الرئيسية الفن لماذا يبدو صوتنا أجمل عند الغناء في الحمام تحديدًا؟

لماذا يبدو صوتنا أجمل عند الغناء في الحمام تحديدًا؟

0

لا ريب أنك تساءلت يومًا عن الغناء في الحمام ولماذا يكون صوتنا أجمل عندما نسمع أنفسنا ونحن نغني في الحمام، بل لماذا أصلا تواتينا الجرأة ونقدم على الغناء في الحمام بينما من المستحيل أن نفعل ذلك في مكان عام أو حتى خاص أو أمام أي شخص، بل حتى إن كنا في غرفنا الخاصة لا يأتي ببالنا على الإطلاق الغناء في الحمام، فلماذا نغني في الحمام؟ هذا ما سنجيب عليه خلال السطور التالية كي نستطيع حل اللغز:

أسباب الجرأة للغناء في الحمام

في البداية سنجيب عن السبب وراء الجرأة التي تواتيك في الحمام وتدفعك إلى الغناء بينما لا تستطيع الإقدام على هذا في أي مكان آخر خارج الحمام حتى إن كنت وحيدًا في غرفتك الخاصة، لذلك إليك الأسباب وراء جرأتك على الغناء في الحمام:

التخلص من التوتر

يصاحبنا عادة أثناء الغناء في الخارج التوتر الناجم عن وجود الأشخاص في محيطنا وسماعهم لصوتنا وشعورهم بالمضايقة تجاهه بسبب عدم عذوبته لذلك الإنسان في الحمام يتخلص من كل هذا التوتر الناجم خصوصًا أنه في محيط دافئ ونظيف ومغلق مما يشعر الإنسان أنه على راحته تمامًا لذلك تخفف الإنسان من التوتر والارتباك أثناء الغناء أمام الآخرين هو ما يدفع الإنسان للغناء في الحمام.

الماء الساخن وهدوء الأعصاب

لا ريب أن انسياب الماء الساخن يعمل على إراحة الأعصاب مما يؤدي إفراز هرمون الدوبامين المسئول عن السعادة في الجسم وهذه الحالة تؤدي إلى الغناء المرح، وجرب تجد نفسك تغني أغنية مرحة ذات إيقاع سريع وحتى إن كانت غير ذلك فإنك ستغنيها بإيقاع سريع وبطريقة مرحة، لذلك نجد أنفسنا نغني في الحمام.

الراحة والطمأنينة التي نشعر بها حيال ذلك؟

تجد الأمر ممتعًا أثناء الغناء لذلك تشرع في الاستمرار ولذلك تشعر براحة وطمأنينة عظيمة لأنك تمارس حريتك في الغناء الحر دون انتقاد من أحد ودون حتى اهتمام برأي أحد، هذا يجعل الأوكسجين يدخل إلى رئتيك أكثر مما يجعلك تتنفس عمومًا بشكل جيد ويجعل الدورة الدموية تعمل بشكل أفضل.

تشتيت الذهن وتفتيت المشكلات

لا ريب أن الإنسان يغني في الحمام أثناء الاستحمام بعد يوم طويل ومرهق من العمل مليء بالمشاكل والأزمات والمواقف السخيفة التي يتعرض لها الإنسان سواء في العمل أو في قضاء المصالح والتعامل مع الناس لذلك فإن الإنسان عندما يأوي إلى حمام منزله من أجل الاستحمام فإنه لا يدفع عن نفسه العرق والرطوبة والأوساخ التي علقت به من غبار الشارع وترابه، بل يمسح عن نفسه المواقف السخيفة والسيئة التي مر بها أيضًا وأثرت به والغناء عمومًا من أهم الأدوات للتعامل مع الحزن والاكتئاب ويعمل على ترويض المشكلات وتفتيتها في الذهن وتشتيت التركيز فيها، بالتالي الغناء في الحمام قد يكون الهدف منه في بعض الأحيان التعامل مع الحزن والأزمات ومحاولة صرف الذهن عن التركيز فيها.

لماذا يبدو صوتنا أجمل في الحمام؟

بعد أن استعرضنا لماذا تواتينا الجرأة على الغناء في الحمام نجيب في السطور التالية على تساؤل لماذا صوتنا يبدو أجمل في الحمام:

صدى الصوت في الحمام

بما إن المكان عادة يكون مغلقًا فإن الصوت لا يخرج من الحمام والموجات الصوتية ترتد مرة أخرى إليك فتخلق صدى الصوت الذي بدوره يخلق تناغمًا ووقع جيد على الأذن مما يجعلك تشعر أن صوتك جميلا بعكس الأماكن المفتوحة الذي يكون الصوت فيها واضحًا وبالتالي تستشعر أكثر عدم جودته، لذلك وجود صدى الصوت الذي يتردد والذي يكون بمثابة كورال وراءك يجعل الصوت أفضل بكثير.

صوت تساقط المياه يبدو كتوزيع موسيقي

تدفعك الموسيقى الناجمة عن خرير الماء المنتظم والتي تتساقط من الدُش على الأرض إلى الغناء في الحمام، حيث تبدو أصوات المياه هذه بمثابة توزيع موسيقي تجعل الأجواء مناسبة للغناء وتبدو كما لو كنت في ستوديو تسجيل موسيقي خاص بك، لذلك تساقط المياه يبدو من أهم الأسباب وراء شعورك أن صوتك أجمال أثناء الغناء في الحمام.

يحدث ذلك بشكل تلقائي

عادة ما يكون الغناء في الحمام بشكل عفوي وتلقائي ولا تحتاج أن تقلد المطربين أو تفتعل نغمة صوت طربية من أجل إظهار صوتك بشكل أجمل من الطبيعي أمام من حولك وبالتالي تشعر أكثر أن هذا صوتك الداخلي الحقيقي بنبرة غير مفتعلة أو مصطنعة وأي شيء تفعله بشكل صادق وحقيقي وتلقائي وغير مفتعل لابد وأن يكون جيدًا إلى حد كبير وممتعًا إليك، لذلك تشعر أنت بداخلك أن صوتك جميلاً وأنه ليس بشعًا مثلما تغني خارج الحمام لذلك تستمتع بالغناء في الحمام.

هل الغناء في الحمام حرام؟

لا ريب أن التساؤل يثور الآن حول إن كان الغناء في الحمام حرامًا أم مباحًا، في البداية نحب أن نجيب حول الغناء في ذاته، هل هو حرام أم حلال؟

بما أن الأصل في الأشياء الإباحة فإن الغناء في أصله ليس حرامًا، بل إن الحرام أن يرافقه شيء مما حرم الله أو يكون الهدف منه إثارة الغرائز أو غيرها، وقد اختلف العلماء في تحريم الأغاني أم تحليلها، ولكن علماء أجلاء مثل الشيخ الشعراوي والشيخ محمد عمارة والشيخ الغزالي، وغيرهم من المشايخ الأجلاء أباحوا الغناء ولم يحرموه والإنسان يعرف بنفسه الحرام من الحلال وكلاهما بيّنان له، مثلما قال الرسول (ص) ولذلك فإننا عندما نتحدث عن الغناء في الحمام وحكمه الشرعي في الدين فإننا نتعامل على أساس افتراض أن الغناء مباحًا إذًا فإن المختلف هنا هو الحمام ذاته والمحرم في الحمام هو محرم في الغناء، والمحرم في الحمام هو ذكر الله أو اسم من الأسماء المقدسة له في الحمام، بالتالي ما يكون محرمًا هنا هو الأغاني الدينية أو التي تحتوي على لفظ الجلالة أو الألفاظ المقدسة أما الكلمات المعتادة والتقليدية والتي لا تحتوي على اسم من الأسماء المقدسة أو الألفاظ المنزهة في العقيدة الدينية، فإنها مباحة ولا يوجد إثم على من يغنيها سواء في الحمام أو خارج الحمام، والله أعلى وأعلم ونسأل الله أن يغفر لنا ما جهلنا.

خرافة الغناء في الحمام

لا ريب أنك سمعت يومًا في مجتمعاتنا الشرقية عن تحذير الأجداد والجدات لك من الغناء في الحمام، وعادة ما يكون السبب لها مرتبطًا بالجن والعوالم السفلية، حيث تشير الخرافة إلى أن الغناء في الحمام يوقظ قرينك من الجن الذي ينتظرك خلف الباب والغناء في الحمام بمثابة إشارة له كي يتلبسك ويجعل حياتك كلها عذاب، وبالطبع هذه الأمور كلها من الخرافات إلا أن في مجتمعاتنا لا زالوا يؤمنون بها، ومن الأمور الأخرى في الحمام أصلا النهي عن البكاء فيه لنفس السبب وهي وجود الجن في الحمام واستثارتهم والنهي عن استحمام الفتاة في الحمام ليلا حتى لا يراها الجن فتعجبه ويتلبسها ويرغب في الزواج منها، وكل هذه الخرافات التي ليس لها أي أساس من الصحة ولا تقف على أي أسس منطقية أو علمية.

خاتمة

في نهاية المقال نتمنى أن نكون أجبنا عن سبب جرأتنا على الغناء في الحمام ولماذا يكون صوتنا جميلا خلال ذلك ووضحنا الأسباب العلمية في هذا الصدد.

Exit mobile version