كالتي نراها في الأفلام، فحتى ولو كان ثمة من يتقاتلون فعلًا فبالتأكيد لن يكون قتالهم بهذه الطريقة الخيالية بعض الشيء، ولهذا ينجذب الجمهور نحو مشاهدتها.

أفلام الأكشن بالتأكيد لا تكون غير تقليدية بالمرة، فمن الصعب على الواقع أن يأتينا بصورة مماثلة لتلك نراها في الأفلام، ثم إن القائمين على صناعة هذا النوع من الأفلام يحرصون طوال الوقت على أن تخرج الصورة غير تقليدية، بمعنى أنهم ينظرون إلى ما هو طبيعي وجوده في الشجارات الحقيقية ثم يحاولون تجنبه في الشجارات التي تتعلق بأفلام الأكشن الاحترافية، ولهذا يخرجون في النهاية بالنتيجة التي نتحدث عنها، وهي تقديم صورة غير تقليدية بالمرة.

وجود جرعة من المتعة دون وجود الأذى

قد يقول البعض أنه إذا كانت أفلام الأكشن تعرض الشجارات بصورة محترفة فإن بعض الشجارات الحقيقية قد تفي بالغرض، لكننا على العكس تمامًا نجد الأذى في ذلك النوع ونحاول منعه في الواقع، بينما نحبه في الخيال، وتفسير ذلك ببساطة أننا إذا كنا حقًا نُريد المتعة فلا نُريد أن نحصل عليها من خلال أذية الآخرين وتسبيب الأضرار لهم مثلما هو الحال في الشجارات الحقيقية، وإنما نُريد فقط الحصول على متعتنا من خلال طرق مشروعة، وتلك الطرق في الحقيقة لا تتوافر إلا في حالة واحدة، وهي مشاهدة فيلم سينمائي يحتوي على مشاهد الأكشن، وأكبر دليل على أن الناس يُريدون ذلك النوع من المتعة هو وجود نسبة لا تقل عن الخمسين بالمئة من الأفلام الموجودة على الساحة حاليًا تنتمي لنوعية الأكشن.

جرعة الأكشن التي ستحصل عليها أثناء مشاهدتك لذلك النوع من الأفلام لن تُمثل أي ضرر حقيقي عليك أو على غيرك، وهو أنسب حل وسط توصل إليه البشر على مدار تاريخهم، لا ضرر ولا ضرار، حيث أنك تعرف جيدًا قبل مشاهدة الفيلم أن من سيقوم بتأدية المشهد أمامك مجرد ممثلين عاديين، وأن ما سيبدو من أذى وضرر جسدي ليس حقيقي بالمرة، هذا بالإضافة إلى حقيقة كون هؤلاء الممثلين يستفيدون ماديًا من تنفيذ هذه المشاهد، أرأيتم كيف يكون الأمر مُرضي للجميع!

التجديد الذي يحدث بها من فترةٍ إلى أخرى

الناس بالتأكيد يحبون أفلام الكوميديا، بل ويعشقونها، لكن عندما تنزل مجموعة من الأفلام في السينما وتكون متنوعة بين الأكشن والكوميديا والدراما فإن الناس سوف يدخلون بلا أدنى تردد فيلم الأكشن ويدفعون كل ما يمتلكونه من مال لقاء مشاهدتها، والسر في ذلك ببساطة أن أفلام الأكشن تحتوي على عنصر التجديد الذي يستهوي الناس، بينما الكوميديا لا تكون بنفس القدر من التجديد، فما يُضحكك قبل مئة عام هو نفسه ما سيُضحكك الآن، ما دام الممثل قادر على الأداء الكوميدي والنص المكتوب جيد ومُحبك حقًا فإنك ستضحك لا محالة، وهذا بالطبع أمر جيد للغاية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، أين التجديد في ذلك؟ هو غير موجود، ولهذا تنتصر أفلام الأكشن خلال هذه المعركة الشرسة.

التجديد في أفلام الأكشن يكون بأكثر من طريقة، فأولًا تصميم المعارك سوف يختلف تمامًا، والسيارة التي كانت قديمًا تتظاهر بالانفجار والتحطم خلال مشاهد المطاردات أصبحت الآن تتحطم فعلًا وليس مجرد مشهد مُقارب يتم دسه في الفيلم، أيضًا أصبحت الخدع البصرية قادرة على إقناعك حقًا، بل إنها قد تخطت هذه المرحلة ووصلت إلى الإبهار، فمن الصعب أن نرى مشهد قتال الآن في أحد أفلام الأكشن الكبرى ثم نقول أنه مشهد غير حقيقي، هذا الأمر لم يعد العقل يتقبله لأن العين تسقط في عشق هذه النوعية من الأفلام، وخاصةً في الوقت الحالي كما أوضحنا.

صالحة لمختلف الفئات العُمرية

من الأشياء التي تعوق مشاهدة الأفلام وتمنع من كِبر شعبية بعض الأعمال السينمائية من نوعيات مُحددة أن تلك النوعيات تكون غير صالحة بالمرة للمشاهدة من قِبل كافة الأعمار، بل إنها تقتصر على فئات مُعينة فقط من الكبار، كما أن الوازع الديني لدى البعض قد يمنع أصلًا من مشاهدة هذه النوعية، وبذلك فهي تخسر جمهورًا لا يُستهان به، والمثال الأبرز على ما نتحدث عنه أفلام الدراما التي تحتوي على مشاهد خادشه للحياء وبعض الأفلام الكوميدية التي أصبحت الآن تحتوي أيضًا على بعض هذه المشاهد، لكن في شكل نص وكلمات بذيئة وليس صورة، فللأسف هذا ما يُضحك الناس الآن ويتماشى مع ذوقهم، أما أفلام الأكشن فهي بعيدة كل البعد عن كل ما ذكرناه الآن.

ميزة أفلام الأكشن أنها غالبًا ما تكون قصة جادة تتحدث عن الانتقام أو الحرب، وهي قصة عادية جدًا تُقلل من فرصة وجود مشاهد الإغراء أو الألفاظ الخادش أغلبها للحياء، كما أن مشاهد المطاردات والمعارك تشغل ما يزيد عن ثلثي الفيلم، وبهذا نرى أن الأفلام التي تحمل طابع الأكشن تقف على أرض صلبة وتضمن عدم خسارة أي جمهور لها، فالطفل والبالغ والمراهق والعجوز، المرأة والرجل، كل هؤلاء لا تُمثل لهم مشاهدة أفلام الأكشن أي مُشكلة، ولهذا تحظى بانتشار كبير.

إكساب بعض المُشاهدين مهارات قتالية خاصة

جميعنا طبعًا يشاهد الأفلام والمسلسلات من أجل المتعة، لكن هناك بعض المتفرجين يضعون المتعة في المقام الثاني، أما المقام الأول فهو يكون مُخصصًا للتعلم والإدراك، فطبعًا من المعروف أننا عندما نشاهد الأفلام فكأننا بالضبط نُشاهد عوالم أخرى حولنا، هذه العوالم تُسهم في زيادة معارفنا ومدركاتنا، وربما لهذا عندما نُشاهد فيلم كوميدي يعلق في أذهاننا تلك المُصطلحات الكوميدية التي قيلت في الفيلم ونعكف على ترديدها، وأيضًا عندما نشاهد فيلم طبي نحاول الاستفادة من الأساليب والطرق الطبية الموجودة، وكذلك في كل الأنواع الأخرى للأفلام، حتى الفيلم الأكشن كذلك يكون مُتاحًا فيه تعلم بعض الأمور المتعلقة بالفنون القتالية المُستخدمة في الفيلم، وهذا بالضبط ما يجذب الجمهور إلى أفلام الأكشن.

في الغالب نرى شخص ما يقوم بحركة ما أمامنا ثم يتباهى بأنه فعله كنسخة طبق الأصل مما فعله النجم كذا، حيث يكون جليًا أن ذلك الفيلم الذي ينتمي إلى نوعية الأكشن قد تمكن من التأثير فيه إلى الحد الذي جعله يُقلد حركاته، وربما شخصية النجم فقط هي التي أثرت به، لكنه في النهاية داخل إلى السينما ودفع ثمن التذكر من أجل الاستمتاع بجرعة الأكشن كاملة، ومن أجل هذا السبب المُتعلق بالرغبة في تعلم بعض الفنون والحركات القتالية نرى أن أفلام الأكشن هي الأكثر جذبًا للجمهور دون أي منافسة تُذكر من أنواع أخرى.

أفلام الأكشن هي نوع الأفلام الوحيد الذي لا يدخل الروايات

جميعنا نعرف أن العالم لا يمشي على نمط واحد، فكما أنه ثمة من يحبون الأفلام ويحرصون على مشاهدتها هناك أيضًا بعض الأشخاص الذي يحبون قراءة الروايات ولا يُحبذون الأفلام أبدًا، وهؤلاء عندما يمتنعون عن دخول السينمات يجدون ما يُمتعهم داخل أغلفة الكتب بكل سهولة، حيث أن الروايات منها ما هو رومانسي، تمامًا مثل الأفلام الرومانسية، ومنها ما هو كوميدي، ومنها ما ينتمي أيضًا إلى نوعية الإثارة والتشويق، كل هذه الأنواع موجودة في الأفلام والروايات ومن الممكن جدًا الاستغناء عن أحد الوسيلتين والاكتفاء بالأخرى، لكن الأفلام المنتمية لنوعية الأكشن تتميز بعدم وجود بديل.

لا يُمكن لأي شخص عاقل أن يُمسك برواية ويبدأ في قراءتها وهو يضع في توقعاته أنه سوف يعثر على جرعة أكشن جيدة، هذا مستحيل عقلًا لأن الأكشن لا يصلح إلا في هيئة صورة وليس نص، وربما يبدو السبب بعيدًا بعض الشيء لكنه بلا شك يُعتبر أحد أهم الأسباب التي جعلت أفلام الأكشن جاذبة للجمهور أكثر من أي نوع آخر.

محمود الدموكي
كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".