الرئيسية الصحة لماذا يُصاب البعض بمرض العزلة الاجتماعية وما هو ؟

لماذا يُصاب البعض بمرض العزلة الاجتماعية وما هو ؟

0
لماذا يصاب البعض بمرض العزلة الاجتماعية

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يسعى دائماً لخلق علاقات اجتماعية جديدة والتواصل مع الآخرين بشتى السبل، ولأغراض متعددة، لكن في بعض الأحيان تُكسر هذه القاعدة نتيجة إصابته ببعض الأمراض النفسية، منها مرض العزلة الاجتماعية، أو الاغتراب، فيبدأ في الانعزال تدريجياً عن محيطه الاجتماعي حتى يفقد الرغبة في التواجد بأي تجمع أو التواصل مع من حوله بأي وسيلة كانت، في بعض الأحيان يصل الأمر لعزلة غير اختيارية، حيث يُصبح مُجبراً على التواجد بمفرده رغم إرادته! في هذا المقال سنتعرف أكثر على مرض العزلة الاجتماعية.

لماذا يُصاب البعض بمرض العزلة الاجتماعية وما هو؟

تعريف العزلة الاجتماعية

العزلة الاجتماعية هي مصطلح يعني غياب قدرة الكائن الحي على التواصل مع مجتمعة، خاصة في الكائنات اجتماعية الطبع من بينها الإنسان، في أغلب الأحيان يكون انعزاله إجبارياً، أي دون اختيار منه، بالتالي تختلف عن حالات العزلة المؤقتة، أو رغبة الإنسان في البقاء بمفرده وفقاً لإرادته، قد يصل الأمر في بعض الأحيان للبقاء في المنزل دون خروج لفترة طويلة تصل عدة أسابيع، مع عدم التواصل مع أي شخص سواء كان من الأسرة أو الأصدقاء، كما يفشل الشخص المنعزل اجتماعياً في إقامة أي علاقات اجتماعية ولا يستطيع غالباً التواصل مع أي شخص غريب، حتى وإن نجح تفشل العلاقة سريعاً، لأنها غالباً ما تكون سطحية.

أعراض العزلة الاجتماعية

  • إحباط

    يعاني مريض العزلة الاجتماعية عادة من إحباط شديد وتسيطر عليه عادة أفكار تشاؤمية، فلا يرى إلا الجانب المظلم من كل شيء.

  • تغيرات مزاجية

    تغلب عليه عادة تغيرات مزاجية حادة غير مبررة وليس لها سبب معين، حيث يتقلب مزاجه وفقاً لأفكاره ومعتقداته الخاصة التي غالباً ما تكون خاطئة.

  • عدم القدرة على التواصل

    حتى لو حاول التواجد في محيط اجتماعي، يفقد القدرة على التواصل مع من حوله وخلق علاقات جديدة، بمعنى آخر يفتقر للذكاء الاجتماعي بشكل واضح.

  • تجنب الآخرين

    بسبب عدم قدرته على التواصل مع من حوله، يشعر المريض بغربة شديدة عندما يتواجد في أي تجمع بشري، ما يؤدي لتفاقم الحالة، لذلك يفضل البقاء بمفرده ويرفض تماماً مغادرة منزله وحتى غرفته، كما يرفض أي شكل من أشكال التواصل.

  • القلق والاضطراب

    تبدو علامات القلق والاضطراب واضحة على الشخص المنعزل، حتى في حال بقائه بمفرده، وغالباً ما تكون دون أسباب واضحة.

أنواع العزلة الاجتماعية

قسم علماء الاجتماع العزلة الاجتماعية لنوعين رئيسيين، ينبثق من كلاهما عدة أنواع أخرى كما يلي:

  • العزلة الدائمة

    وهي حالة تُصيب الشخص منذ طفولته، وتستمر في التفاقم كلما تقدم به العمر، هذا النوع من العزلة مزمن ومتواصل، ويكون الشخص فيه مُجبراُ على البقاء وحيداً، فمهما بذل من جهد لا ينجح في التواصل مع المجتمع من حوله.

  • العزلة الاختيارية

    تبدأ هذه الحالة باختيار الشخص البقاء بمفرده بعض الوقت، بسبب تعرضه لصدمة ما أو موقف معين أثر فيه سلباً وزعزع إيمانه بذاته، لكن مع الوقت تزداد مشاعر الإحباط والحزن والألم، وتزداد معها حالة العزلة، حتى يبتعد الشخص تماماً عن كل معارفه وعلاقاته الشخصية.

عوامل تزيد من حالة العزلة الاجتماعية

هناك العديد من الأمور التي تؤثر بشكل كبير على حالة العزلة وتقود الإنسان إليها دون أن يشعر، منها ما يلي:

  • انتشار التكنولوجيا

    الانتشار المُبالغ فيه للتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، أدى فعلياً لانقطاع التواصل على أرض الواقع وبات أغلب الشباب والمراهقين يعيشون في عالمهم الافتراضي الذي خلقوه لأنفسهم! هذا بالإضافة لمشاكلها الصحية الكثيرة، فالمبالغة في استخدامها يؤثر بشكل واضح على نمو الأطفال وحالتهم الذهنية والعقلية.

  • الإعاقات الجسدية

    غالباً ما يتعرض ذوي الإعاقات الجسدية للمضايقات والكلمات الجارحة، التي تؤثر بشكل كبير على حالتهم النفسية وتزيد من خجلهم وتُضعف ثقتهم بأنفسهم، لذلك ينسحبون من أي موقف يتطلب تواصل مع الآخرين ويُفضلون البقاء بمفردهم.

  • فقدان شخص عزيز

    فقدان أحد الأبناء قد يُسبب انعزال الأبوين وبشكل خاص الأم، لأنها أكثر عاطفية واستسلام لمشاعرها، كذلك فقدان أحد الطرفين لشريك حياته، خاصة في عمر متقدم يقود الطرف الآخر للعزلة وعدم الرغبة في مواصلة حياته نتيجة الوحدة الشديدة والفارغ الذي يشعر به بموت رفيقه.

  • تقدم السن

    كلما تقدم السن بالإنسان كلما فقد رغبته في التفاعل مع من حوله، خاصة إن كان يميل للوحدة بطبعه، فينغمس فيها كلما كبر وتقدم في العمر.

  • كثرة المشاحنات بالمنزل

    إذا كانت أجواء المنزل مشحونة دائماً، وتكثر فيه الخلافات خاصة بين الأبوين، ينتج عن ذلك إصابة الأبناء بالعديد من الأمراض النفسية خاصة العزلة الاجتماعية، فيفقدون رغبتهم في التواصل مع العالم الخارجي نتيجة لانعدام ثقتهم في كافة المحيطين بهم وعلى رأسهم الوالدين!

Exit mobile version