ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالطبيعةسكون البذور : لماذا يحدث سكون البذور ؟ ولماذا تلجأ إليه البذور...

سكون البذور : لماذا يحدث سكون البذور ؟ ولماذا تلجأ إليه البذور ؟

سكون البذور هو أحد الأطوار الشاذة التي تتخذها البذور رافضة القيام بدورها في الإنبات.. فـ لماذا يحدث ذلك؟ وما أنواع سكون البذور ؟

سكون البذور هو طور من الأطوار التي تتخذها البذور، ويكون ذلك قبل البدء في عملية الإنبات، والهدف الرئيسي منه هو تأجيل أو تأخير عملية الإنبات، فيحن تقوم النباتات بإنتاج البذور لا تكون الأجواء ملائمة لعملية الإنبات، وفي تلك الحالة تلجأ البذور إلى ما يعرف بالسكون، للحفاظ على مكوناتها الداخلية سليمة.

سكون البذور .. أنواعه وأسبابه :

قد يكون السبب الرئيسي لـ سكون البذور واحد، إلا أن تحقيقه يتم من خلال العديد من الطرق، قسمها العلماء إلى نمطين رئيسيين، هما سكون البذور الأولي و سكون البذور الثانوي، ومن هذين النوعين تتفرع العديد من الأنواع الفرعية لأطوار السكون.

أولاً : سكون البذور الأولي :

سكون البذور الأولي هو النمط الأكثر شيوعاً، بين النمطين الرئيسيين من أنماط أطوار السكون لدى البذور، ويقصد بـ سكون البذور الأولي السكون الطبيعي أو الفسيولوجي، أي ذلك النوع الذي تسببه مجموعة العوامل الطبيعية الخاصة بالبذرة ذاتها، مثل عدم ملائمة البيئة المحيطة لعملية الإنبات، أو نقص بأحد العوامل اللازمة لها كي تنمو وتُنبت.. واختصاراً فإن الأسباب التي تسبب سكون البذور من ذلك النمط عديدة، وتختلف باختلاف نوع السكون الفرعي المندرج من السكون الأولي، فإن أردنا التعرف على الأسباب علينا التعرف على تلك الأنواع، وهي كالآتي:

1- السكون المورفولوجي :

“Morphological dormancy” أو سكون البذور المورفولوجي، هو نوع من أنواع سكون البذور يحدث في حالة عدم اكتمال الأجنة، أي أن الجنين داخل البذرة يكون لا يزال في طور التكون والنمو، إلا أن البذرة تفصل عن النبات الأم بفعل البشر أو الطبيعة، وفي تلك الحالة يحدث سكون البذور كإجراء وقائي، أي أنها تمتنع عن الإنبات وتدخل طور السكون لاستكمال نمو الجنين، ومن ثم تصبح قابلة لاستقبال الماء وغاز الأكسجين وبالتالي الإنبات.

2- سكون غلاف البذرة :

كما هو واضح من المسمى فإن ذلك النمط من أنماط سكون البذور ،ينتج بسبب الغلاف الخارجي الذي يكسو البذرة، ويحتوى الجنين بداخلها ويحميه، و سكون البذور الذي ينتج بفعل الغلاف الكاسي له، يطلق عليه علمياً مصطلح “Seed coat dormancy”، وينقسم في المجمل إلى عِدة أنواع هي :

أ) السكون الطبيعي : سكون البذور الطبيعي الناتج بسبب طبيعة الغلاف، والذي يُطلق عليه علمياً مسمى  “Physical dormancy”، تكون فيه البذرة لها غلاف شيد الصلابة، للدرجة التي لا يُسمح معها بنفاذ الماء إلى داخلها، ومن البديهي أن توافر الماء من العوامل الرئيسية لحدوث إنبات الزرع، وعدم نفاذه إلى قلب البذرة هو وعدم توافره سواء، والسكون هنا يختلف تماماً عن سكون الجنين، فالجنين في تلك الحالة لا يكون ساكناً، بل يكون مجبراً على ذلك بفعل صلابة غلافه، و سكون البذور من هذا النمط، ينتشر في العلائلات النباتية البقولية والباذنجية وبعض النباتات الخشبية أيضاً.

ب) السكون الميكانيكي : سكون البذور من هذا النمط والمعروف بـ Mechanical dormancy، وفي تلك الحالة تكون قشرة البذروة أو غلافها صلبة، ولكن تأثيرها يكون مغايراً لتأثيرها في نمط سكون البذور الطبيعي، ففي تلك الحالة هي لا تمنع نفاذ الماء والغازات، لكنها تكون صغيرة وصلبة فتعيق حركة تمدد جنين البذرة بداخلها، وبناء على ذلك يلجأ الجنين إلى حالة السكون.

جـ) السكون الكيميائي : ويعرف ذلك النوع من أنواع سكون البذور الفرعية، باسم السكون الكيميائي أو سكون مواد تثبيط الإنبات، ويقصد بهذه الحالة من حالات سكون البذور ،توافر بعض المواد الكيميائية التي تعيق عملية الإنبات، والتي تعرف بمسمى المواد المثبطة لإنبات البذور، وبالتالي تتحول البذرة إلى طور السكون كنوع من الحماية على حيويتها.

3- السكون الفسيولوجي :

من أنماط سكون البذور ما يعرف بمسمى السكون الفسيولوجي، ويُسمى علمياً بالمصطلح “Physiological Dormancy”، و سكون البذور في هذه الحالة يكون ناتج عن عدد كبير من العوامل، جميعها تسمى بالعوامل الداخلية أي أنها عوامل خاصة بتركيب نسيج البذرة، وهذا النمط من سكون البذور يحدث عقب جمع البذور، خاصة ببذور النباتات العشبية التي تطرحها الأراضي بالمناطقة ذات الطقس المعتدل، ويختفي ذلك النوع من السكون بشكل تدريجي، ولكن حدوث ذلك يستوجب تخزين البذور الساكنة بأساليب معينة، أهمها أن يكون تخزينها بمناطق جافة وغير رطبة، و سكون البذور الفسيولوجي يُعرف عنه امتداده لفترات طويلة نسبياً، إذ أن تحرر البذور من طور السكون في تلك الحالة، يستغرق عِدة أشهر في بعض الحالات تمتد إلى ستة أشهر كاملة.

ثانياً : سكون البذور الثانوي :

ذلك النمط من أنماط سكون البذور ذو طبيعة خاصة، فهو لا يحدث بسبب خلل طبيعي في تركيب بذور النبات، بل أنه يحدث بسبب بفعل عوامل خارجية عن البذور، والتي تجبر البذور على الدخول إلى حالة السكون بشكل مؤقت، ويعرف سكون البذور في تلك الحالة بمسمى السكون الثانوي، أو بمسماه العلمي “Secondary dormancy”، والمُسبب الرئيسي لهذا النمط من أنماط سكون البذور ،هو جمعها في وقت مبكر وفصلها عن النبات الأم قبل اكتمال عملية نموها، ومن ثم تلجأ البذور إلى عملية السكون، إلى أن يتم اكتمال نموها أو تحريرها منه بفعل المُزارع.

أهمية سكون البذور الثانوي :

قد يرى البعض أن سكون البذور الثانوي هو إحدى معيقات عملية الزراعة، لكن في الحقيقة أن هذا السكون له أهمية بالغة بالنسبة للمزروعات، ويكفي القول بأن سكون البذور هذا يحافظ على نوعها، ويمكنها من الاحتفاظ بحيويتها وقدرتها على الإنبات لفترات طويلة، ويحميها من الموت أو التلف حال انفصالها عن النبات الأم، وتظل محتفظة بحيوية تركيباتها الداخلية بشرط جفافها، وجدير بالذكر هنا أن تلك الأنواع التي تلجأ لهذا النمط من سكون البذور ،يكون من الممكن أن تبدأ في عملية الإنبات بشكل مباشر، فور توفير البيئة المناسبة لهذا وغمرها بالماء.

ثالثاً : كسر سكون البذور :

كسر حالة سكون البذور وبالأخص النمط الثانوي منه، لا تتم دوماً بشكل طبيعي ومن تلقاء البذور ذاتها، إنما في بعض الأحيان يجب تدخل العنصر البشري، وذلك بإجراء بعض المعالجات اليدوية للبذور لإخراجها من تلك الحالة، سواء بتطرية البذور وتليين الغلاف الصلب، كي يسمح بمرور الماء والغازات إلى قلب البذورة، وفي أحيان أخرى تجرى تلك المعادلات لكسر حاجز سكون الجنين ذاته، أو لإزالة بعض العوامل التي تسبب إبطاء النمو وتعيق عملية الإنبات، ومن طرق كسر سكون البذور ما يلي:

  • الخدش : ويتم ذلك النوع لعلاج سكون البذور الناتج عن القصرة أو الغلاف، فيقوم الإنسان بخدش أو كسر الغلاف الخارجي ليسمع بنفاذ الماء والغازات، والأدوات التي يمكن بها تحقيق متعددة، فمن الممكن أن تتم العملية باستخدام آلات حادة، أو باستخدام أوراق السنفرة والمطارق، ولكن من يقوم بمثل هذه العملية لابد أن يكون شخص ذو خبرة، وذلك كي يقوم بعمل شقوق بغلاف البذور دون الإضرار بمكوناتها الداخلية.
  • الكمر الدافيء : ويعني كسر سكون البذور من خلال وسيلة حفظها، إذ تحفظ البذور في تلك الحالة في بيئة لها خصائص معينة، أهمها أن تكون رطبة وكذلك دافئة، وتعتبر التربة الرميلة هي البيئة المثلى لآلية كسر سكون البذور هذه.. هذه الطريقة تساهم في تليين الغلاف الخارجي للبذرة، ولكن عيبها الوحيد هو إنها لتتم تستغرق بضعة أشهر.
  • غسيل البذور : سكون البذور الذي يتم معالجته عن طريق الغسل، هو ذلك النمط الناتج عن المثبطات الكيميائية لعملية الإنبات،  ولكن ذلك كي يتم يجب أن يكون بوضع البذور الساكنة في ما جاري، أو نقعها في أواني الماء مع تغيير الإناء بصفة دورية.
محمود حسين
محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأرى أن وصفها بالمهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل