الرئيسية الشخصيات فاتن حمامة : لماذا تعد فاتن حمامة من أبرز الممثلات العربيات ؟

فاتن حمامة : لماذا تعد فاتن حمامة من أبرز الممثلات العربيات ؟

فاتن حمامة واحدة من أشهر الممثلات المصريات، وقد أجادت أداء العديد من الأدوار في حياتها المهنية، نستعرض حياتها في السطور المقبلة.

0

فاتن حمامة هي النجمة الأشهر والأبرز في تاريخ السينما المصرية، أفلامها حملت هموم الوطن ومثلته في العديد من المحافل الدولية، فاستحقت عن جدارة لقب سيدة الشاشة العربية.. فاتن حمامة ليست فقط من أهم الممثلات العربيات، بل إنها في نظر عدد غير قليل من النقاد والمتخصصين في مجال السينما هي الأهم على الإطلاق، ودليلهم على ذلك هو إن أفلامها تشكل نسبة 40% تقريباً من قائمة الأفلام الأفضل في تاريخ السينما المصرية.

فاتن حمامة .. من تكون :

فاتن حمامة بلغت قمة المجد وهذا أمر قام به الكثيرين، ولكن ما يميزها عنهم إنها بقيت متربعة على العرش طوال سنوات نشاطها، وحتى في فترات توقفها كانت حاضرة وبقوة في أذهان الجماهير.. فكيف بدأت الرحلة وكيف صنعت هذا المجد؟

الميلاد :

ولدت فاتن حمامة وأسمها بالكامل فاتن أحمد حمامة في السابع والعشرين من مايو لعام 1931م، وهناك تضارب حول محل ميلادها، فهناك مصادر تذكر إنها ولدت في السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، ومصادر أخرى تشير إلى إنها ولدت في حي عابدين بمحافظة القاهرة، ولكن أغلب الظن هو إنها ولدت بالدقهلية ثم انتقلت في وقت لاحق إلى القاهرة العاصمة. وكان والدها أحمد حمامة يشغل وظيفة مرموقة بقطاع التعليم في مصر، وكان محباً للفن ذواقاً له بمختلف ألوانه، وعنه ورثت فاتن حب الفن وكانت شغوفة به منذ نعومة أظافرها.

أجمل طفل :

رحلة فاتن حمامة مع الفن بدأت باشتراكها في طفولتها في مسابقة أجمل طفل، حيث فازت بالمسابقة فقام والدها بإرسال صورتها الفائزة إلى المخرج محمد كريم، والذي كان يبحث خلال تلك الفترة عن ممثلين في عمر الطفولة لتجسيد بعض الأدوار بأفلامه، وبالفعل رأى كريم إن ملامح الطفلة مناسبة للدور، وحين أجرى لها اختباراً تمثيلياً أدهشته، ومن ثم قرر أن يمنحها أول أدوارها ويتيح لها فرصة الوقوف أمام أحد أهم نجوم مصر آنذاك وهو الموسيقار محمد عبد الوهاب، حيث ظهرت معه في عام 1940م من خلال فيلم يوم سعيد، وبعد أربع سنوات خاضت فاتن تجربتها الثانية من نفس المخرج بفيلم رصاصة في القلب.

يوسف وهبي والانطلاقة :

رغم أن الفضل في اكتشاف موهبة فاتن حمامة يعود إلى المخرج محمد كريم، إلا إن الفضل في كونها أحد رموز السينما المصرية يعود إلى يوسف وهبي، الذي جذبت الممثلة الطفلة انتباهه منذ أن شاهدها أول مرة، وبعد ستة أعوام استعان بها لتلعب دور ابنته بفيلم ملاك الرحمة، وكانت هذه هي الانطلاقة الحقيقية لـ فاتن حمامة في عالم الفن، فتوالت أعمالها منذ ذلك الحين، وتعاونت مع كبار مخرجي ومؤلفي ذلك الزمان، حتى صارت واحد من ألمع نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، وواحدة من أهم النجمات في تاريخها بشكل عام، وفي نظر الكثيرين هي الأهم على الإطلاق.

الرصيد الفني والقيمة :

فاتن حمامة من النجمات اللواتي أستطعن إحداث توازن ما بين الكم والكيف، فقد كانت حمامة من الممثلات غزيرات الإنتاج، خاصة خلال عقدي الستينات والسبعينات، ويُقدر عدد الأعمال السينمائية التي قدمتها فاتن حمامة خلال سنوات نشاطها الفني بحوالي 94 فيلماً سينمائياً، أولهم فيلم يوم سعيد إنتاج 1940م وآخرهم أرض الأحلام 1993م، وقد كانت حمامة تنتقي الأعمال التي تقدمها والشخصيات التي تجسدها بحرص شديد، فرغم إن عدد الأعمال التي قدمتها للسينما كبير نسبياً، إلا إننا لا يمكن أن نجد ضمنه ما هو سطحي أو مبتذل.. أما بالنسبة للأعمال التلفزيونية فقد قدمت حمامة مسلسلين فقط خلال مشوارها الفني، أولهما هو ضمير أبلة حكمت في عام 1991م من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إنعام محمد علي، وثانيهما وجه القمر عام 2000م للكاتبة ماجدة خير الله والمخرج عادل الأعصر.

الزواج :

خاضت فاتن حمامة ثلاث تجارب زواج في حياتها، اثنتين منهما من داخل الوسط الفني وواحدة من خارجه. زواجها الأول كان في 1947م من المخرج عز الدين ذو الفقار، ولكنها انفصلت عنه في عام 1954م وبعد عام واحد تزوجت من عمر الشريف، والذي استمر زواجها منه حتى عام 1974م، وثم تزوجت من آخر أزواجها الطبيب محمد عبد الوهاب، والذي عاشت معه حياة مستقرة هادئة، ودام زواجهما إلى أن توفيت إلى رحمة الله في عام 2015م.

الإنجاز الأهم :

قيمة فاتن حمامة لا تنبع فقط من كونها ممثلة قديرة وموهبة فريدة، بل تنبع من التأثير الذي استغلت موهبتها وطاقاتها الفنية لإحداثه، فقد طوّعت حمامة إمكاناتها الفنية لخدمة قضايا وطنها، فمن خلال أفلامها حرصت على رصد المشكلات واقتراح الحلول والارتقاء بالوعي العام، ومثال على ذلك فيلم أفواه وأرانب الذي شاركها بطولته فريد شوقي، والذي ناقش ظاهرة الانفجار السكاني وأثرها على الدولة والمجتمع، وكذلك فيلم أريد حلاً والذي كان سبباً في إحداث تغيرات بقوانين الأحوال الشخصية في مصر.

الجوائز والتكريمات :

لا جدال إن فاتن حمامة هي واحدة من أهم وأبرز الفنانات في تاريخ السينما العربية، وقد أثرت الساحة الفنية خلال سنوات نشاطها بالعديد من الأفلام الهامة، وبناء عليه كان من الطبيعي أن يُقابل هذا العطاء بالتكريم والتقدير، وهو ما تم بالفعل ويتضح من كم التكريمات التي تلقتها سيدة الشاشة العربية من عِدة جهات وشخصيات، ومنها الآتي:

  • منحها الرئيس جمال عبد الناصر ميدالية الشرف.
  • نالت وسام الكفاءة من دولة المغرب.
  • نالت وسام الأرز من لبنان.
  • مُنحت ميدالية الشرف للمرة الثانية من الرئيس السادات.
  • منحتها منظمة الكتاب والنقاد المصريين جائزة نجمة القرن عام 2000م.
  • ميدالية الاستحقاق وتلقتها من الملك الحسن الثاني آل محمد ملك المغرب.
  • نالت وسام المرأة العربية وقدمه لها الزعيم اللبناني رفيق الحراري.
  • شهادة دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية في بيروت.
  • شهادة دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية في القاهرة.

عضوية لجان التحكيم :

المكانة العظيمة التي حظيت بها فاتن حمامة وتاريخها الفني الحافل بالإنجازات، أهلوها لتكون عضوة بلجان التحكيم بعدد من المهرجانات السينمائية العالمية، وبعض هذه المهرجانات كانت هي أول فنان عربي يشارك بها كعضو لجنة تحكيم، ومن أمثلة الفاعليات السينمائية التي شاركت فاتن حمامة بها التالي:

  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.
  • مهرجان موسكو.
  • مهرجان البندقية السينمائي.
  • مهرجان كان.
  • مهرجان طهران.
  • مهرجان جاكرتا الإندونيسي.

الوفاة :

ساءت الحالة الصحية للفنانة فاتن حمامة بشكل كبير خلال سنواتها الأخيرة، ولكن كانت الأزمة الصحية الأشد هي تلك التي تعرضت لها في النصف الثاني من عام 2014م، والتي استدعت نقلها إلى مستشفى دار الفؤاد بالقاهرة، ثم غادرت المستشفى في وقت لاحق بعد أن استقرت حالتها الصحية وتماثلت للشفاء، ولكن بعد فترة وجيزة حدثت لها انتكاسة مفاجئة وتعرضت لوعكة صحية أخرى توفيت على إثرها، وكان ذلك في السابع عشر من يناير لعام 2015م.

الجنازة والحداد :

شُيّع جثمان الراحلة فاتن حمامة في جنازة مهيبة، حضرها عدد كبير من المثقفين والمنتمين إلى الوسط الفني المصري، كما قام بنعيها العديد من الشخصيات العامة في الوطن العربي، كما تم نعيها من قبل رئاسة الجمهورية في مصر من خلال بيان رسمي، وأعلن وزير الثقافة المصري –آنذاك- الدكتور جابر عصفور حالة الحداد بكافة القطاعات التابعة للوزارة، ودُفِنت حمامة بمدفنها بطريق الواحات في مصر، ولم تقم أسرتها عزاءً لها التزاماً بما أوصت به قبل رحيلها.

Exit mobile version