الرئيسية الحقائق لماذا علينا ألا نعلن الاستسلام لليأس ونقاوم لتحسين الحياة؟

لماذا علينا ألا نعلن الاستسلام لليأس ونقاوم لتحسين الحياة؟

0

ربما يبدو مقاومة الاستسلام لليأس كلاما مبتذلا جدا من كثرة ما تم استخدامه لأغراض ربحية والمتاجرة به وبأوجاع ومخاوف الضائعين والمحطمين والبائسين، والحقيقة أن الأوضاع القائمة على الصعيد الإقليمي والعالمي فضلا عن حالة الإحباط السائدة تدفع أي شخص إلى إعلان الاستسلام لليأس دون لوم، ولكنني أعتقد أن مقاومة الاستسلام لليأس في الأوضاع المنهارة أكثر أولوية بكثير من إعلان اليأس في الأوضاع العادية، وذلك لأنه في حالة الانهيار يصبح النهوض والمحاولة من جديد بعد السقوط هو الخيار الوحيد للاستمرار، فما هي الأسباب التي يمكن أن تقنعنا لكي لا نعلن الاستسلام لليأس ونقاوم بالفعل كل يوم لكي نحسن الحياة سواء على المستوى الشخصي أو العام؟ هذا ما نتحدث عنه.

لأنه ليس لدينا خيار آخر

الحقيقة أن هناك سبب وجيه ومهم جدا حتى لا نعلن الاستسلام لليأس وترك المثابرة والأمل والعزيمة والغضب من الدنيا والجلوس لا نفعل شيئا ولا نهتم سوى بتدبير الأساسيات ونترك العالم ينهار أكثر مما هو منهار، هذا السبب الوجيه لأنه للأسف ليس لدينا خيار آخر، فحتى اليأس له متطلباته، ويحتاج إلى أمور يجب توفيرها حتى تمارس يأسك بسلام، فإن كنت في كل الأحوال ستبذل المجهود فلتبذله من أجل الأمل والمثابرة لا من أجل اليأس والعدمية.

لأن عاقبة الاستسلام لليأس قد تكون أوخم

في كل مرة تتلقى فيها ضربة ما تظن نفسك أنك اقتربت أكثر من اليأس لأن الضربة القادمة قد تقتلك وبسبب أنك تقول لنفسك هذا على الدوام فقد يتسبب في هذا في إعلانك الاستسلام للياس بالفعل حتى لا تتلقى هزيمة ساحقة في مرة من المرات ولكن ما لا تعرفه أن عاقبة الاستسلام لليأس قد تكون أكثر سوءا من الاستمرار والمواصلة حتى لو كنت لا تحصد إلا الهزائم، لأن مصيرك لن يتركك طالما وقفت بساعدين مكتوفين واستسلمت له، بل يجب أن تدافع من أجل صد بعض الضربات.

لأنك إن لم تربح كل الجولات فلن تخسرها كلها

قد يكون لديك سببا وجيها في أنك إن ربما لا تمنى إلا بالهزائم وبناء عليه يكون الاستسلام لليأس هو الحل الأكثر راحة ولكن من قال أنك يجب أن تكسب كل شيء؟ يمكنك أن تخسر كثيرا فعلا ولكن يمكنك أيضًا أن تربح قليلا، وسواء كان كثيرا أو ضئيلا فإنه في النهاية يسمى ربح، وتكون قد كسبت في جولة في هذه الحياة أفضل بكثير من الاستسلام التام وترك شرف المحاولة على الأقل.

حتى تكون راضيا عن نفسك لا يمكنك الاستسلام للياس

على أسوأ الظروف وحتى إن كان الاستسلام لليأس هو الخيار الأكثر منطقية فإن المقاومة والمعافرة حتى الرمق الأخير سيجعلك راضيا عن نفسك وضميرك راضيا عنك، لأنك لم تتوقف في منتصف الطريق وتعود، بل قاومت بمنتهى الصبر والإخلاص حتى تصل، وحتى آخر لحظة ولم توفق، بالتالي أنت لم تقصر ويمكنك فعلا في هذه الحالة أن تشعر بالارتياح على الأقل.

المقاومة قد تكون صعبة وقد تكون مرهقة ومجهدة جدا، ولكن ثق تماما أن الاستسلام لليأس أيضًا لن يكون أقل جهدا ولن يكون أكثر سهولة، بل ربما يفوق إرهاقه بكثير المقاومة والصبر والمحاولة من جديد.

Exit mobile version