أغلب عيوب الإبصار حالياً باتت من المشاكل البسيطة التي يُمكن تصحيحها بسهولة خاصة في مراحلها الأولية، لكن هذا لا ينطبق على مرض عمى الألوان، هل تخيلت يوماً حياتك بلا ألوان! بالتأكيد لا، ربما لم تُفكر في الأمر مطلقاً من قبل، فنعمة الرؤية السليمة من النعمة التي يغفلها أغلبنا وينسى أهميتها، رغم أن أي خلل بها يؤثر بشكل مباشرة على حياة الإنسان، عمى الألوان على سبيل المثال يُمكن أن يؤدى لصعوبات بالغة في التعلم والتأقلم مع الحياة خاصة في المواقف التي تتطلب إدراك جيد للمساحات اللونية كإشارات المرور مثلاً، في هذا المقال سنتعرف أكثر على مرض عمى الألوان وأسباب حدوثه.
لماذا يُصيب مرض عمى الألوان بعض الناس وما أعراضه؟
ما هو عمى الألوان
- عمى الألوان هي حالة مرضية تُصيب بعض الأشخاص، فتؤدي لعدم قدرتهم على رؤية أحد الألوان التالية “الأحمر، الأزرق، الأخضر” أو أي لون ناتج عن خلطهم، وقد يحدث أن يفقد الإنسان قدرته على رؤية أي لون على الإطلاق، لكن هذه الحالة نادرة نوعاً ما.
- عادة يكون السبب وراء هذه الحالة المرضية هو وجود خلل في الخلايا المخروطية بالتالي لا تستطيع تميز الأطوال الموجية للألوان الثلاثة بشكل صحيح، بالتالي يحدث خلل في الرؤية، خاصة وأن أغلب الألوان الأخرى تقع في النطاق الطيفي لهذه الألوان الثلاثة.
أعراض عمى الألوان
- في بعض الحالات يكون الخلل بسيط نوعاً ما، ما يُمكن المريض من رؤية عدد كبير من الألوان لدرجة أنه لا يعرف بإصابته، ولا يُدرك أنه يرى الألوان بشكل مختلف عن غيره من الناس.
- في الحالات الأكثر شيوعاً يكون المريض قادراً على رؤية عدد محدود من الألوان بالتالي يُدرك بسهولة إصابته بالمرض.
- أما في بعض الحالات النادرة يفقد المريض قدرته على رؤية الألوان بشكل كامل عدى الأبيض والأسود ومشتقاتهما فقط.
أسباب الإصابة بعمى الألوان
- كي نعرف الأسباب التي تؤدي للإصابة بعمى الألوان لابد أن نفهم أولاً كيف نستطيع تميزيها، عين الإنسان الطبيعي تحتوي على ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية، وهي الخلايا المسئولة عن تمييز اللون الأحمر أو الأخضر أو الأزرق ومشتقاتهما، وعادة تستطيع العمل في أي وقت وتميز الألوان بسهولة عند استقبال الطيف الضوئي لها، بالتالي يرى الإنسان العالم من حوله بصورة طبيعية.
- أما في مصابي عمى الألوان، يكون هناك خلل في واحدة أو أكثر من هذه الخلايا، بالتالي يفقد المريض قدرته على تمييز اللون الذي أصيبت خلاياه، وفي بعض المصابين قد يرى درجات مختلفة منه، وقد يرى لون مختلف تماماً حسب درجة إصابته، لكن الجدير بالذكر أن المرض لا يتدهور ولا يتغير مع الوقت بل يظل ثابتاً.
- تعتبر العوامل الوراثية المسبب الأول والأكثر انتشاراً لعمى الألوان، لكن رغم ذلك هناك العديد من العوامل الأخرى التي يُمكن أن تسبب الإصابة به مثل تقدم السن، أو بعض أمراض العين كعتامة الشبكية، والضمور البقعي ومرض السكري، وتعاطي بعض الأدوية التي تؤثر على العين.
انتشار عمى الألوان
- تختلف نسبة الإصابة بعمى الألوان بين الرجال والنساء بشكل ملحوظ، فهو يُصيب ثمانية من بين كل مائة رجل، بينما يُصيب ,04% فقط من النساء.
- كذلك تختلف نسب الإصابة به تبعاً للجماعات والأعراق المختلفة، فهو شائع في الجنس القوقازي أكثر من الأسيوي والإفريقي، كما ينتشر بشدة في المجتمعات والقبائل المنغلقة على نفسها نتيجة انتشار الزواج بين بعضهم البعض بالتالي يُصبح الجين المرضي أكثر قوة وانتشاراً بين الأجيال الجديدة.
تشخيص عمى الألوان
- تشخيص عمى الألوان يعتمد على اختبار الشخص ومدى قدرته على رؤيتها بشكل صحيح، فلا يُوجد فحصي طبي قادر على اكتشاف المرض بعد، بل عدة اختبارات تم تصميمها بشكل علمي لتحتوي على عدة ألوان بأطياف مختلفة يُطلب من المريض أن يذكر بعض الأشكال بداخل الصور وبناء على ذلك يُعرف إن كان مصاب بعمى الألوان أم لا.
- هناك اختبار آخر يُطلب من المريض فيه أن يقوم بترتيب بعض المكعبات أو الصور اللونية حسب درجاتها، فإن كان مصاب بعمى الألوان لا يتمكن من وضعها بالترتيب الصحيح.
علاج عمى الألوان
علاج عمى الألوان يتوقف على المسبب له، فلو كان مكتسباً نتيجة بعض الأمراض الأخرى، يُمكن التحكم به وبتدهوره بتصحيح المرض الأساسي، بل ويُمكن استعادة الرؤية الطبيعية أو جزء منها في بعض الأحيان بإجراء عمليات جراحية معينة.
أما إن كانت الإصابة وراثية فلا يُمكن تعديلها بشكل جذري ولم تظهر أي تقنية تُساعد في التغلب عليها بعد، لكن هناك بعض الوسائل التي تُحسن من الإصابة وتُعتبر وسائل تعويضية، أهمها ما يلي:
-
العدسات اللاصقة
بعض العدسات تُصنع خصيصاً لمصابي عمى الألوان وتكون مخصصة لتحسين رؤيتها، لكنها في المقابل قد تشوه الرؤية قليلاً وتجعلها غير واضحة.
-
نظارات خاصة
هناك بعض النظارات التي تُصنع بطريقة خاصة لتقليل سطوع الضوء وشدته، بالتالي تُساعد المرضى على تحسين الرؤية بشكل عام وليس رؤية الألوان فقط، وفي أغلب الحالات تُستعمل كمساعد للعدسات اللاصقة.